بدأت بوركينا فاسو أمس حداداً يستمر ثلاثة أيام، بعد مقتل 29 شخصاً في هجوم شنّه جهاديون موالون لتنظيم «القاعدة»، استهدف فندقاً ومطعماً وسط العاصمة واغادوغو، فيما ارتفعت الى اربعة قتلى حصيلة اعتداء جاكرتا التي تبنّاها تنظيم «داعش» ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (18 يناير / كانون الثاني 2016).
ودعا الرئيس في بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري مواطنيه الى التحلي بـ «الشجاعة» والى «اليقظة». وأضاف في خطاب الى الأمّة ان على الشعب الاتحاد في مواجهة الارهاب. وأعلن ان أجهزة الأمن ستعزز تدابيرها الأمنية عند مداخل العاصمة، وفي مدن أخرى وعلى حدود البلاد.
وكان وزير الأمن الداخلي سيمون كومباوري أعلن ان الهجوم الذي استهدف فندق «سبلنديد» ومقهى «كابوتشينو» أوقع 29 قتيلاً و30 جريحاً، مشيراً الى إنقاذ 176 شخصاً، بينهم وزير العمل كليمون ساوادوغو.
وأفاد مصدر قريب من النيابة بأن معظم القتلى، وهم من 18 جنسية، هم بيض، وبينهم ستة كنديين وفرنسيان وسويسريان وأميركي، علماً ان غربيين وعاملين في وكالات الأمم المتحدة، يرتادون الفندق والمقهى عادة.
وأشار كومباوري الى التعرف الى اصحاب ثلاث جثث تعود للمهاجمين، بعدما قُتلوا اثناء هجوم نفذته قوات الأمن، مدعومة من قوات خاصة فرنسية وأميركية واستمر 12 ساعة. وكان مصدر أمني تحدث عن وجود اربعة جهاديين على الأقل، بينهم امرأتان. وقال كومباوري ان المهاجمين اتوا في سيارات تحمل لوحات تعود للنيجر.
وأفاد موقع «سايت» الأميركي المتخصص في متابعة المواقع الاسلامية، بأن تنظيم «القاعدة في المغرب الاسلامي» تبنّى الهجوم الذي نسبه الى كتيبة «المرابطون» بزعامة مختار بلمختار.
وأعلنت مفوضية «المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية» عزمها على «مكافحة اي شكل من الإرهاب في المنطقة». وقال الرئيس الدوري للمنظمة الرئيس السنغالي ماكي سال: «نعتبر ان الاعتداء الإرهابي في واغادوغو هو اعتداء على كل بلد من بلداننا وعلى المجموعة» مضيفاً انه مستعد لاتخاذ «كل التدابير التي يستوجبها الوضع».
تزامن ذلك مع خطف زوجين استراليين في شمال بوركينا فاسو قرب الحدود مع مالي. ونسبت وكالة «فرانس برس» الى مسؤول في جماعة «انصار الدين» الجهادية في باماكو ان جهاديّين ينتمون الى «امارة الصحراء» خطفوا الزوجين الاستراليين.
ويشير خبراء الى ان «إمارة الصحراء» هي اسم فرع لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» ينشط في شمال مالي. وجماعة «انصار الدين» التي يتزعمها اياد اغ غالي، هي واحدة من المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي بين منتصف 2012 ومطلع 2013، قبل ان تطردها عملية عسكرية دولية ما زالت مستمرة.
وقال رئيس بوركينا فاسو إن المخطوفَين هما كينيث وجوسلين إليوت، لافتاً الى انهما يعيشان في البلاد منذ عام 1972 ويديران عيادة تضم 120 سريراً. وكينيث هو الجراح الوحيد في المنطقة.
في جاكرتا، أعلنت الشرطة وفاة شخص رابع متأثراً بجروحه، بعد ثلاثة ايام على تنفيذ اربعة مهاجمين تفجيرات انتحارية واعتداءات بأسلحة نارية، ادت الى تدمير مقهى من سلسلة «ستاربكس» وحاجز للشرطة.
وقال ناطق باسم الشرطة ان القتيل هو الاندونيسي رايس كارنا الذي كان يعمل في مصرف قرب موقع الاعتداءات، وتوفي إثر إصابته بجروح بالغة في رأسه. وكانت السلطات أعلنت انه واحد من المهاجمين.
وأعلنت الشرطة توقيف 12 شخصاً، أحدهم يُشتبه في انه موّل الهجمات، بأموال تلقاها من «داعش».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة العدل الأميركية اتهام رجلين من فرجينيا في جرائم إرهاب تتعلق بمحاولة السفر إلى سورية والانضمام إلى تنظيم «داعش». وأضافت أن الأميركي يوسف حسن فاروق (28 سنة) اعتُقل الجمعة الماضي في مطار ريتشموند الدولي في فرجينيا، أثناء محاولته السفر إلى شيكاغو ومنها إلى الأردن، «على أن تكون وجهته النهائية سورية». وتابعت أن فاروق اتُهم بـ «محاولة تقديم دعم مادي وموارد لداعش».
وأشارت الوزارة الى اعتقال محمود أمين محمد الحسن (25 سنة)، وهو سوداني يحمل إذن اقامة اميركية، بعدما نقل فاروق بسيارة إلى المطار. وهو مُتهم بـ «مساعدة (فاروق) ودعمه»، علماً أن الرجلين يواجهان عقوبة السجن 20 سنة.
الى ذلك، أعلنت الشرطة السويدية فتح تحقيق حول حريق متعمد، بعد اندلاع نار أُخمِد سريعاً في مسجد في بوراس، جنوب غربي البلاد. وأشارت الى ان اسباب الحريق ما زالت مجهولة، لافتة الى «إقامة طوق أمني حول المسجد، لكي تتمكّن الشرطة التقنية والعلمية من جمع الأدلة وأخذ عينات». وأفادت صفحة المسجد على موقع «فايسبوك» بأن استخدامه «لم يعد ممكناً»، معلنة «إلغاء كل النشاطات فيه حتى موعد آخر».