لعلّنا سمعنا وقرأنا الكثير عن قرب انتهاء «عصر النفط»، وكيف أننا كبلدان يعتمد اقتصادها على ريع النفط لسنا مستعدين لـ «عصر ما بعد النفط». لكن من المحتمل جدّاً أننا نعيش حالياً فترة انتهاء عصر النفط، وأننا ندخل «عصر ما بعد النفط» حتى لو أن ذلك قد حصل بسرعة مدهشة لم يتوقعها أحد.
إن أسعار النفط تتدهور بسرعة، ومن المحتمل أن تصل إلى 20 دولاراً في وقت قريب، وكما ذكرت «دويتشه فيله» أنه «لم يخطر على بال حتى أكثر المتشائمين بأنّ أسعار النفط ستهبط من 120 دولاراً إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل في غضون أقل من عام ونصف العام».
افتتاحية «نيويورك تايمز» قبل يومين حملت عنواناً مُخيفاً «العراق والأكراد على شفير الإفلاس»، أشارت فيها إلى أن الأكراد والعراقيين والأميركيين المسئولين عن قيادة الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش» يواجهون تحدِّياً جديداً يمكن أن يُغيِّرَ حظوظ المعركة، وهذا التحدّي يتمثّل في «تراجع سعر النفط»، وأن حكومة إقليم كردستان في شمال العراق تواجه عجزاً في الموازنة، وديوناً قدرها 18 مليار دولار، جميعها تؤثر في قدرتها على دفع أجور العاملين في الدولة وقوات الأمن. كما أن الحكومة في بغداد تسعى جاهدة لتجنُّب عجز الموازنة هذا العام، وهذه المشاكل تأتي في وقت يزداد فيه إهدار الكثير من المال بسبب انتشار الفساد وسوء الإدارة.
جميع الدول النفطية تواجه مصيراً قاتماً، حتى أن وزير النفط الفنزويلي قال: «إذا حصل وامتلأت مستودعات التخزين في العالم من فوائض السوق، فإنّ الأسعار ستستمر في التراجع وسنصبح على شفا كارثة».
كل هذا يحصل بينما المنطقة تشتعل بالحروب والفتن والخلافات المنهكة للجميع، وحتى لو عاد سعر النفط في نهاية العام الجاري إلى مستوى 50 أو 60 دولاراً، وحتى لو سحبت دول الخليج من احتياطياتها الاستراتيجية، وقلّلت الدعم أو أزالته عن السلع، وجمّدت العديد من المشروعات، واقترضت أو باعت سندات حكومية لسدِّ العجز الكبير في الموازنات، أو خصخصت جزئياً بعض القطاعات، فإنّها ستبقى حلولاً «مؤقتة» جداً.
الحلول الاستراتيجية لـ «عصر ما بعد النفط» تتطلّب إصلاحات اقتصادية جذريّة، وهذه لا تنجح إلا إذا صاحبتها إصلاحات سياسية تُحقّق مناخ الاستقرار الدائم، وتقلّل النفقات في القطاعات غير المنتجة، وهذه جميعها تحتاج إلى إرادات قويّة وخطط معلنة وواضحة.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4880 - السبت 16 يناير 2016م الموافق 06 ربيع الثاني 1437هـ
ماليزيا لم تتقدم الا بعد لن فرضت سياسة التمييز الايجابي للسكان الاصليين.
يجب دراسة التجربة الماليزية حتى لا تحدث لدينا أزمة كل كم سنة و تحرق الاخضر و اليابس.
من بيفتكر فينا يعني شعليهم منا اكلنا شربنا تفصخنا
اهم شي عندهم عايشين حياتهم برفاهية ..
ارتفع النفط أو نزل .. الحال واحد بالنسبة للمواطن البسيط طالما لصوص المال العام يحيطونه من كل جانب .
يعرفون المواطن يوم المحنة ويوم الأزمة بينما يوم الفائض جنسوا واستبدلوا وتلاعبوا بأموال الشعب وسنويا تظهر تقارير الفساد ما يزكم الانوف
من يقود أوبك والبلدان المصدّرة للبترول دمّروا انفسهم بأيديهم.
أمريكا تقوم بإحراق الأطنان من القمح حتى لا ينزل سعره
البرازيل تحرق اطنان من البنّ لكي يمتصّوا الفائض في السوق حفاظا على سعره.
كل البلدان تحافظ على سلعها ولا تقبل بيعها بثمن بخس إلا البلاد العربية التي تعرض أغلى سلعة في العالم وتجعلها سعلة بائرة
صح
عاد من يسمع الكلام حاطين بالهم وبال مباني وفلل ودفان وبعدين بصير آخرتها مثل اليونان
عمك أصمخ دكتور!!! إذن من طين وإذن من عجين وخل البلد يسقط للهاوية بس مصالح الهوامير لاتتأثر!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم