قال سكان مقيمون في منطقة تقع بين مدينة القدس المحتلة ومستوطنة معالي اليوم الخميس (21 يناير/ كانون الثاني 2016) أدوميم إن إسرائيل هدمت مساكنهم وتركتهم في العراء.

وقال ممثل السكان البدو في منطقة جبل البابا الفاصلة بين مدينة القدس ومستوطنة معالي أدوميم، عطا الله مزارعة لـ "رويترز": "الساعة الرابعة والنصف فجرا اقتحمت 20 آلية عسكرية معها جرافة وبدأت عملية الهدم دون سابق إنذار. هدمت أربعة مساكن". ورأى مراسل "رويترز" مسكنين على الأقل من المساكن التي هدمت وبعضها بيوت جاهزة مقدمة من الاتحاد الأوربي كمساعدة للسكان الذي يقطنون المنطقة منذ عشرات السنوات.

وقال مزارعة إن إسرائيل تعمل منذ سنوات لإجبار السكان على ترك المنطقة التي تقف عائقاً أمام ربط مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس بما يعرف بمشروع (إي1).

وأضاف "هدموا عددا من المساكن... في محاولة لاستخدام سياسات الترهيب من أجل الضغط على باقي السكان للقبول بما يعرضونه عليهم وترك المنطقة".

وأضاف "بعض المساكن التي هدمت اليوم مقدمة من الاتحاد الأوروبي وعليها علم الاتحاد الأوروبي. إسرائيل لم تحترم هذا العلم وداسته بجرافتها". ولم يتسن الاتصال على الفور بأحد مسئولي الاتحاد الأوروبي للتعليق.

وعرضت إسرائيل على سكان المنطقة إسكانهم في تجمع حضري تقول إنها ستوفر فيه خدمات البنية التحتية من مياه وكهرباء وغيرها إلا أنهم رفضوا.

وقال سلمان جهالين (80 عاما) فيما كان يجلس على الأرض إلى جانب مسكنه المهدوم "من عشر سنين بيحاولوا يطلعونا من المنطقة مع إنهم بنوا جدار حولنا وعرضوا علينا أراضي ثانية. رفضنا لأنها بالنسبة إلنا الأرض اللي عرضوها علينا راح تكون قبر. بدهم يسكنوك في قبر".

وقال علي أبوقنيفة (50 عاما) بينما كان يجلس إلى جانب مسكنه الذي هدم "أنا ولدت هنا ولدي أسرة من خمسة أفراد. لن أرحل وسأعيد بناء ما هدموه". وأبدى سليمان جهالين -وهو ضرير تم هدم مسكنه ومسكن ولده المتزوج وأخته الأرملة- نفس الرأي. وقال "هذه المرة الثالثة اللي يهدمون فيها مسكني وكل مرة برجع ابنيه. وهاي المرة رح أرجع أبنيه مش رح نطلع من هون إذا طلعنا رح يعملوها منطقة عسكرية مغلقة وما رح يدخلها حد".