[ لم يعد يخفى علينا ما للفن من أهمية كبيرة في التكوين الثقافي والفكري للأفراد والتأثير على الإرث الثقافي للمجتمعات المختلفة، فالفن اليوم يحمل في طياته مضامين ورسائل وأهداف فكرية وعقدية وتصل للسياسية تؤثر في متلقي الرسالة وتغير في كيانه الداخلي كفرد متعطش للأنواع المختلفة من الفنون.
ومع سعي الغرب لإيصال المضامين الفنية التي يريدها، وبذلهم مليارات الدولارات كل عام من أجل تحقيق هذا الهدف، وإيصاله لأكبر عدد ممكن من الأفراد حتى في أفقر الدول في العالم والتي قد لا تمتلك قوت يومها؛ بل ولاطعامها يبقى الأمل في أن يتحرك عالمنا العربي والإسلامي بحركة توازي هذه الحركة الغربية في نشر مضامين وأفكار ومشاريع وأفلام وتوجيهها للفئات المختلفة في الأعمار، وتخصيص مبالغ خاصة من أجل هذا الهدف العميق والهام والرئيسي بهدف الارتقاء بالإنسان بما هو إنسان وبما هو جزء من حضارة إسلامية عميقة وممتدة الجذور.
ولا يقتصر تحقيق هذا الهدف على الدول والحكومات وشركات الإنتاج الكبرى بل يتعداه إلى كل صاحب رسالة وحامل طموح و هدف وفكرة وإيمان بضرورة توظيف الفن لخدمة الأهداف السامية،وخصوصاً مع وجود هذا الكم الهائل من وسائل ووسائط الاتصال في عالمنا اليوم، والذي نرى فيه الطفل ذا العشرة أعوام يحمل في يديه هاتفاً مزوداً بكاميرا عالية الجودة، إضافة إلى كاميرا رقمية وغيرها من وسائل التكنلوجيا الحديثة التي لو وظفت لاستطاعت أن تصل وتغير وتؤثر وتبني جيلاً معطاءً حاملاً في قلبه وعقله وكيانه مفاهيم كبرى ناصعة البياض.
ولو حاولنا أن ننظر حولنا لوجدنا العديد من الأفراد الذين نجحوا في هذا الجانب، وأصبحوا أكثر قوة من قنوات رسمية يصرف عليها الملايين إلا أنها لم تستطع أن تجد الحاضنة الجماهيرية المستعدة لتلقي رسائلها، وفي الوقت ذاته نجد مراهقاً لم يتعدى العشرين عاماً يستطيع في لحظة واحدة أن يصل لأكثر من مليون شخص في صفحته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر فيهم ويسرق تفاعلهم.
إذن فلنحاول أيها الأحبة أن نحمل هذه "الدبابيس الفنية" في نفوسنا... نؤمن بها... نقيمها ونقومها بداخلنا... ونمثلها على أرض الواقع بـ "كلمة - فلم قصير - مونتاج" ليصل لكل العالم ويؤثر نحو الإيجاب.
مصطفى الشاخوري
الشعوب العربيه للاسف لا تهتم للقراءه او لهذا الفن لذلك نحن متاخرون في التطور جدا