عندما سُئِل وزير الإسكان والأشغال السابق فهمي الجودر عن سبب إصراره على مشاريع مد الجسور والأنفاق وزيادة مسارات الشوارع في نفس الوقت، خاصّة أن هذا العمل أربك حركة المرور وزاد من الازدحام، قال بأنّ هذه المشاريع رصدت لها ميزانية على مدى أربع سنوات، ولو حدثت ظروف مالية أو اقتصادية أخرى لن تتوقّف هذه المشاريع.
لقد وُفّق فهمي الجودر فيما ذهب إليه آنذاك، على رغم أنّ العمل الذي أدّاه ليس مع وجود دراسات مستقبلية حول الاقتصاد، ولكنه توجّس النية في سنوات الرخاء، وإن دلّ هذا إنّما يدل على حنكته وبصيرته التي تمتّع بها، علماً بأن المشاريع التي تمّ إنجازها من قبل الجودر كانت من دون وجود أزمة اقتصادية.
ما قام به الجودر ليس من خلال دراسات وأبحاث مستقبلية، أو مستشارين يخطّطون للمستقبل، حتّى يقدّموا أفضل ما عندهم، وإنّما هو اجتهاد شخصي من قبله، استفاد منه المواطن البحريني قبل أي آخر.
بدأت الأزمة السياسية وتبعتها الأزمة الاقتصادية، وكنّا نتوقّع حتى وقت قريب جداً بأنّ هناك تخطيطاً وتنظيماً ودراسات من قبل مختلف المستشارين، ولكن للأسف الشديد لم نشهد إلَّا التراجع لمنجزات الوطن، ربّما تمّ تقديم دراسات جهنّمية، ولكن لم تكن تلك الدراسات لبناء الوطن، ولذلك دمّرت الوطن أكثر من عماره.
أين المستشارون؟! وأين توقّعاتهم المستقبلية؟! وأين مراكز البحوث ومؤشّراتهم التنبّئية؟! أين كل هؤلاء الذين استعانت بهم الدولة ودفعت المبالغ الطائلة من أجل تقديمهم الدراسات ذات الجودة والتخطيط المستقبلي للدولة؟!
لا نقول بأنّ جميع المستشارين ليسوا على قدر الكفاءة، بل هناك مجموعة عندها الكفاءة، ولكن من يستمع إلى هذه الكفاءة، وهل قدّمت هذه الكفاءة فعلاً الاستشارات التي تحتاجها الدولة؟!
أزمة سياسية بهذا الحجم، وأزمة اقتصادية كبيرة ومؤلمة للمجتمع البحريني، بدأ يعاني منها، وسيعاني أكثر في المستقبل، وخصوصاً أنّها أيام عصيبة علينا جميعاً، فما هو الحل يا تُرى حتى نخرج من هذا النفق المظلم؟!
المؤلم أكثر مع انخفاض النفط الى أدنى مستوى له، وتأثّر جميع ميزانيات دول الخليج بأرقام مخيفة، وأنه لم يحدث تغيير على مستوى المسئولين، ولكأنّ ليس هناك أزمة وأزمات نعانيها!
عندما كنتُ في جامعة البحرين، تحدّثتُ مع الأستاذ الدكتور جمال شحاتة عن أيّام أنور السادات، فتطرّق في حديثه إلى استعانة السادات بالمختصّين والخبراء والعلماء في التنمية المجتمعية، وكان هو من ضمنهم، وذكر أنّهم وضعوا الدراسات المتكاملة والخطط المستقبلية من أجل تنمية المجتمع المصري بعد الحرب، وبالفعل نفّذ السادات بمعيّة العلماء والخبراء والمخطّطين ما أشار عليه هؤلاء، ولم تُرصد الميزانيات لهؤلاء المستشارين، بل تم رصد الميزانيات لتنفيذ الخطط والاستشارات التي تمّ تقديمها بشكل علمي، وهؤلاء العلماء لم ينتظروا التكريم المادّي، بل كان نصب أعينهم هو المواطن المصري وتنميته.
أيُعقل أن تمر أزمتان بهذا الحجم ولا توجد مساءلة ولا دراسات متخصّصة لعلاج المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4884 - الأربعاء 20 يناير 2016م الموافق 10 ربيع الثاني 1437هـ
السلام عليكم ..سكان هالجزيره تضاعف في السنوات الاخيرة ،،وليس هناك حل للمشكلة ،،إلا بعمل بيوت اسكان وشوارع { تحت الماء } يا مسهل.
أي تطور أي بطيخ ؟ بعض الشوارع محتاجة فقط للسمات بسيطة لا تكلّف الكثير لكي تحل مشكلة كبرى ولكن لا نرى الا الهرار والجريش.
لماذا شوارع البحرين مخططة بطريقة لحشر المسارات كلها اما في اشارة او في دوّار معين وهناك مجال لفتح مسارات للاتجهات التي ليس بحاجة للولوج في الدوّار او الاشارة.
دوّار القدم خير مثال : 4 مسارات لو فتحت اضافية بحيث لا تلج السيارات التي ليس لها قصد ان تدخل الدوّار . مثلا
القادم من المنامة ويريد الاتجاه للبديع ، كذلك الاتجاهات الاخرى لماذا تضطر لدخول الدوار
دوار القدم يحتاج الى نفق على غرار نفق مدينة حمد المؤدي ل سباق الفورملا
وتحل المشكلة ل 30 قرية محشورة في شارع ذو مساريين او ثلاثة والازدحام والتأخير ل الناس على مدار الساعة لماذا ومنذ زمن وزمان غير قليل ، الى متى يا مسؤلين ؟؟؟؟ يا عالم ويا علماء يا محبين للوطن ومخلصين له تحل عقدة شارع البديع ل لاكثر من 70 الف مواطن بحتاجونه من يقطنون المنطقة ومثلهم من المواطنين والاجانب المارين والسالكين للشارع المعقد حله وهو سهل يسير اذا الارادة والعزم والنية اتوا ؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم لا توجد دراسات ولا استشارات ولا هم يحزنون إنما التخطيط علي البركة والمثل يقول اصرف ما في الجيب ياتيك ما في الغيب
شنتر بن عداد
تعليقي فقط للجزء الأخير بالمقال وهو عن السادات ومصر ،،، تقول الأخت أن السادات استعان بذوي الإختصاص من خبراء وعلماء ومخططين ومستشاريين ويمكن نست ان تقول ايضا بعض الفنانيين والطباخين !!!ولا ننسى أستاذها في الجامعه جمال شحاته .. السؤال هل كل هؤلاء عملوا لرفع اقتصاد مصر ؟؟ هل رأينا في عهد السادات ناطحات سحاب وانفاق مترو وشبكات مواصلات معلقه وقطارات سرعة الصوت وبل حتى طائرات كونكورد مثلا !! لم نرى أي شيء وإلى الآن.
السادات لم يقم برفع البنيان ولكنه طوّر العقول ، هذا أهم ، ما أجمل ناطحات السحاب ولكن دون عقول ما الفائدة ؟؟!!!!