رداً على الموضوع الذي نشر في صحيفة «الوسط» أمس السبت (16 يناير/ كانون الثاني 2016)، بعنوان «سرقة معبد باربار تكمل عامها الثامن... الصمت مستمر واللغز بلا إجابة»، تؤكد هيئة البحرين للثقافة والآثار أنها تضع حفظ الآثار الشاهدة على التاريخ الإنساني العريق في مملكة البحرين وصون التراث الحضاري والثقافي للمملكة على رأس قائمة أولويات عملها وجهودها المستمرة، وما وجود المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين إلا دليل على جهود المملكة، ليس فقط بالحفاظ على تراثها الحضاري، بل حرصها على الحضور الدائم في عملية حفظ التراث الإنساني والحضاري للوطن العربي أجمع.

كما وتشير الهيئة إلى أنها تعتبر المعابد الأثرية المنتشرة في مناطق مختلفة من المملكة جزءاً أساسياً من المقومات التي تشكل هوية البحرين الثقافة والحضارية، حيث تعمل الهيئة على تنفيذ خطة شاملة وعاجلة لصيانة وحفظ هذه المواقع في البحرين، ومن ضمنها موقع معبد باربار ومعبد الدراز، وتشتمل على تصور لإحاطة المواقع بأسوار الحماية ووضع لوحات شرح مفصلة تبين أهمية هذه المواقع وضرورة عدم المساس بسلامتها، هذا إضافة إلى وجود فريق صيانة يتركز عمله في ضمان سلامة المكونات الرئيسية للمواقع الأثرية.

ولإيمانها بأهمية إشراك المجتمع المحلي في حفظ وصون التراث الحضاري والثقافي، فإن خطة الهيئة تتضمن تشكيل فرق حماية بالتنسيق مع أهالي المناطق المحيطة بالمواقع الأثرية، وهو ما يساهم في تعزيز دور المجتمع المحلي في المحافظة على المقومات الحضارية وتقوية العلاقة ما بينه وبين هويته الثقافية، وسيشهد معبد الدراز على بداية تنفيذ هذه الخطة خلال العام 2016.

وحول معبد باربار، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار توضح أن المعبد حالياً يضم مركزاً مؤقتاً للزوار يضم معلومات عديدة وشروحات حول محتويات المعبد، لحين إنشاء مركز المعلومات النهائي الذي سيكون عبارة عن متحف تحت الأرض يضم عروضاً للقطع واللقى الأثرية المكتشفة في الموقع وتفاصيل حول تاريخ المكان الذي يعود إلى عصر حضارة دلمون. وتؤكد الهيئة أن الخطط الهندسية لإنشاء مركز زوار معبد باربار حاضرة منذ 4 سنوات، ولكن عملية التنفيذ تنتظر إقرار الميزانية المحددة.

وفي السياق ذاته، وللتأكيد على جهودها في الإسراع لتنفيذ مركز زوار معبد باربار، فإن الهيئة طرحت المشروع في اجتماع وزراء الثقافة لمجلس التعاون الخليجي بحيث ينعكس مردود هذه الاجتماعات على أرض الواقع، وقد لاقى المشروع قبولاً لدى المجتمعين وحالياً تتم متابعة المشروع كأول مساهمة من جميع دول مجلس التعاون الخليجي في الحفاظ على الإرث الحضاري للمنطقة.

يذكر أن مركز زوار معبد باربار هو من تصميم المهندس المعماري الدكتور مروان بصمه جي، وقد حاز هذا التصميم على جائزتي أفضل التصاميم المعمارية على مستوى العالم العربي ضمن المسابقة التي نظمها معهد العالم العربي بباريس العام 2012م، وجائزة ليوناردو للعام 2013م من الاتحاد الدولي للمعماريين.

مركز زوار معبد باربار سيوفر للزوار والسياح معلومات شاملة حول موقع المعبد وسيكون عبارة عن متحف تحت الأرض يمنح الزائرين فرصة التنقل بين ممراته بطريقة تحاكي الطقوس التي كانت تمارس فيه أثناء الحقبة الدلمونية.