المفاجأة «العونية» حصلت بعدما ترددت معلومات عن ان النائب سليمان فرنجية على وشك تحقيق خرق مهم، على المستويين الاقليمي والفاتيكاني في موضوع ترشيحه للرئاسة، وعلى وجه السرعة تم الاعداد لما دعاه البعض ب «حفل الزفاف» بين التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية»، ذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية.
دائما لبنان بلد اللا معقول، لأشهر مضت كان التراشق الكلامي ودائماً بالمدفعية الثقيلة بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، فجأة يحدث الانقلاب ويذهب عون الى معراب مقر جعجع، الذي اعلن من هناك ترشيح الجنرال للرئاسة في اطار بنود عشرة وصفها بعض السياسيين ب «الوصايا العشر» والوصية الحادية عشرة هي انعدام وجود حل؟!
السيدة ستريدا جعجع بدت بالابيض كما الاميرات الروسيات، وزوجها بدا كما لو انه هو «صانع الملوك» وهو اللقب الذي رفضه عون الذي اصر على ان يكون الملك ولو بلقب «صاحب الفخامة»؟.
انه التانغو الماروني... اذاً جعجع قال ان حزبه والتيار الحر يستقطبان 80 في المئة من المسيحيين، هما صاحبا القرار في رئاسة الجمهورية مع ان الرئيس فؤاد السنيورة قال من بكركي تحديداً وأثر لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي: ان الرئاسة ليست شأنا مسيحياً فقط بل شأن لبناني.
القفز فوق الجبال
ما المفاعيل العملية ل «اعلان معراب» في هذه الحال؟ قال جعجع: ان القرار المسيحي عاد الى المسيحيين لا سعد الحريري هو الذي يقرر ولا نبيه بري ولا حسن نصر الله ولا وليد جنبلاط، ولكن هل باستطاعة رئيس «القوات اللبنانية» ان يقفز فوق كل تلك الجبال؟
قال «حيث لا يجرؤ الآخرون»، هو عنوان كتاب لسياسي اميركي هناك من يعتبر انه لو كان هذا صحيحاً لكان اللقاء في بنشعي حيث منزل فرنجية لا في معراب، ولكان جعجع أعلن من هناك ترشيح رئيس تيار المردة، هكذا يسقط جدار الدم بين الرجلين.
وسائل إعلام الطرفين (التيار والقوات) ذهبت إلى حد الايماء بأن ما حصل كان بمنزلة استعادة للقرار المسيحي، وبدءاً من الاستحقاق الرئاسي. لم تعد القوة المسيحية مشتتة على ضفتي الصراع، ولكن هناك جهات تعتبر ان ما حصل أدى إلى تعقيد اللعبة السياسية.
لا مقاطعة ولكن...
الاختبار هو في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس. سيذهب نواب تكتل التغيير والاصلاح (الذي خرج منه عملياً نواب فرنجية الثلاثة)، كذلك نواب «حزب الله»، فهل يقاطع نواب كتلة المستقبل ونواب جنبلاط؟ جعجع اعتبر ان انتخاب الرئيس إما في جلسة فبراير أو الجلسة التي تليها.
لا مقاطعة
القبس استوضحت نواباً في الكتلتين، لكن ماذا يقول اللاعبون وراء الستار؟ حتماً احتمالات وصول الجنرال إلى القصر تقدمت كثيراً، هذا لا ينفي وجود سيناريو آخر في الخفاء اذا انعقدت الجلسة فعلاً بحضور ثلثي اعضاء المجلس النيابي.
مصير 14 آذار
هذا السيناريو يقضي بتجميع 65 صوتاً لمصلحة فرنجية، وهو أمر ليس بالمستبعد، وأن كانت أوساط سياسية تعتبر انه بعد «حادث معراب» باتت اللعبة مكشوفة بالكامل، وتغيرت قواعدها.
ربما كان السؤال الأكبر: ما هو مصير حركة 14 آذار؟ ايضاً ما هو مصير 8 اذار؟
من الاسئلة المطروحة: هل يستطيع جعجع ان يحمل عون على ظهره الى قصر بعبدا؟
مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمعارضي اللقاء حفلت بتعليقات من نوع «عون في أحضان جعجع». مانشيت مثالي لصحيفة يومية، خصوصاً بعدما بدا «الحكيم» في منتهى الجدية، في حين كان الجنرال يمشي وعلى كتفيه عبء السنين. هذا الملك، وذاك ولي العهد... هل أكملت الصورة؟
فرنجية الذي يعلم أن ما جرى هو لقطع الطريق عليه، زار بكركي وأعلن من هناك أنه ماضٍ في ترشيحه. قراره، وكما قال لـ القبس أحد المقربين، هو رفض أن يكون الضحية. فرنجية قال أيضاً «يعرفون عنوان منزلي».
والذي بدا في الساعات الأخيرة أن «حزب الله» يتجنّب إلحاق أي ضرر بعلاقته بفرنجية. وهذا ما يشوش الصورة، حيث يكون طريق الجنرال إلى قصر بعبدا يمر بجعجع.
تيار المستقبل يتخذ موقفه اليوم بعدما خرجت «القوات» من تحت عباءته بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية، فيما لوحظ أن جعجع، وكذلك رئيس التيار الوطني جبران باسيل، باشرا بالزيارات واللقاءات لشرح خلفيات الخطوة.
وكان لافتاً ان أول زيارة قام بها باسيل كانت للوزير السابق فيصل كرامي، الذي في قطيعة مع جعجع على خلفية اغتيال عمه رشيد كرامي. ومن هناك صرح «قصدنا أن تكون زيارتنا الأولى للوزير كرامي لحرق الصفحات السوداء وبناء مرحلة جديدة».
أما كرامي فقال «إذا كان كل الأفرقاء اقتنعوا بأن العماد عون هو المرشح الرئاسي، فسنرحب بهذا الأمر... وهذا لا ينفي أن هناك مشكلة قضائية بيننا وبين جعجع».
وزار باسيل برفقة وزير التربية الياس بوصعب نبيه بري الذي سيوضح موقفه اليوم.