العدد 4883 - الثلثاء 19 يناير 2016م الموافق 09 ربيع الثاني 1437هـ

السفارة الكورية تنظم عَرْضاً لفيلم «اغتيال» مساء اليوم

في ثاني عروض «ليالي السينما» في «سيف 2»...

لقطة من الفيلم
لقطة من الفيلم

الوسط - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

تُنظِّم السفارة الكورية مساء اليوم الأربعاء (20 يناير/ كانون الثاني 2016)، ثاني عروض برنامج «ليالي السينما الكورية في العام الجديد»، البرنامج السنوي الذي تُقدَّم من خلاله عروض مجانية لعدد من أحدث الأفلام الكورية.

ويُعرض في السابعة والنصف من مساء اليوم فيلم «اغتيال» (Assassination) في «سيف 2»، وهو فيلم من إنتاج العام 2015. افتُتحتْ عروض الفيلم في كوريا في شهر يوليو/ تموز 2015، وحقَّق أرباحاً تُعَدُّ هي الأعلى في شباك التذاكر الكورية العام 2015؛ حيث وصلت أرباحه في شهر أغسطس/ آب الماضي إلى أكثر من 77 مليون دولار أميركي.

تدور أحداث الفيلم في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، خلال فترة الاحتلال الياباني لكوريا، وفي الفترة التي كان أفراد المُعارضة الكورية يلجأون إلى منطقة مانشوريا الواقعة في شمال شرق الصين، فراراً من بطش الحكومة اليابانية بهم.

في العام 1933، يُقرِّر بعض قادة المعارضة الكورية القيام بسلسلة اغتيالات لبعض ممن تتهمهم بـ «بيع» كوريا إلى اليابان، من بين هؤلاء حاكم إحدى المحميَّات اليابانية في كوريا، بالإضافة إلى صاحب أعمال كوري متعاون مع الاحتلال الياباني. تُوْكل مهمَّة اغتيال هاتين الشخصيتين، إلى عميل للحكومة الكورية المؤقتة، كان قد فرَّ من سجنه العام 1911. يُكلَّف العميل بتهريب ثلاثة عملاء آخرين وإحضارهم إلى شنغهاي وهم: قنَّاصة مُحتجَزة في سجن في مانشوريا لقتلها مسئولها في العمل، وأحد أعضاء حركة الاستقلال العسكرية مسجون بتهمة سرقة مسدَّسات من الجيش وبيعها، وخبير متفجِّرات مسجون لبيعه أسلحة فاسدة. يتبيَّن لاحقاً أن أحد أفراد المجموعة يعمل سراً مع اليابانيين وبأنه قام باستئجار قاتل «يعمل بشكل حُرٍّ» لمعاونته في قتل أعضاء الفريق.

وعلى رغم إعجاب الجمهور الكوري بالفيلم؛ ما جعله يُحقِّق مبيعات عالية في شباك التذاكر الكوري، وهي في الواقع الأعلى في العام 2015، كما وضعت الفيلم على قائمة أعلى الأرباح في تاريخ السينما الكورية؛ إلا أن آراء النقَّاد تباينت حول الفيلم، لكن معظمهم أشاد به وبجانب الترفيه فيه، لكن انتقاداتهم طالت مدَّة الفيلم التي تتجاوز الساعتين و«حدُّوتته» المُعَّقدة بتفاصيلها الكثيرة والمتشابكة. الفيلم في الواقع محشوٌّ بكثير من الأحداث التاريخية؛ ما يجعل أمر الإلمام بجميع أحداثه صعباً على المشاهد غير الملمِّ على الأقل بهذا الجزء من التاريخ الذي يناقشه الفيلم.

لكن على رغم ذلك، يظل الفيلم مميزاً، كمعظم الأفلام الكورية، أو على الأقل ككل الأفلام التي شاهدْتُها خلال برنامج السفارة الكورية في البحرين، في هذا العام وفي العام الماضي من خلال برنامج «ليالي السينما الكورية». يتميَّز الفيلم بجودة إخراجه، وبقدرة مخرجه الفائقة على تنفيذ مشاهد «الأكشن»، بشكل ربما تعجز عنه أفلام هوليوود، التي تلجأ إلى المبالغة وإلى الحركات الخارقة، غير البشرية، من أجل إبهار المشاهد، في حين لا يفعل الكوريون سوى أن يُتقنوا إخراج مَشَاهدِهم، ويُقدِّمونها من خلال فنانين خفيفي الحركة، وعلى درجة عالية من اللياقة في الأداء، وربما صاحب ذلك شيء من خفَّة الظل.

لكن ما لم يُعجبني في الفيلم، إلى جانب كثرة أحداثة والتفاصيل الكثيرة التي تكتظُّ به «حدُّوتته»، هو الشخصيات الكثيرة التي جاءت كنتيجة طبيعية لتلك التفاصيل الكثيرة، والتي وجدتُ نفسي مرتبكة بينها، إلى حدٍّ ما، في منتصف الفيلم.

كثرة التفاصيل والشخصيات تلك، قد تجعل المشاهد غير مضطر لأن يتابع تفاصيل كل القصص، ويتوقع نهاية أو خاتمة لكل قصة صغيرة أو شخصية هنا أو هناك، حتى بالنسبة إليَّ، وقد طُلب مني كتابة تقرير حول الفيلم.

من ناحيتي، ركَّزت على قصة الفتاة القنَّاصة، على اعتبار أنها الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة من بين جميع أفراد المجموعة، أو لنقل بقيت سليمة من غير تشويه ولا إعاقة تذكر، وربما أيضاً على اعتبار قصتها المؤثرة، وهي القصة الوحيدة التي نتعرَّف عليها من بين قصص باقي أعضاء المجموعة. فالفتاة التي تفترق عن والدها وشقيقتها تُكلَّف بقتل والدها المتعاون مع اليابانيين، والذي يُعتبر واحداً من عدد من الشخصيات البارزة التي يُصنِّفها المعارضون للاحتلال على أنها شخصيات سلَّمتْ كوريا إلى اليابان.

أخيراً، الفيلم بالنسبة إليَّ، هو اكتشاف رائع، لمقدرة سينمائية أخرى يتمكَّن منها الكوريون الجنوبيون، تتمثَّل في تقديم الدراما التاريخية بشكل أكثر إمتاعاً مما تفعله هوليوود بمراحل.

الفيلم حاصل على ثماني جوائز من أبرز جوائز السينما في شرق آسيا، هي: جائزة أفضل ممثل، وجائزة أفضل إخراج فني، وجائزة أفضل تصوير سينمائي، وجائزة أفضل تصميم ملابس، وجائزة أفضل عشرة أفلام للعام، وجائزة أفضل ممثلة، وأفضل فيلم، وأفضل تقنية.

بالإضافة إلى ذلك، أثار الفيلم جدلاً واسعاً حين قام روائي كوري برفع دعوى قضائية ضد مخرج الفيلم وشركة الإنتاج وشركة التوزيع، اتهم فيها تلك الأطراف بسرقة الكثير من تفاصيل الفيلم وبعض شخصياته من رواية له بعنوان «ذكريات كورية» (Korean Memories) الصادرة العام 2003، لكن المحكمة أصدرت حكمها لصالح الفيلم.

بقيت الإشارة إلى أن يوم الأربعاء المقبل (27 يناير 2015) سيشهد آخر عروض «ليالي السينما الكورية» وذلك مع فيلم المحارب (Veteran)، وسيكون العرْض مجانياً.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً