أكد نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح، تمسك السلطات اليمنية بتطبيق الحوثيين قرار مجلس الأمن رقم 2216 والإفراج عن المخطوفين السياسيين كافة ورفع الحصار عن المدن في بادرة لحسن النية وتفعيل لجنة التهدئة، كشروط لا بد منها لإنهاء الحرب ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (17 يناير / كانون الثاني 2016).
وأشار بحاح خلال لقائه أمس في الرياض المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، إلى حرص الحكومة الشرعية على الحوار وإيجاد حلول سياسية لإيقاف نزف الدم والاحتراب في اليمن، وأن يعم السلام مناطق اليمن كافة.
وأطلع ولد الشيخ نائب الرئيس على نتائج زيارته الأخيرة إلى صنعاء وأبرز مخرجاتها، والجهد الذي بذله من أجل الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين، في إطار التحضير لانعقاد المشاورات في أقرب وقت ممكن.
إلى ذلك شهدت الحدود السعودية هدوءاً نسبياً خلال اليومين الماضين، تخللته محاولات تسلل قام بها مسلحون حوثيون وتمكنت القوات السعودية من دحرهم في المناطق القريبة من الحدود التي كانوا يستخدمونها لإطلاق القذائف، فيما اغتيل في العاصمة اليمنية الموقتة (عدن) ضابط برتبة مقدم.
وفي حرض، بدأت روائح جثث القتلى من مسلحي الحوثيين تنبعث من مواقع عدة بعد مقتلهم خلال الاشتباكات مع المقاومة قبل أربعة أيام فيما فر المتبقون.
وتمكنت طائرات التحالف العربي من قصف تجمعات مسلحة في صعدة كانت في طريقها للهجوم على حدود السعودية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 مسلحاً. كما استهدفت غارة مخبأً تجتمع فيه قيادات حوثية في صعدة، يرجح أن يكونوا قتلوا، وفق ما ذكرت مصادر لـ «الحياة».
ومع اشتداد المعارك والتهيؤ لبدء محادثات السلام، قال سكان محليون في مدينة البيضاء (وسط البلاد)، إن مسلحي جماعة الحوثي انسحبوا من النقاط والحواجز الأمنية على مداخل المدينة وشوارعها. وذكر سكان لـ «الحياة» أن قوات موالية لصالح (الأمن المركزي سابقاً) تمركزت في تلك النقاط. ووفق مصدر ميداني، فإن المسلحين الحوثيين اتجهوا لتعزيز جبهات الحرب في مديريات المحافظة، إثر خسائر تكبدوها خلال معارك الأسبوع الماضي. وقال المصدر إن حشوداً كبيرة من الحوثيين وقوات صالح تتجمع في المدينة لرفد مسلحيهم في جبهة ذي ناعم، التي تشهد معارك متقطعة بين الطرفين. ويسعى الحوثيون وقوات صالح إلى استعادة مواقع مهمة خسروها خلال هجوم عنيف لرجال المقاومة الشعبية الأسبوع الماضي.
وفي محافظة إب المجاورة، استمرت أمس المعارك بين رجال المقاومة والحوثيين في مديرية حزم العدين. وذكر مصدر أمني أن المعارك تتركز في جبل الشق والمخزوقة ونجد الفرقد وهياج الرهض، وهي مواقع تسيطر عليها المقاومة ويسعى الحوثيون لانتزاعها. ووفق المصدر، فإن كفة المعارك تميل إلى مسلحي الجماعة وقوات صالح، الذين يشنون قصفاً مدفعياً مكثفاً بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة، فيما تصد المقاومة تلك الهجمات بالأسلحة الخفيفة.
من جهة أخرى، اغتيل أمس الضابط في شرطة المنصورة المقدم محمد عبدالله باهارون في الشيخ عثمان بعدن، وقال مصدر في عمليات شرطة عدن لـ «الحياة»، إن مسلحاً مجهولاً أطلق النار على باهارون قرب محطة الحرمين بحي «عبدالقوي» في الشيخ عثمان، ولاذ القاتل بالفرار.
في سياق آخر تمكنت الأجهزة الأمنية، بمساندة المقاومة، فجر الجمعة من ضبط ثلاثة من المشتبه بهم في تفجير أنبوب النفط بمصفاة عدن. وقالت مصادر أمنية لـ «الحياة»، إنه تمت مداهمة إحدى الشقق السكنية بحي كود النمر في البريقة واعتقال ثلاثة عناصر مشتبه بقيامهم بالتفجير.
على صعيد آخر، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر أمنية وقبلية يمنية، أن ثلاثة عناصر من تنظيم «القاعدة» قتلوا في غارة شنتها طائرة من دون طيار في جنوب شرقي اليمن. ووقعت الغارة ليل أول من أمس (الجمعة) في منطقة رفض شرقي محافظة شبوة واستهدفت عربة، ما أدى إلى مقتل ركابها الثلاثة.
والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تملك طائرات من دون طيار في شبه الجزيرة العربية. ولم يتوقف هذا النوع من الغارات التي تستهدف عناصر تنظيم «القاعدة» على الرغم من الحرب الدائرة بين المتمردين الحوثيين والجيش اليمني الشرعي.