في مساعيها المتواصلة لصناعة اللقاء الإنساني والتواصل مع الشعوب والحضارات الأخرى، استقبلت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في مكتبها اليوم الاثنين (18 يناير/ كانون الثاني 2016) وفداً من معهد سميثسونيان للتاريخ، الفن والثقافة ترأسه الوكيل المساعد لمعهد سميثسونيان ريتشارد كورن وضم مسئولة العلاقات الدولية في المعهد مولي فانون، وبحضور مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناقي، حيث تباحث الطرفان سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الثقافية ما بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأميركية إضافة إلى مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
ورحّبت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بكل من كورن و فانون، مشيرة إلى أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تضع التبادل الثقافي والحضاري بين البحرين والبلاد الأخرى على رأس أولياتها لما لذلك من ارتباط بتاريخ البحرين العريق الشاهد على انفتاحها وتواصلها الدائم مع الآخر.
وأوضحت أن هيئة الثقافة أطلقت برنامجها لعام 2016 تحت شعار "البحرين وجهتك"، ترويجاً لمواقع البحرين الثقافة وتعزيزاً لاستثمارها في صناعة السياحة الثقافية، قائلة إن المملكة تمتلك اليوم موقعين مدرجين عل قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، هما موقع قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ.
وحول ما تحتويه مدن البحرين من تراث عمراني وإنساني عريق، أشارت إلى أن مدينة المحرق تحتفي عام 2018 باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية وستضم في ذلك الوقت العديد من المعالم التراثية والحضارية كطريق اللؤلؤ الذي ينتهي العمل فيه في ذات العام، وجناح مملكة البحرين في إكسبو ميلانو 2015 " آثار خضراء".
أما بخصوص النشاط الثقافي الراهن في مملكة البحرين، فتطرقت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى مؤتمر "الاستثمار في الثقافة: التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية" والذي يقام يوم 19 يناير/ كانون الثاني 2016 في مسرح البحرين الوطني، موضحة أبرز جوانب المؤتمر الذي لقي الدعم الكامل من قيادة مملكة البحرين وعلى رأسها عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي دعم تشييد مسرح البحرين الوطني ليكون واحدا من أبرز معالم البحرين الثقافة والحضارية.
وفي سياق التعاون المشترك، أقر المجتمعون أهمية تفعيل أدوات التواصل والتعاون طويل الأمد عبر تطبيق مجموعة من البرامج المشتركة التي تضم عروضا متحفية حول تاريخ مملكة البحرين الأثري ومعارض فنية تبرز جمال الحركة الفنية البحرينية تقام في مدينة واشنطن، إضافة إلى وضع برامج تبادل الخبرات والمعارف ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومعهد سميثسونيان.
كما وتطرق المجتمعون إلى أهمية تواجد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين، حيث تعرفوا على استراتيجيته الرامية إلى حفظ وصون التراث الإنساني في الوطن العربي والعمل على رفع الوعي بدور مواقع التراث في عملية التنمية المستدامة.
وتمت الإشارة إلى أن المركز الإقليمي سينتقل لاحقا إلى مقره بجانب موقع سار الأثري حيث سيضم المبنى الذي صمم من قبل المهندس المعماري الياباني تداو أندو متحفاً يحتوي على معلومات ومقتنيات حول خاصة بالموقع الأثري.
وعلى هامش الاجتماع، زار وفد معهد سميثسونيان عدداً من مواقع مملكة البحرين الأثرية ضمت موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي ومتحف الموقع، متحف البحرين الوطني وما يحتويه من مقتنيات تلخص تاريخ البحرين الممتد لآلاف السنين، إضافة إلى زيارة معرض الأزياء الملكية الهندية في المتحف وقلعة بوماهر ومركز وارها، والتي تعد بداية طريق اللؤلؤ الممتد في مدينة المحرق لمسافة 3 كيلومترات.
كذلك زار وفد المعهد دائرة البريد في مبنى باب البحرين بمدينة المنامة، حيث تعرفوا على مقتنيات المبنى التي تروي حكاية حركة البريد الفريدة من نوعها في المنطقة.
وكانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قد اجتمعت مع ريتشارد كورن في العاصمة الأميركية واشنطن نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2015 وذلك على هامش تكريمها بجائزة Watch Award 2015 من قبل الصندوق العالمي للآثار وافتتاح معرض "حكاية بحرين: من دلمون إلى البحرين".