طمأن الرئيس الإيراني حسن روحاني المرشد علي خامنئي إلى أن حكومته «ستفشل تغلغل الأعداء» في البلاد، بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. في الوقت ذاته، لوّحت طهران بتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، بعدما شددت واشنطن العقوبات عليه ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (19 يناير / كانون الثاني 2016).
ورأى الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري أن هذه الخطوة الأميركية هدفها «التغطية على فشل واشنطن وعجزها أمام إرادة الشعب الإيراني»، مشدداً على أن برنامج الصواريخ «لم يُصمَّم لحمل أسلحة نووية ولا يتعارض مع القواعد الدولية». وأضاف أن طهران «ستدرس أي تحركات أميركية، وتتابع مدى تطابقها مع الاتفاق النووي»، و»ستردّ على التدابير الأميركية التصعيدية والدعائية، بتسريع برنامجها الصاروخي الباليستي الشرعي، وتطوير قدراتها الدفاعية».
ووجّه روحاني رسالة إلى خامنئي، لمناسبة بدء تطبيق الاتفاق النووي، عرضت «11 إنجازاً نووياً واقتصادياً وسياسياً وقانونياً» لإيران في هذا الصدد، بينها دخولها «نادي الدول المصدرة لليورانيوم المخصب والماء الثقيل»، وتحويل منشأة «آراك» إلى «مفاعل بحوث حديث».
روحاني الذي سيزور إيطاليا وفرنسا الأسبوع المقبل، شدد على أن حكومته ستلتزم «توجيهات» المرشد لـ»الرد بالمثل وفي شكل مناسب، على أي خرق أو نكث عهد» في الاتفاق النووي، متعهداً «إحباط أي محاولة تغلغل للأعداء» في بلاده. ورأى أن طهران باتت «اللاعب الرئيس في المنطقة، متكّلةً على أذرعها القوية وقدراتها الدفاعية والسياسية والاقتصادية والديبلوماسية».
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن العلاقات بين طهران والوكالة «دخلت مرحلة جديدة». وقال بعد لقائه روحاني ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي في طهران أنه أجرى «محادثات بنّاءة جداً»، مشيراً إلى أن الجانبين «اتفقا على مواصلة التعاون».
وأعلن صالحي أن التعاون بين الطرفين «دخل مرحلة جديدة»، مشيراً إلى «رسم خريطة طريق تقريباً». أما بهروز كمالوندي، الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، فأشار إلى أن بلاده تسعى إلى «تقليص مدة الاتفاق النووي»، من ثماني إلى خمس سنوات، معتبراً أن ذلك «ممكن بمساعدة الوكالة».
في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «إحباط، وغضب شديد» لنشر طهران تسجيل فيديو يُظهر 10 بحارة أميركيين وهم جاثمون وأيديهم فوق رؤوسهم، أثناء احتجازهم على يد «الحرس الثوري» في مياه الخليج الأسبوع الماضي، بعد دخولهم المياه الإيرانية خطأً. ومعروف أنهم أُطلقوا لاحقاً.
وأشار كيري إلى أن الجيش الإيراني أو «الحرس الثوري» هو الذي نشر التسجيل، لا الحكومة، مستدركاً: «لا أجد عذراً لذلك، دخل بحارتنا للأسف وفي شكل غير مقصود المياه الإيرانية».