ظِل الظلام أو مُرتيز أو رجل العقرب، ألقاب وإن تعددت فهي ترمز لمرتضى الشويخ. ذلك الشاب الغامض بطبعه وسلوكه المليء بالمفاجآت وصاحب تلك النظرة الحادة والابتسامة الغائرة التي قلما تزين محياه، فهو ذو ملامح جادة وقاسية، مخيفة أحياناً.
من يراه للوهلة الأولى يظن أنه شخصٌ مغرورٌ ومتعالٍ، ولكن سرعان ما يتبدد هذا الإنطباع لمجرد الاقتراب منه فتتضح شخصيته المحبة والمرحة والإنسانية والقيادية.
المصمم والمصور والمخرج، مهنٌ أبدع ببصمته في كل واحدةٍ منها ولم يكتفِ بذلك فحسب بل وأسس فيها مدرسة انفرد بها. فمن يرى أعماله يرى فيها تلك الذائقة والروح الناطقة بإبداع وفن منقطع النظير في ذلك العالم، فأعماله دائماً تخرج عن الروتين المعتاد والمألوف وتحمل تلك الرسائل التي تخاطب جوهر وعقل وروح من يراها.
بدأ مرتضى طريقه بائعاً متجولاً للبيبسي، فقد كان ذو الستة أعوام يحمل ثلاجته الصغيرة ويذهب منذ الصباح الباكر للسوق ليشتري علب البيبسي ويوزع قطع الثلج عليها وينطلق بها ليبيعها ويكسب المال الذي يلزمه. وكان شغف التصوير يراوده والحب دافعه، كبر وكبر معه هذا الشغف إلى أن قرر أن يستدين مبلغاً من المال من صاحبه ليقتني «كاميرا» تشبع في نفسه ذلك الشغف المتقد وتحقق له تلك الأمنيات.
أخذ يلتقط الصور لأهله وجمرة الإبداع تشتعل في نفسه، فأخذ وبما يمتلك من معداته البسيطة التي ابتكرها بنفسه ينتج صوراً تترجم ذلك الفن وتعكس تلك الذائقة، أخذ هذا الإبداع يستحوذ على إعجاب المتابعين في موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، ليصله في ما بعد طلب لجلسة تصوير من أحد المتابعين المعجبين بذلك الفن الناطق، وليكون هذا الطلب الباب الذي نقله لعالم من الفن مترامي الأطرف فأخذ يطور بذاتية من مهاراته في التصوير والتصميم. أسس بعد تطوره في هذا المجال فريقاً متكاملاً أسماه «مُرتيز» تكفل هو بتدريب المنتسبين لهذا الفريق وإكسابهم مهارات التصوير والتصميم والإخراج وكذلك أنشأ أستوديو للتصوير خاصاً به، ذاع صيت فنه وإبداعه ليطرق باب أكبر شركة في المملكة العربية السعودية «شركة أرامكو» ليكون جزءاً من موظفيها. لم يكن ما وصل له مرتضى يرضي سقف طموحه، فقد كان يصبو للمزيد من التميز والنجاح فقام بترك شرك أرامكو ليتجه للإنتاج والعمل الخاص الذي يحقق ذاته وحرفيته بلا قيود ويطلق العنان لإبداعه «المجنون» في تكوين وإخراج أعماله. فانشق له الطريق وانهالت عليه طلبات تصوير الأفلام والشخصيات المشهورة، والإنتاجات السينمائية العالمية والتي ترك في كل منها بصمته الفنية المميزة، وأصبح اسم مُرتيز نجماً في سماء الفن العالمي.
وأخيراً فإن لمرتضى لمسته الخاصة في الإنتاج الفني والتي تظهر من خلال «التصوير المفاهيمي»، حيث يهتم بتكوين كل تفاصيل المنتج الفني علاوةً على انتقاء الطلبات التي تقدم له.
أما عن ذلك الطموح اللامحدود فمرتضى يتطلع إلى تأسيس مدرسة إعلامية متميزة تعكس الفن والذوق الفريد والفكر الرصين الذي يوازي بقوته المدارس العالمية.
العدد 4880 - السبت 16 يناير 2016م الموافق 06 ربيع الثاني 1437هـ
فعلا هذا الرجل فنان بمعنى الكلمه قمت بالتصوير لديه بعدما شاهدت صوره على الفيس بوك
موفق يا فنان والى العالمية
بالتوفيق عزيزي مرتضى