أشاد رئيس مركز شرطة الخميس في مديرية شرطة المحافظة الشمالية العقيد عبدالله خليفة الجيران بالتوجيهات السديدة لمعالي وزير الداخلية بما يضمن تطبيق الإجراءات الأمنية والقانونية بكل دقة ونهج حضاري من دون الإخلال بركائزها وذلك للحد من السلوكيات المخالفة خاصة لدى فئة الشباب، منوها إلى أهمية نشر الثقافة التربوية من خلال تأهيل من يتولى تربية النشء وتثقيفهم بشأن تجنب المشاجرات والعنف.
واكد على أهمية مشاركة كافة أطياف المجتمع في رصد الظواهر السلوكية للشباب ووضع التصورات المناسبة من قبل المختصين لإجراء الدراسات وتوصيل النتائج إلى الجهات المعنية لتطبيقها، لافتا في الوقت ذاته إلى الدور المهم الذي يلعبه المدرس والمشرف الاجتماعي بالمدرسة، فكلاهما على اتصال مباشر بالطلبة وبإمكانهم فتح قنوات التواصل معهم خاصة في المراحل الإعدادية والثانوية.
كما ثمن العقيد الجيران جهود القائمين على برنامج "معا" لمكافحة العنف والإدمان، والذي تتبناه المحافظة الجنوبية، حيث وضع أسسا علمية لمناهج التدريس التوعوية عبر استخدام نظريات تربوية وعلمية حديثة تسهم في توعية الأطفال بشكل كبير، والتركيز على جميع أنماط التعلم لدى الأطفال.
وتطرق العقيد الجيران إلى جهود شرطة خدمة المجتمع في الحد من السلوكيات غير المنضبطة، منوها إلى أن الدوريات المكثفة لشرطة خدمة المجتمع في المجمعات التجارية والأسواق والأماكن العامة ، وعقد الندوات والمحاضرات والتنسيق مع مؤسسات المجتمع جميعها، تسهم في احتواء الشباب والتواصل معهم وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم.
واستطرد بالقول أن قانون العقوبات، جرّم الممارسات الخطرة التي قد تتسبب في إزهاق الأرواح أو إحداث الإصابات البليغة وما قد يترتب عليه من عاهات مستديمة ، فقام المشرع بتغليظ هذه العقوبة خاصة إذا اقترنت بظروف حددها سلفاً، ونصت المادة 333 من قانون العقوبات البحريني في باب الجرائم الواقعة على الأشخاص الفصل الأول المساس بحياة الإنسان وسلامة بدنه ، على أن" من قتل نفساً عمداً يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت وتكون العقوبة الإعدام إذا وقع القتل مع الترصد ، كما نصت المادة رقم 336 على أنه "يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنين من اعتدى على سلامة جسم غيره بأية وسيلة ، ولم يقصد من ذلك قتلا ولكنه أفضى إلى الموت" ونصت المادة رقم 338 على أنه (يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنين من اعتدى على سلامة جسم غيره بأية وسيلة وأفضى الاعتداء إلى عاهة مستديمة دون أن يقصد إحداثه)
وتتنوع أشكال ومظاهر العنف لدى الشباب فمنها البسيط والذي لا يتجاوز حد إثارة الغضب ومنها الشديد الذي يصل لحد إزهاق حياة الآخر وللعنف صور عدة حيث تتدرج هذه الأفعال لتشمل إلحاق الضرر بالآخرين باستعمال القوة البدنية أو عن طريق الآلات الحادة أو الصلبة حتى تصل إلى أقصى حالات الشدة وينتج عنها القتل ، ومن مظاهر المشاجرات لدى فئة الشباب، سوء المعاملة مع آبائهم وإخوانهم وجيرانهم ومع نظرائهم من الطلبة في المدارس والجامعات وسوء المعاملة مع أساتذتهم والمسئولين عنهم ومن يختلفون معهم في موقف ما يجمعهم صدفة والقيام بإتلاف الممتلكات العامة ، ومن مظاهرها حمل الأدوات الحادة وينتج عنها الإصابات البليغة وقد تصل إلى الوفاة لأسباب قد تكون تافهة ولا تستدعي التعامل معها بتلك الأدوات أو استعمالها .
وقال إن لهذه الظاهرة أسبابا ودوافع أدت إلى تناميها لدى الشباب فمنها العنف الأسري المتمثل في التفكك الأسري والضرب المبرح للأبناء وأيضاً الشعور بالنقص من أسباب العنف المتمثل في الأبناء الذين لم يحاطوا برعاية وعناية ، فنتج عن ذلك سوء تربية أو سوء معاملة من الآخرين ومن أسباب تلك الظاهرة أيضاً الاندفاع والتسرع وعدم ضبط الأعصاب والغضب وقلة فهم للدين والثقافة التي ينشرها الإعلام وخاصة المرئي ومحاولة التشبه بالسلوكيات الغريبة على مجتمعاتنا.
وأرجع رئيس مركز شرطة الخميس، ذلك السلوك إلى أسباب عديدة "فقد تكون نشأة الشاب أو تكوينه خلال مراحل عمره وما اكتسبه من خبرات وتراكمات اجتماعية يشوبه نوع من التوتر والاضطراب في مشوار حياته مع والديه كأن يتعرض لسوء معاملة كالضرب المبرح أو مداومة التوبيخ واللوم والتجريح والتحقير وألا يجد التحفيز والتشجيع حتى وإن قام بعمل جيد أو أن يكلف بما لا يطاق كأن يقوم الأب بالضغط على ابنه لتحقيق ما عجز هو عن تحقيقه فيرتد الأمر سلباً على سلوكيات الابن وهذه من أكثر أسباب العنف لدى علماء النفس والمختصين.
كما أشار في هذا الصدد إلى أنواع التكنولوجيا والتي كان لها الأثر السلبي في ابتعاد الشباب عن آبائهم ثقافياً واجتماعياً، حيث لم يعد الشاب كما كان في السابق يصاحب والده ويعتبره قدوة له في تصرفاته ومعاملاته الأخرى ، كما أن الآباء لم يعد لديهم الوقت الكافي للجلوس مع أبنائهم وتلمس حاجياتهم بسبب انشغالهم في أمور الحياة وأصبح الشاب ينهل ثقافته من عدة مصادر متنوعة القيم والمبادئ.
وأضاف أن الوازع الديني يحد من هذا السلوك محذرا في الوقت ذاته مما قد يتلقاه الشاب من خطاب ديني متطرف يجعله فريسة سهلة للوقوع في مصيدة الانحراف والتعصب الديني ، منوها كذلك إلى خطورة وقت الفراغ الطويل ومخالطة رفقاء السوء.
جدير بالذكر أن الإحصائيات تشير إلى أنه في كل عام تقع حوالي 200 ألف جريمة قتل على مستوى العالم من قبل فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم ما بين 10- 29 سنة بما يعادل 43% من إجمالي جرائم القتل التي تحدث سنوياً على المستوى العالمي.