العدد 4883 - الثلثاء 19 يناير 2016م الموافق 09 ربيع الثاني 1437هـ

فوا عجباً كم يدّعي الفضل ناقص!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

رحم الله أبا العلاء المعرّي على هذا الشطر من بيت الشعر، فهو مات منذ مئات السنين، ولكن بقيت كلماته حيّة لم تمت، وتعطينا من الحكمة والموعظة عن مدّعي الفضل، ففي أيّامنا هذه شاهدنا كثيراً من النّاس يدّعي الوطنية وحب الوطن، وهو أبعد ما يكون عن حب الوطن والوطنية.

المحن هي بمثابة الاختبار، وفيه تنكشف الأقنعة وتنكشف معادن النّاس، فالوطني لا ينتظر شيئاً من الوطن في هذه الفترة، بل يجب عليه الصبر وإعطاء الوطن قدر المستطاع، والمحنة ليست في البحرين فقط، بل هي إقليمية اجتازت دول الخليج، ولكن البعض للأسف لم يتغير، ومازالوا ينفخون في النّار، حتى تشتعل ولا تنطفئ، وتحرق الأخضر واليابس.

مدّعو الوطنية والفضل عندما يتكلّمون عن القوّة، يتكلّمون بمنطلق الكذب، ونقول لهم رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فهؤلاء مازالوا ينفخون، حتى صدّقوا افتراءهم وكذبهم على النّاس!

المشكلة أن البعض لايزال على نفس المنوال، على الرغم من المحنة الاقتصادية التي نمر بها، وهذه المرة لعدم رضاهم على الوضع الحالي، فتجدهم ينسحبون واحداً تلو الآخر، وسؤالنا لهم هل حب الوطن يقدر بثمن؟!

حبّ الوطن ليس بالكم الذي يُغدق عليك، فقد يذهب الكم، ولكن تبقى النّفوس تساعد وتساند وتذود عن الوطن، وكيف لا، وحب أهل الوطن لوطنهم متجذّر أباً عن جد مهما كانت الظروف، فالظروف تبيّن معادن النّاس، فالنّاقص يبقى ناقصاً مهما ادّعى الفضل، والفاضل يبقى فاضلاً مهما اتُهم بالنّقص.

هكذا هم أبناء الوطن الذين يقفون مع القيادة في الأزمات قبل الرخاء، وفي الظروف العصيبة قبل الظروف المزدهرة، فآباؤنا صبروا على ضنك الحياة، وغاصوا في أعماق البحار لإعمار هذا الوطن، وفي الحرب وقفوا وقفة رجال في الأمام من دون تخاذل ولا مساومات. من ينكر التاريخ، وكيف استقرّ الحكم من غير هؤلاء الشرفاء؟! حكّامنا وآباؤنا وأجدادنا على اختلاف مذاهبنا وأطيافنا، وقفوا صفّا واحداً كأسنان المشط، لا يخترقه النّاقص مدّعي الفضل، من أجل البناء في وقت الضنك والمصائب والأزمات.

سنرجع في يوم قريب بإذن الله كما كنّا، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، يؤمُّنا وطنٌ واحد، ويحتوينا جميعاً، على مختلف مذاهبنا وعروقنا، ونؤمن بأنّ الإصلاح هو المفتاح لبداية حقبة جديدة، سيتصفّحها التاريخ بشكل عظيم يوماً ما. ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4883 - الثلثاء 19 يناير 2016م الموافق 09 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:33 ص

      فان ياكلوا لحمي وفرت لحومهم
      و لو يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا ،، ههههه أحب بلدي لكن صرت اكرهها من بدأت في التجنيس

    • زائر 9 | 12:28 ص

      وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهةً * وقال الدجى للصبحِ لونك حالكُ!

      ويقول شاعر آخر:
      ما خلتُ أن الدهرَ من عاداته * يُروى الوضيعُ به ويظما الضيغمُ

    • زائر 5 | 11:45 م

      للاسف

      احلامك وردية يا استاذه .. فيا ترى من ضيع البلد ! و من صرف اموالنا على ...........؟ من يا ترى المسؤول ان انتشار الفساد ؟ من المسؤول عن الاموال التي سرقت و التي تذكيرنا بها كل اسبوع ! فرقيه سعر البترول و البا و غيرهم ! من المسؤول عن الت...... السياسي ؟ و زيادة نسبة الاجانب لاكثر من 60 بالمئة ؟ و عجز التامينات الاجتماعيه؟ لا ينفع التلميع الان ابدا

    • زائر 8 زائر 5 | 12:21 ص

      إللي علي راسه بطحه

      يتح.....

    • زائر 14 زائر 5 | 5:27 ص

      واضح

      واذا اجوف أفواج تتخرج من الجامعات مواطنين ما يحصلون شغل وبالمقابل اكثر من مئة الف اجنبي يشغلون وظايف بحرينية هاي شتسمونه؟ التسييب في الإدارات والقرارات وغيره

    • زائر 3 | 11:16 م

      صحيح كثير منهم موجود والمضحك احد الصحفيين الجنسين يطعن في أبناء الوطن

اقرأ ايضاً