تسابق الاتصالات التي يقوم بها «التيار الوطني الحر» لتسويق تبني رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون للرئاسة، موعدَ انعقاد الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية في 8 شباط (فبراير) المقبل، بهدف تأمين أوسع تأييد لاتفاق القوتين الكبريين على الساحة المسيحية، فيما يبقي استمرار ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية على الاستحقاق الرئاسي في دائرة التنافس بين المرشحين ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (21 يناير / كانون الثاني 2016).
وفي وقت نقل نواب عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله أمس أمام عدد من النواب في لقاء الأربعاء الأسبوعي معهم، إن اتفاق جعجع وعون «جيد لأنه تم بين فريقين كانوا من ألد الخصوم، لكن ليس بالضرورة أن يوصل هذا الأمر الى الرئاسة...».
وفي باريس علمت «الحياة» من مصادر مطلعة على زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الرياض أول من أمس الثلثاء، أنه أثار موضوع الرئاسة اللبنانية مع نظيره السعودي عادل الجبير للاطلاع على رأيه بالتطورات الأخيرة وتأييد جعجع لعون. وكان الانطباع الفرنسي بعد التشاور مع الجانب السعودي أن «هذه المبادرة لن تنجح».
وواصل رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل أمس، جولته على القوى السياسية فالتقى رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل الذي ترأس لاحقاً اجتماعاً لقيادة حزبه على أن يصدر موقفاً اليوم، ثم رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان، فيما زار وفد من «التيار الحر» رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان. وكان لافتاً أن أرسلان وحردان تريثا في إعلان موقف حاسم من تأييد جعجع لعون، وذكر الأول أنه سيتدارس الموقف مع الحلفاء في 8 آذار ولا سيما «حزب الله» وبري والنائب فرنجية والحزب القومي، ما عكس حذراً حيال التخلي عن فرنجية، وسط تأكيد مصادر القوى التي تؤيد خيار رئيس «المردة»، أنه يحظى بتأييد الرئيس بري وزعيم تيار «المستقبل» الرئيس السابق سعد الحريري، ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط والمستقلين في قوى 14 آذار، وأن حزب «الكتائب» يميل إلى دعم ترشيحه. وقالت مصادر مقربة من «المستقبل» إن اللقاءات التي أجراها الحريري مع قياديين في تياره، والاتصالات الجارية مع سائر الفرقاء المؤيدة لفرنجية، أفادت بأن احتساب الأصوات النيابية في حال انعقدت جلسة انتخاب الرئيس في 8 شباط المقبل ترجح فوز فرنجية (65 صوتاً) مقابل عون. إلا أن مصادر في قوى 8 آذار تنتظر الجهود التي يمكن أن يبذلها «حزب الله» مع فرنجية لعله ينسحب لمصلحة عون، مع استبعاد ضغطه عليه لهذا الغرض، فيما يتجه عون وجعجع إلى عدم حضور الجلسة إذا لم تضمن فوز عون، لا سيما أن «حزب الله» سيبقى على تضامنه معه في تعطيل النصاب.
وعلمت «الحياة» أن حسابات الأصوات مع بقاء ترشيح فرنجية، قد تدفع الى طرح تأجيل جلسة 8 شباط تفادياً لإحراج العديد من القوى، بينها «حزب الله».
ولم تستبعد المصادر أن يُطرح المخرج بتأجيل الجلسة خلال اجتماع هيئة الحوار الوطني في 27 الجاري (الأربعاء المقبل) طالما أن إنضاج الموقف من الرئاسة متعذر.