قال مسئول عسكري أميركي رفيع إن المنطقة تشهد حرباً غير تقليدية ضد الجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها في المنطقة والتي لا تعد قوات غير تقليدية، لافتاً إلى أن قوة داعش بدأت تتقلص منذ منتصف مايو/ أيار من العام الماضي.
وقال الفريق الركن تشارلز براون جونير في معرض رده على استفسارات الصحافيين على هامش مؤتمر «القوة الجوية» أمس (الأربعاء)، إن قوة داعش تناقصت منذ منتصف العام الماضي حيث لا تستطيع الجماعة الإرهابية تحقيق التقدم منذ مايو 2015.
وعن نسبة الخسائر أو الضعف الذي لحق بداعش أشار المسئول الأميركي إلى صعوبة تقديم نسب دقيقة لعدم امتلاك الجماعة الإرهابية إلى عتاد عسكري تمتلكه عادة الجيوش التقليدية والذي قد يمكن تقدير نسب الخسائر.
وثمن المسئول العسكري الأميركي مشاركة القوات البحرينية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب عن طريق الحملات الجوية بمشاركة نحو 15 دولة.
وتحدث المسئول الرفيع خلال كلمة أمام مؤتمر القوة الجوية تناولت عمليات الإسناد الجوي لافتاً إلى أن عملية الإسناد الجوي الحربي هي مهمة جداً «نعرف الآن الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش التي انتشرت في المنطقة باستخدام الإعلام عالي التقنية وطبعاً الأسلحة واستخدامها لبيع النفط عبر بعض الوسائل البنكية والمالية والتي سببت الكثير من المشاكل (...) القوات التي نتعامل معها الآن مثل داعش هي مختلفة وليست تقليدية والحرب أصبحت غير تقليدية ويجب أن نستمر لمواجهة هذه القوى لكي نقدم التغطية لجنودنا في الأرض والمشاة ولكي نكون في المقدمة».
المزج بين أسلحة الجو والبحر
وذكر جونير أن الولايات المتحدة الأميركية استطاعت تغطية حربها في العراق بصورة أفضل بتعاون القوات المسلحة الجوية والقوات البحرية «التقنية العالية في السلاح البحري جعل حربنا في العراق ذات تغطية أفضل واستطعنا بين السلاح الجوي والبحري تغطية الحرب عن طريق التعاون في استخدام التقنيات بين الجو والبحر».
وقال المسئول الأميركي «الوضع الحالي يضعنا في كثير من التحديات ولكن المرونة مطلوبة وعملياتنا في الكويت جعل الساحة هناك وضع أكثر للانتشار وجعل المهمة حرجة ليكون لنا دورنا الفعال في هذا المجال».
وتحدث المسئول الأميركي «نريد أن نشارككم بعض الآراء والخبرات في عملية الإسناد الجوي، أعتقد بأننا مازلنا مؤثرين جداً في هذا المجال، وأن الطريقة تحتاج للإبداع والتفكير والكثير من التقنية العالية لتنفيذها، وعبر التاريخ لقد رأينا التغير في استخدام التكنولوجيا عبر السنوات الماضية في العمليات الجوية الحربية لكي نبني لأنفسنا غطاء جوياً جيداً (...) الكثير من التضحيات حدثت في هذا المجال ولكي ننقذ الموجودين على الأرض أو الجنود في الأرض وبالتالي كان لهذا الإسناد الكثير من الفوائد».
ومضى قائلاً: «بدأت العملية بسيطة وأصبحت معقدة أكثر واستخدمنا في فترة من الفترات المناطيد الهوائية وكانت مسألة استخدام المنطايد جيدة ومؤثرة، وهذا كان في بداية القرن طبعاً وتحول سلاح الجو بعد ذلك من البسيط إلى المعقد».
وأضاف «خلال العشرين سنة الماضية أصبحت العملية أكثر تعقيداً وأصبحنا في هذا القرن في تطوير لهذا المجال والقوى الجوية تتطور من عقد إلى آخر وتعطينا مجالاً أكبر لاستخدام الإبداع والسلاح الإبداعي لنصل إلى ما نحن عليه».
