بعد سبعة أعوام من قيادة برشلونة للثلاثية التاريخية وسط مسيرة حافلة بالألقاب والأرقام القياسية مع الفريق الكتالوني، يأمل المدير الفني لبايرن ميونيخ الألماني، الإسباني جوسيب غوارديولا في تكرار نفس الإنجاز مع ختام مسيرته المثيرة مع الفريق البافاري.
ويبدأ غوارديولا العد التنازلي لمسيرته مع بايرن غداً (الجمعة) على ملعب هامبورج لكنه يأمل الآن في أن ينهي مسيرته مع الفريق في مدينة ميلانو الإيطالية التي تستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
وخلال النصف الثاني من الموسم الحالي، سيكون على غوارديولا قيادة بايرن في 27 مباراة على الأكثر إذا أراد تحقيق الثلاثية التاريخية مع الفريق وإحراز ألقاب دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا في نهاية الموسم الحالي الذي يختتم به مسيرته مع بايرن والتي امتدت لثلاث سنوات.
وفي 2009، قاد غوارديولا فريق برشلونة للفوز بالثلاثية (دوري وكأس ملك إسبانيا ودوري الأبطال) لتكون المرة الأولى التي يحرز فيها برشلونة هذه الثلاثية قبل أن يصبح برشلونة أول فريق يحرز الثلاثية مرتين من خلال تكراره لنفس الإنجاز في الموسم الماضي بقيادة مدربه الإسباني الآخر لويس إنريكي.
كما قاد المدرب الكبير يوب هاينكس فريق بايرن للفوز بالثلاثية التاريخية للمرة الأولى في مسيرة النادي وذلك في 2013 قبل أن يترك مهمة تدريب الفريق لغوارديولا الذي يحلم بتحقيق الإنجاز مع بايرن هذا الموسم قبل الرحيل عنه في يونيو/ حزيران المقبل تاركاً المهمة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي أعلن النادي البافاري أنه سيخلف غوارديولا بعد انتهاء الموسم.
وتستأنف فعاليات الدوري الألماني (بوندسليغا) بعد غد الجمعة عندما يحل بايرن ضيفاً على هامبورج في بداية فعاليات الدور الثاني للبطولة ليكون الاختبار الأول لبايرن منذ الإعلان في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن رحيل غوارديولا عن تدريب الفريق بنهاية الموسم الحالي.
ويأمل غوارديولا ولاعبوه في خوض 27 مباراة بداية من بعد غد وحتى موعد المباراة النهائية لدوري الأبطال في 28 مايو الماضي ليتوج المدرب الإسباني مسيرته الرائعة مع بايرن علماً بأن هاينكس أحرز الثلاثية مع الفريق في ظروف مشابهة عام 2013، إذ جرى الإعلان أيضاً في منتصف الموسم عن رحيله بنهاية الموسم وتسليم القيادة لغوارديولا ثم اختتم هاينكس مسيرته بهذا الإنجاز التاريخي.
وقاد غوارديولا فريق بايرن للفوز بلقب البوندسليغا في كل من الموسمين الماضيين كما فاز مع الفريق بلقب الكأس في 2014 لكنه خرج من المربع الذهبي لدوري الأبطال في كل من الموسمين الماضيين على يد ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين على الترتيب.
كما قاد غوارديولا، الذي يُنتظر توجهه للتدريب في إنجلترا، فريق بايرن للفوز بلقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية ليرفع رصيده من الألقاب مع الفريق إلى خمس بطولات مقابل 14 لقباً أحرزها مع برشلونة في أربع سنوات قاد فيها الفريق بين عامي 2008 و2012 .
ومع فارق الثماني نقاط الذي يتفوق به بايرن على بوروسيا دورتموند أقرب منافسيه على صدارة البوندسليغا، يبدو الفوز بلقب البطولة مسألة وقت فقط ولكن الفريق سيواجه اختباراً صعباً للغاية مع استئناف مسيرته في دوري الأبطال حيث أوقعته قرعة الدور الثاني (دور الستة عشر) مع يوفنتوس الإيطالي وصيف حامل اللقب.
وعلى رغم هذا، أكد غوارديولا أن مباراته المرتقبة مع هامبورج غداً هي الأهم بالنسبة له.
وتلقى بايرن جرس الإنذار قبل أيام بهزيمته 1/ 2 في المباراة الودية أمام كارلسروه أحد فرق دوري الدرجة الثانية.
ونجح غوارديولا في تدعيم وتعزيز أداء بايرن وهيمنته على البطولة المحلية من خلال أسلوب الاستحواذ على الكرة والذي كان أحد أسباب تفوق برشلونة في عهد غوارديولا أيضاً.
كما لجأ غوارديولا للتركيز على المعنويات وعلى الاستفادة من الثقة الهائلة لفريق بايرن وعقلية الفوز التي تسيطر على الفريق.
وقال غوارديولا: «نحن فريق بايرن. نحن الأفضل، ويجب أن نفوز بكل شيء... بايرن سيظل فريقاً له وضع خاص بالنسبة لي».
ولكن رحيل غوارديولا ينتظر ألا يكون له على الجماهير نفس التأثير العاطفي الذي حظي به رحيل أي من يوب هاينكس أو أوتمار هيتزفيلد الذي قاد الفريق أيضاً للفوز بلقب دوري الأبطال في 2001.
ويرى توماس مولر نجم الفريق أن الإعلان في الشهر الماضي عن رحيل غوارديولا قد يساعد الفريق ويحفزه مثلما حدث لدى الإعلان عن رحيل هاينكس قبل ثلاث سنوات.
وقال مولر: «حتى يحين وقت رحيل غوارديولا، سيبذل كل لاعب أقصى ما بوسعه... أتمنى أن نسير على نفس النهج مثلما فعلنا مع يوب هاينكس في آخر ستة شهور له مع الفريق. ولكن لا يمكن التنبؤ بهذا».
وقال مانويل نيوير حارس مرمى الفريق إن الفريق يحتاج إلى الظهور بمستواه العالي في المباراة المرتقبة أمام يوفنتوس في 23 فبراير/ شباط المقبل في ذهاب الدور الثاني بدوري الأبطال.
وأوضح البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم الفريق إن الفريق يجب على الأقل أن يحافظ على مستواه إذا لم يستطع الارتقاء به في الشهور القليلة المقبلة.
وقد تلعب الإصابات أيضاً دورها في مستقبل الفريق هذا الموسم، ولكن الإسباني تشابي ألونسو لاعب وسط الفريق يشعر بالتفاؤل ويرى أنه ليس هناك ما يخيف بايرن إذا كان كل لاعبيه ضمن حسابات الطاقم التدريبي.
واعترف التشيلي أرتورو فيدال نجم وسط الفريق بأن رحيل غوارديولا عن تدريب الفريق لم يكن مفاجأة كبيرة.
وأعرب فيدال أيضاً عن رغبته في الفوز مع بايرن بلقب دوري الأبطال بعدما خسر مع فريقه السابق يوفنتوس نهائي البطولة أمام برشلونة في الموسم الماضي.
وقال فيدال، في تصريحات تلفزيونية، «أود مساعدة فريقي في الفوز بلقب دوري الأبطال. أثق في أنني أستطيع هذا في الموسم الحالي».
العدد 4884 - الأربعاء 20 يناير 2016م الموافق 10 ربيع الثاني 1437هـ