رجحت الأمم المتحدة أمس الخميس (21 يناير/ كانون الثاني 2016) تأجيل اللقاء التفاوضي بين الحكومة والمعارضة السوريتين المرتقب في نهاية الشهر الجاري بضعة أيام لأسباب قد تكون مرتبطة بخلاف على أسماء ممثلي المعارضة.
وفي دمشق شكلت الحكومة السورية وفدها إلى جنيف غداة إعلان الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة أسماء ممثليها.
وقالت متحدثة باسم موفد الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا لـ «فرانس برس»: «من المرجح» تأجيل اللقاء التفاوضي المفترض عقده في 25 يناير «بضعة أيام لأسباب عملية». وأوضحت «ما زلنا نسعى إلى عقد اللقاء في هذا التاريخ، وفي كل الأحوال سنجري خلال نهاية الأسبوع تقييماً للتقدم الذي تم إنجازه».
وقال دبلوماسي فرنسي من جهته لـ «فرانس برس»: «نأمل أن تعقد هذه المفاوضات ولكننا لا نطلق عملية (سلام) لمجرد إطلاقها، بل يجب التحضير لمفاوضات ذات مصداقية». وأضاف «ليس من صالح أحد إطلاق عملية تستمر ثلاثة أيام لتفشل من بعدها. لا نريد أن نكرر فشل جنيف 2»، في إشارة إلى مفاوضات عقدت على مرحلتين في يناير2014 بين الطرفين من دون أن تؤدي إلى نتيجة.
في دمشق، قال مصدر رسمي سوري لـ «فرانس برس» إن كلاً من نائب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد ومندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري سيرأسان الوفد الحكومي الذي يضم أيضاً «ثلاثة دبلوماسيين وثمانية من كبار المحامين».
وأبدت موسكو معارضتها الاكتفاء بأسماء الوفد المعارض الذي أعلن أمس الأول من الرياض خصوصاً أنه يضم ممثلين عن فصائل مقاتلة على رأسهم ككبير للمفاوضين محمد علوش، المسئول السياسي في «جيش الإسلام»، الفصيل المقاتل الذي تعتبره كل من دمشق وموسكو «إرهابياً».
وأفادت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري أمس أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونظيره الأميركي، جون كيري توصلا خلال لقاء الأربعاء في زيوريخ إلى «اتفاق مبدئي يقضي بتكليف دي ميستورا بتشكيل الوفد المعارض مناصفة بين معارضة الرياض والأسماء التي تقدمت بها موسكو».
واعتبرت «الوطن» أن «تعيين علوش (...) خطوة استفزازية هدفها الوحيد إفشال أي حوار ممكن بين وفد الحكومة السورية ومعارضة الرياض».
وأثارت أسماء الوفد المعارض المعلنة من الرياض احتجاج أطياف أخرى من المعارضة وخصوصاً تعيين علوش وعضوية قياديين آخرين في الفصائل المقاتلة هما عبد الباسط طويل ومحمد العبود.
ووصف الرئيس المشترك لمجلس سورية الديمقراطية المعارض، هيثم مناع القياديين الثلاثة من الفصائل المقاتلة بـ «مجرمي حرب».
واعتبرت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات أنه «من غير المقبول أن يكون كبير المفاوضين ورئيس الوفد من المعارضة المسلحة».
ومحمد علوش هو ابن عم زهران علوش، الزعيم السابق لفصيل جيش الإسلام الذي قتل في غارة لقوات النظام في 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وعلى الرغم من الاعتراضات، أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الحكومة السوري السابق، رياض حجاب الأربعاء أن «المفاوضات ستقتصر على من رأت الهيئة أنه يمثل وفدها فقط». وشدد «لن نذهب للتفاوض إذا تمت إضافة وفد ثالث أو أشخاص».
وأكد العضو في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية، سمير نشار موقف هيئة المفاوضات الرافض للمقترح الروسي.
وأضاف «إذا بقي الوضع على حاله، لن تعقد المفاوضات وسيكون هناك تصعيد عسكري من الطرفين».
وقالت «الوطن» إن دي ميستورا سيزور الأحد الرياض «لمشاورات أخيرة» قبل أن يعلن الإثنين أسماء «وفد أو وفدي المعارضة».
في الداخل السوري، تستمر المعارك على جبهات عدة وبينها الحرب على تنظيم «داعش» التي ينفذها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.
واكد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند أمس أن التحالف «سيسرع» ضرباته ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري من دافوس أمس أن عمليات القصف التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في سورية والعراق ستحقق هدفها بـ «إضعاف التنظيم بشكل كبير» بنهاية 2016.
العدد 4885 - الخميس 21 يناير 2016م الموافق 11 ربيع الثاني 1437هـ