خطف «داعش» حوالى ٤٠٠ مدني بعد هجوم شنه على أحياء في مدينة دير الزور المحاصرة «تعويضاً» عن خسائره التي مني بها أمام قوات النظام والأكراد وفصائل إسلامية شمال سورية وشمالها الشرقي، في وقت قتل وجرح عشرات في غارات روسية وسورية على حلب وريفها ومناطق أخرى بينها الرقة معقل «داعش» شرقاً ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (18 يناير / كانون الثاني 2016).
ومن المقرر أن يقدم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إيجازاً في مجلس الأمن الدولي في نيويورك اليوم، قبل لقاء وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في زيورخ السويسرية الأربعاء وسط أنباء عن احتمال تشكيلهما القائمة النهاية لوفد المعارضة لمفاوضات جنيف في ٢٥ الجاري.
وكان «داعش» خطف المدنيين، وبينهم نساء وأطفال من عائلات مسلحين موالين للنظام، من سكان ضاحية البغيلية التي سيطر عليها أول من أمس ومناطق محاذية لها في شمال غربي دير الزور، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار إلى أن التنظيم عمد إلى نقل المخطوفين و «جميعهم من الطائفة السنية»، إلى مناطق أخرى واقعة تحت سيطرته.
وقتل في هجوم «داعش» السبت 135 شخصاً على الأقل بينهم 85 مدنياً و50 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين. وقال «المرصد» إن النظام استقدم أمس» تعزيزات عسكرية لاستعادة ما خسره»، علماً أن مدينة دير الزور يتقاسم النظام و «داعش» السيطرة على أحيائها، حيث يحاصر النظام، الذي يسيطر على المطار العسكري، أحياء في قبضة التنظيم، الذي يحاصر بدوره جميع المدينة جراء سيطرته على المناطق الصحراوية وريف دير الزور.
وأعرب «المرصد» أمس، عن القلق من أن يقوم «داعش» بإعدام المدنيين واتخاذ النساء سبايا كما حدث في مرات سابقة، علما أنه سبق وأن خطف مدنيين كان بينهم ٢٢٠ أشورياً في محافظة الحسكة المجاورة لدير الزور في بداية العام ٢٠١٤.
وجاء هجوم «داعش» بعدما مني بخسائر في ريف حلب الشمالي في شمال البلاد خلال الأيام الماضية بتقدم قوات النظام باتجاه مدينة الباب، أحد معاقله في هذه المنطقة، إضافة إلى خسارته «سد تشرين» على نهر الفرات شمال البلاد أمام «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم أكراداً وعرباً. كما طردت أمس فصائل إسلامية «داعش» من قرى في ريف حلب قرب تركيا. ويرى محللون أنه عادة ما يلجأ تنظيم «داعش» إلى شن هجمات عنيفة تلفت الأنظار كما حصل في دير الزور للتعويض عن تراجعه في مناطق عدة.
وفيما نفذت طائرات يرجح أنها روسية المزيد من الغارات على مدينة الباب، تعرضت أحياء السكري والمعادي وبني زيد والمغاير في مدينة حلب لقصف عنيف و «براميل متفجرة» ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وفق «المرصد»، الذي أفاد بمقتل «40 شخصاً بينهم ثمانية أطفال في تسع غارات جوية شنتها السبت طائرات حربية روسية أو سورية على مدينة الرقة معقل «داعش».
سياسياً، يقدم اليوم دي ميستورا إيجازاً إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن نتائج اتصالاته مع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة والأطراف المنخرطة في الأزمة السورية وإمكانات عقد مفاوضات في جنيف في ٢٥ الشهر الجاري، وسط وجود عقبات بينها تمثيل المعارضة السورية. ونقل موقع «روسيا اليوم» أمس، عن مصادر أن كيري ولافروف سيشكلان خلال لقائهما في زوريخ الأربعاء «القائمة النهائية للمعارضة التي ستشارك في المحادثات السورية». وقالت: «لم يتم التوصل إلى اتفاق حول قائمة المشاركين وستتم مناقشة هذا الموضوع، ومن الممكن وضع اللمسات الأخيرة في العشرين من الشهر الجاري، والقائمة ستتألف من مجموعتين، الأولى التي تم اقتراحها خلال اجتماع الرياض، والثانية التي اقترحتها موسكو والقاهرة».
الله على كل ظالم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.