اثار تضييق تنظيم داعش الحصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور في شرق سورية، ذعرا بين السكان الذين باتوا يخشون الاسوأ بعد مقتل العشرات في الهجوم الاخير وخطف المئات من المدنيين.
ولليوم الخامس على التوالي تواصلت المعارك في المدينة بعد الهجوم الواسع الذي شنه التنظيم المتطرف السبت (16 يناير/ كانون الثاني 2016) على المدينة الواقعة على بعد 450 كلم شمال شرق دمشق.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الطيران الروسي شن غارات الاربعاء على مواقع لتنظيم داعش في محافظة دير الزور. كما سلم الجيش الروسي منذ الخامس عشر من كانون الثاني/يناير اكثر من خمسين طنا من المساعدات الانسانية الى سكان المدينة.
ويسيطر المتطرفون حاليا على نحو ستين بالمئة من المدينة التي لا يزال يعيش فيها نحو 200 الف شخص. وهم يشددون الحصار على الاحياء التي لا تزال بأيدي قوات النظام في وسط وغرب وجنوب غرب المدينة.
وتقول الامم المتحدة ان نحو 70% من سكان الاحياء المحاصرة من النساء والاطفال.
وقال عطية، احد سكان دير الزور، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، "الوضع صعب جدا ويزداد صعوبة. حتى ان المواد التموينية والخضار نادرة. وهناك مشكلة في تأمين مادة الخبز".
واضاف ان الناس "خائفون نظرا لاتهام داعش لهم بانتمائهم الى الدولة وسقوط المدينة قد يؤدي الى وقوع مجزرة".
وقال المرصد ان تنظيم داعش اعدم ثمانية جنود على الاقل الاربعاء، بينهم ستة كانوا اسروا الثلثاء، كما قتل سبعة اخرين خلال المعارك.
وتحدثت وسائل الاعلام الرسمية عن مقتل 300 مدني السبت، بعضهم في عشرات العمليات الانتحارية التي نفذها التنظيم خلال الهجوم.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 85 مدنيا قتلوا السبت.
وتتواصل المعارك في المدينة وتسببت منذ بدء الهجوم بمقتل 120 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد الذي اشار الى ان التنظيم أعدم عددا كبيرا من هؤلاء. كما افاد عن مقتل سبعين متطرفا في المعارك.
الافراج عن مخطوفين
واقدم التنظيم السبت على خطف 400 مدني في البغيلية ومناطق محاذية لها.
الا انه عاد وافرج عن 270 منهم، بحسب ما ذكر المرصد الاربعاء، موضحا ان المفرج عنهم هم أطفال دون سن الـ14 ورجال فوق سن الـ55 ونساء.
وقال المرصد في بريد الكتروني ان التنظيم "أبقى على نحو 130 رجلاً وفتى تتراوح اعمارهم بين 15 و55 عاما"، مشيرا الى انه سيعمد إلى التحقيق مع هؤلاء في شأن علاقتهم بالنظام السوري.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المفرج عنهم "لن يعودوا الى مدينة دير الزور بل سيتوزعون على العشائر في المحافظة".
وتابع ان المخطوفين المتبقين لديه الذين "لم تثبت علاقتهم بالنظام" سيخضعون لـ "دورة في الشرع الاسلامي".
وخلال الساعات ال24 الاخيرة، قام عناصر التنظيم بحملة تفتيش ومداهمات في البغيلية اعتقلوا خلالها ما لا يقل عن 50 رجلاً وشاباً لم يعرف مصيرهم بعد.
وقال غالب الحاج حمدو (23 عاما)، وهو طالب جامعي مقيم في دير الزور، "أخشى حصول مجزرة في حال اجتاحت داعش مناطقنا".
ومنذ نحو سنة، يقفل المتطرفون المنافذ الى اجزاء واسعة من المدينة، ما ادى الى "نقص كبير في المواد الغذائية والخدمات الاساسية"، بحسب الامم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ليندا طوم لوكالة فرانس برس "تلقت الامم المتحدة تقارير جديرة بالمصداقية حول اعدام وخطف واعتقال مدنيين بينهم اشخاص كانوا يحاولون ادخال مواد غذائية سرا الى المدينة".
واعلن مكتب الشؤون الانسانية في مذكرة نشرت قبل بدء الهجمات الاخيرة ان غالبية سكان مدينة دير الزور يعيشون بشكل اساسي على الخبز والماء.
والقت السلطات السورية في 11 كانون الثاني/يناير مساعدات تتضمن مواد اساسية على المدينة من الجو. واعلنت الحكومة الروسية بعد ايام انها قامت بالامر نفسه فوق المناطق التي يحاصرها التنظيم المتطرف.
واعلن المرصد ان 3049 شخصا قتلوا في الغارات الروسية منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سورية في الثلاثين من ايلول/سبتمبر 2015 "بينهم 1015 مدنيا من ضمنهم 238 طفلا و137 امراة".