فجأةً، ارتفعت صرخة مناد ينادي في الأرجاء: «أيها البحرينيون» فإذا بجموع غفيرة من الناس تحتشد في ذلك المكان، وتبعتها وفود تلو وفود... فها هنا مجموعة جاءت مسرعة تركت محطات البترول وهي تحمل (دبيب البلاستيك) وهرعت إلى المكان، ومجموعة أخرى من الشباب - تحديدًا - جاءت وهي ترتدي روب التخرج، وآخرون من مختلف الأعمار جاؤوا وهم يحملون استمارات علاوة الغلاء... و... و...
ورأيت فيما يرى النائم... خيرًا اللهم اجعله خيراً، أن بعض الناس ممن أعرفهم في ذلك الحشد يتشهدون ويقرأون بضع آيات وأدعية، فسألت أحدهم: «بوفلان... ويش صاير... ما الأمر؟»، فقال وشفتاه ترتجفان وعينه مغرورقة بالدموع: «شفيك ما تدري... خلاص بنموت... ما سمعت نافخ الصور قبل قليل!»، لكن آخر قال: «ما عليك منَّه... مو اليوم بنموت... يمكن بكرة أو بعد بكرة... بس اليوم، لا ندري من أين جاء الصوت فجئنا حالنا حالك... المهم، أنت شخبارك وشخبار العيال؟ هل جئت مشيًا على الأقدام أم عندك ما يكفي من البنزين في السيارة؟»، شعرت أن ذلك الرجل يهزأ بي فلم أعره انتباهًا.
وجهت نظري إلى مكان آخر من الجمع وإذا بالصوت مرة أخرى: «أيها البحرينيون... إذا كان بينكم من هو غير بحريني... وخصوصًا إذا كان أشقر الشعر أو أحمره... يعني من الخواجات، فلينصرف اللي أحسن له وقد أعذر من أنذر، وليبقَ البحرينيون فقط»، وفي هذه الأثناء رأينا بعضًا منهم يترك المكان بخفة وخفية، ثم عاد الجميع والعيون والرقاب مشرئبة لمعرفة ماذا يجري.
نسمع الصوت، لكن لا نرى صاحبه الذي قال: «أيها الناس الطيبون... عندي لكم بشارات ستزيح عنكم مخاوف وقلق التفكير في الغد... يعني مستقبلكم ومستقبل عيالكم، فأنا واحد منكم وفيكم... فقيروا حالي حالكم، لكن صدقوني، أنتم أناس تحبون البلد وقيادة البلد وأهل البلد وشيوخ البلد، لذلك، ما عليكم من ارتفاع أسعار البترول أو رفع الدعم عن اللحم أو الكهرباء أو الماء أو أي شيء آخر... صدقوني، أنتم أناس طيبون... بإمكانكم أن تعيشوا مثل أجدادكم الأبطال... تركبون الحمير والبغال، وتعملون في الزراعة والفلاحة، وتركبون البحر لصيد اللؤلؤ... و....
قبل أن يكمل ذلك المجهول كلامه صرخ الناس في وجهه مستنكرين نفاقه وتملقه ومحاولته الضحك على الجمع، وقال أحدهم غاضبًا: «جب... جبك الله في نار جهنم... نعم نحن نحب البلد... ياي بس تقص علينا بهذا الكلام وأنت مستتر (بلا ضمير)، فيما ضميرنا (المستتر) لم يجعلنا يومًا نقصر في حق البلد ومكانتها المقدسة في قلوبنا».
وفي هذه الأثناء، رأينا شخصًا على هيئة شبح يجري هاربًا من المكان، فيما قال أحدهم ويبدو عليه أنه من عليَّة القوم ومن كرام الناس وهو ينظر إلى ذلك الهارب: «أيها البحرينيون... دعكم من ذلك المهرج، فأنتم وأنا وكلنا هنا، نمر بأشد الظروف، ولكن، دعونا نضع يدنا في يد بعض ونحمي البلد من أهل الفساد والسرقة، ونطالب ولاة الأمر بأن يضربوا بيد من حديد على من يعبث بمقدرات الوطن ومكتسباته وبالمال العام، وعلينا جميعًا أن نصرخ في وجه كل أهل الطائفية والتطبيل، وفي وجه الراقصين على جروحنا والمتاجرين زيفًا بحب الوطن، ومن الذين يؤلبون ويحرضون ويشعلون فتيل الفتنة، ويستمتعون بالصدام المذهبي، وينشرون الكراهية بين الناس... يجب أن يتوقف كل هؤلاء، وإلا فالبلد في خطر بسببهم وبسبب جشعهم».
ارتفعت الصرخة مرة أخرى... فأغمي على بعضنا... ربما ستكون للكابوس بقية.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 4879 - الجمعة 15 يناير 2016م الموافق 05 ربيع الثاني 1437هـ
في شي
ابي افهمه أيهما أهم معيشة المواطن الى اصلا يتطلع لزياده الدخل له ولعائلته أو دعم شركة.... وغيرها ممن ياخذون من ميزانية الشعب ادبال مايحتاجه المواطن الحكومه ابتدت بمعيشه المواطن وتركت الشركات إلى تربح بالملايين فهمونه ياناس ياعقلاء
احسنت
هل ينتهي الكابوس؟
كوابيس وبلاوي نعيشها يوميا في قرانا وبيوتنا التي لا أمان بها ننام في الليل ولا نأمن دخول الضيوف الثقيلة علينا وانتزاع فلذات اكبادنا لنرى صورهم في اليوم الآخر وقد لفقت لهم ...
الدنيا جنة الكافر
الدنيا جنة الكافر
كلة من البطانة الفاسدة
و تلاشى الطبقة المتوسطة !
مقال يستحق 100%
أعتقد الرسالة واضحة (نتمنى أن تواصل الكتابة بكل جرأه ) هناك مواضيع قد حان الوقت كشفها في الصحف(موضوع الفساد)(موضوع التجنيس السياسي ) يجب على الأعلاميين أعداد مادة دسمة ويم نشرها عبر حلقات