قررت إيران أمس زيادة إنتاجها النفطي بمعدل نصف مليون برميل يومياً، ما يؤكد عزمها على الإفادة من دون تأخير من رفع العقوبات الغربية عنها بعد دخول الاتفاق النووي حيز التطبيق ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (19 يناير / كانون الثاني 2016).
لكن هذا الإعلان المرتقب منذ شهور يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في السوق النفطية التي بلغت أسعارها أدنى حد منذ 12 عاماً بسبب كثافة المعروض، وربما يقود الى حرب أسعار وإنتاج بين الدول المنتجة الرئيسة.
وتوقعت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أن تسجل إمدادات معروض النفط من الدول غير الأعضاء بها هبوطاً أكبر من المتوقع هذا العام جراء انهيار الأسعار، ما سيعزز الطلب على نفط المنظمة. ولفتت في تقرير إلى أن إمدادات المعروض من خارجها ستنخفض بواقع 660 ألف برميل يومياً في 2016 بقيادة الولايات المتحدة. وتوقعت المنظمة الشهر الماضي انخفاض المعروض من خارجها بواقع 380 ألف برميل يومياً.
وأظهرت بيانات رسمية أن صادرات النفط الخام السعودية ارتفعت إلى 7.719 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر) من 7.364 مليون برميل يومياً في تشرين الأول (أكتوبر). وتقدم الرياض وأعضاء «أوبك» بيانات الصادرات الشهرية إلى «مبادرة البيانات المشتركة» (جودي) التي تنشر تلك البيانات على موقعها الإلكتروني.
وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي، إن بلاده مستعدة لخفض إنتاجها من الخام بما يراوح بين خمسة و10 في المئة لدعم الأسعار، وحض جميع المنتجين على اتخاذ الخطوة ذاتها، مضيفاً أن السلطنة مستعدة لفعل أي شيء لتحقيق الاستقرار في السوق. وقال إن إنتاج بلاده يقترب من مليون برميل يومياً وإنه لا يتوقع زيادته عن ذلك هذا العام.
ودفع القلق من عودة إيران إلى السوق التي تعاني تخمة، مزيج «برنت» إلى الهبوط إلى 27.67 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ 2003. ثم صعد السعر إلى 28.17 دولار بانخفاض 2.7 في المئة عن سعر التسوية الجمعة. وهبط سعر الخام الأميركي 64 سنتاً إلى 28.78 دولار للبرميل قريباً من أدنى مستوى له منذ 2003 عند 28.36 دولار الذي سجله في وقت سابق من الجلسة.
وواصلت الأسواق المالية الروسية تراجعها فوصل الروبل إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من سنة في سياق تدهور أسعار النفط بعد إعلان رفع العقوبات عن طهران. وأقر وزير الاقتصاد الروسي ألكسي أوليوكاييف بأن برميل النفط يتراجع إلى ما دون عتبة 30 دولاراً ما قد يؤدي إلى سنة انكماش جديدة في روسيا.
واستقرت أسواق الأسهم الخليجية بعد تكبد خسائر حادة في الأيام القليلة السابقة لكن القلق مازال مسيطراً على المستثمرين بعدما نزل خام «برنت» لفترة وجيزة عن 28 دولاراً. وانتعش المؤشر المصري الرئيس ليرتفع 3.1 في المئة مقلصاً خسائر العام إلى 15.2 في المئة مع صعود معظم الأسهم أكثر من واحد في المئة.