وأشار المسئول الأميركي «كان هناك الكثير من الاستخدام للطائرات الحربية المحملة بالقنابل وهذه الطائرات الكبيرة كان لها دور كبير في تقديم غطاء للسلاح الجوي في عمليات الجيش على الأرض وجعلتنا نستطيع التغلب على الكثير من عتاد العدو على الأرض من مدفعيات وغيرها والمشاة وغيرهم.
وتابع «الأفكار التي نستطيع أننا نقول من أساس الخيال تحولت إلى واقع ملموس ومحسوس له دخل في الإبداع وبالتالي سواء كانت العملية في الجو أو الأرض فإنها تعطينا قوة ردع قوية وذات كفاءة عالية».
حرب فيتنام
وتحدث المسئول الأميركي عن حرب فيتنام «في حرب فيتنام احتجنا تعاملاً خاصاً وهناك الكثير من الأمثلة المشابهة التي جعلت في مثل هذه الحروب لسلاح الجو دوراً مهماً جداً وأكسبتنا الخبرات الكبيرة، وبالتالي إن التحكم في الطيران الجوي الحربي كانت مهمة وحرجة في حرب فيتنام».
وأشار «كان هناك إف 100 استخدمناها ذلك الحين، ولكن للأسف إن الطائرة لم تستطع أن تقوم بدورها بالشكل المطلوب، كانت سريعة جداً بالنسبة لنوعية العمليات، لم تستطع القيام بالدور المطلوب، إن عمليات الإبداع في تقنية الأسلحة الجوية كانت جداً مهمة للوصول إلى الدقة والقدرة التي نحتاجها للتحكم في نتائج هذه الحروب».
واستدرك قائلاً: «رغم ذلك، العمليات التي كانت تدار في الجو أعطت المجال على الأرض أن يقوموا بعملهم وأعطتهم وقتاً إضافياً وأيضاً مسألة التركيز في العمل تعود مرة أخرى، كل عملية تحتاج للإبداع لخلق أسلحة جديدة بشكل أفضل».
وأكد المسئول الأميركي «إن الإسناد الجوي في فيتنام إلى حد ما استفاد، لكن في حاجة إلى تقنيات أفضل وبالتالي فإن التقنيات المستخدمة في الحرب بالذات في سلاح الجو يجب أن يتم تطويرها بشكل دائم للحصول على طرق وحلول أفضل للتعامل مع العدو.
مراكز الاتصالات والتحالفات
وكرر المسئول العسكري الحاجة إلى الإبداع في استخدام الأسلحة «إننا يجب أن نستمر في الإبداع والتطوير في الأسلحة وننظر إلى تقنيات الآخرين. وأحد هذه الطرق الإبداعية التي نراها هذا اليوم في عمل مراكز العمليات والتي يجب أن تكون مخططة بشكل جيد لكي نقود عملياتنا بشكل أفضل لكي ننقد قواتنا ونجعل سلاحنا الجوي أكثر فعالية».
وأوضح المسئول أن «التحالفات في القوات الأرضية كان لها دور أفضل بسبب هذه التقنيات فيما يخص استخدام الطيران الجوي لأخذ الصور عبر الأقمار الاصطناعية التي جعلت المنطقة مكشوفة لنا وجعلتنا نوفر الوقت والجهد في الوصول إلى الهدف وتحقيق إنجاز أكبر».
وأشار المسئول إلى أن «هذا الإبداع والفكر الذي قدم في مجال تطوير الإسناد الجوي هما اللذان أوصلا الكثير من الشعوب إلى ما عليه من تطور في استخدام سلاح الجو (...) عندما كنا نعمل في العراق لفترات طويلة كان لدينا الفرصة تجربة الطائرات المختلفة التي كانت تستخدم في تلك المنطقة لنرى تقيم العمليات في العراق وسورية، والتحالف في هذه المنطقة يجب أن يفكر في كيفية إنهاء هذه الحرب».
العدد 4884 - الأربعاء 20 يناير 2016م الموافق 10 ربيع الثاني 1437هـ