يتعين على رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو التحرك على الفور خاصة بعدما أصبحت الكلمات غير كافية في ظل الحاجة لإصلاح شامل داخل المؤسسة الحاكمة للعبة.
وافلت كو (59 عاما)، الذي كان حاضرا في ميونيخ، من الإدانة من قبل اللجنة التابعة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، بعدما حصل على طوق نجاة من قبل رئيسها ريتشارد باوند في مفاجأة له وللجميع.
وذكرت اللجنة (الخميس) إن مجموعة من الاشخاص تضم لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي السابق وولديه ومستشاره القانوني شكلوا دائرة داخلية فاسدة في الاتحاد الدولي والتي ابتزت الرياضيين بهدف الحصول على أموال للتغطية على سقوطهم في اختبارات الكشف عن المنشطات.
واوضح التقرير "الفساد كان متغلغا على نطاق واسع في المنظمة" وأنه من غير المعقول ان هيئة اتخاذ القرار بالاتحاد الدولي لألعاب القوى "لم تكن على دراية بتفشي ظاهرة المنشطات في ألعاب القوى وعدم تطبيق قواعد مكافحة المنشطات المعمول بها" و"مستوى المحسوبية التي يدار بها الاتحاد الدولي للعبة".
وكان كو عضوا في المجلس منذ عام 2003 ونائبا للرئيس في الفترة من 2007 حتى 2015 قبل أن يخلف لامين دياك في الرئاسة.
ولكن رغم كل هذا قال باوند في المؤتمر الصحفي أمس الاول الخميس في ميونيخ: "من المستحيل ان يكون كو على علم بكامل انشطة دياك". وشدد أيضا على أنه لا يمكنه أن يفكر في أي شخص أفضل من كو لقيادة عملية إصلاح الاتحاد.
ووصفت صحيفة "سودويتشه زيتونج" أمس الجمعة هجوم باوند على المجلس وفي نفس الوقت دعمه للرئيس الحالي كو "بالغريب" وأشارت إلى إن الاتحاد الدولي يتعين عليه إصلاح هياكله من أجل إكمال عملية التعافي " التي ينبغي أن تبدأ بالمريض الإنجليزي ، سيباستيان كو".
وسارت صحيفة إندبندنت البريطانية على نفس النهج في مقالها الافتتاحي .
وذكرت إندبندنت "إعادة بناء الاتحاد الدولي لألعاب القوى من القاع إلى القمة ربما تكون خطوة بعيدة جدا، من الناحيتين العملية والمالية. ولكن من أجل الإثبات للرأي العام إن هذه الرياضة تريد فعلا تريد تطهير نفسها يجب على أقل تقدير إجراء تغييرات في المناصب العليا".
وأضافت "حتى لو كان السيد كو طاهر اليد مثلما يؤمن باوند، فهو ساذج بشكل مطلق، أو غير مكترث . وهذا يتناقض تماما عما ينبغي أن يكون عليه المصلح. لابد أن يرحل".
وتعجبت صحيفة "ذي جارديان" عما إذا كان باوند "يضع في حسبانه عدم وجود بدائل لقيادة الاتحاد الدولي لألعاب القوى".
ورغم كل هذا ، فإن كون حاز على ميداليتين ذهبيتين في سباق 1500 متر بالأولمبياد، و رئيس اللجنة المنظمة بنجاح لأولمبياد لندن 2012 وعضو في مجلس اللوردات البريطاني.
وتحدثت صحيفة "نيو زوريتشر زيتونج" السويسرية عن عدم وجود بدائل رغم أن " كو خسر الكثير من سحره منذ توليه المسؤولية في أغسطس الماضي".
وأضافت :"بدلا من أن يكون رجل المواقف ، فإن كو الفائز بميداليتين ذهبيتين بالأولمبياد جذب الانتباه له كشخص حزق واسع الحيلة".
ووافقت "الجارديان" على هذا وقالت :"الكلمات أصبحت غير كافية" خاصة وأن كل الانظار تتجه لرؤية جهوده في عملية الاصلاح، بما في ذلك الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي يدعمه".
وقال رئيس وادا كريج ريدي في بيان رسمي "من المهم الآن للاتحاد الدولي لألعاب القوى، برئاسة سيباستيان كو، تبني توصيات التقرير بالكامل".
وقالت رئيسة الاتحاد الأمريكي لألعاب القوى ستيفاني هايتور :" أتفق مع السيد باوند على أن سيباستيان كو هو الشخص القادر على قيادة الرياضة لعهد جديد".
وقال كو "أدرك ان الاتحاد الدولي مازال لديه مهمة ضخمة قبل استعادة ثقة الجمهور. لا يمكننا أن نغير الماضي، ولكني مصمم على أن نتعلم من هذا وألا نكرر تلك الأخطاء".