تمثل مبادرة «عام 2016... عام القراءة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خطوة جديدة في مسيرة الدولة الشقيقة نحو ترسيخ الثقافة والمعرفة والإطلاع على ثقافات العالم في عقول المواطنين والمقيمين بل وكل من يسمع بهذه المبادرة ويحذو حذوها، وهي حلقة ضمن سلسلة من المبادرات والمشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية التي طالما أطلقتها الأمارات لتؤكد لنا أنها لا تركز على العمران المادي والتكنولوجي والاقتصادي فقط؛ لكنها تسعى إلى بناء الإنسان بشكل سليم ليكون أساس أي نهضة يراد لها أن تكون.
مبادرة أطلقتها الإمارات العربية المتحدة التي تدهشنا في كل فترة بمشروع استثنائي جديد يعزز اسمها في المنطقة بل وفي العالم أجمعه في شتى المجالات، من غير أن تنسى المجالات الفكرية والثقافية، فما معارض الكتاب التي تقام على أراضيها، والمهرجانات الثقافية والشعرية والملتقيات الأدبية وصولاً إلى مشاريع النشر والترجمة التي تطلقها الهيئات الحكومية والأهلية إلا قطرة من بحر ما تسعى هذه الدولة للوصول إليه في مجال التنمية البشرية والاقتصادية.
في الإمارات العربية أطلق رئيس الدولة هذا الشعار، ثم ما لبثت كل المؤسسات والهيئات الحكومية والأندية والاتحادات والجمعيات الأهلية أن بادرت في تقديم مشاريعها وأفكارها لتعزيز هذا الشعار، وما اجتماع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الأسبوع الماضي بأهم مئة شخصية إماراتية معنية بعام القراءة فيما سمي بـ «خلوة المائة»؛ وذلك لوضع إطار عام ومناقشة مبادرات وطنية دائمة تعمل على ترسيخ القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الأجيال القادمة، إلا دليل على الاهتمام الرسمي بخلق أجيال واعية مهتمة بالقراءة والثقافة العامة.
نتمنى أن تنعكس هذه المبادرة على حركة النشر والتوزيع في المنطقة، وأن تشمل جميع دولة الإمارات فتتعداها لتصل لدول الخليج في منجزها الفكري والثقافي من خلال ما يتم نشره من إصدارات وترجمات لابد وأن يكون لها نصيب كبير في هذا العام تحت مظلة هذا الشعار، وأن تنتعش الحركة الأدبية والفكرية في المنطقة كلها بعد أن تحوِّل الإمارات العربية المتحدة شعار «عام القراءة» إلى واقع - وهو المتوقع بالفعل - وخصوصاً مع انتخاب الشاعر حبيب الصايغ رئيساً للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب قبل أقل من شهر.
ونرجو أن تحذو دول المنطقة حذو دولة الإمارات وأن يعطوا أولوية للثقافة في ظل انحسار ونضوب كل ما سواها لعلنا نستطيع خلق جيل واعٍ يدرك أهمية القراءة والثقافة ويستطيع خلق سياحة ثقافية تسهم في تعزيز الاقتصاد بعد أن انهار بسبب اعتمادنا على النفط مصدراً رئيساً للاقتصاد، وبعد أن نسينا تنمية الفرد تنمية تؤسسه ليكون أساس أي ازدهار وتقدم مرجوين.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4879 - الجمعة 15 يناير 2016م الموافق 05 ربيع الثاني 1437هـ
شكرا على المقال .. الامارات سباقة فى كل شيء.. بصراحة نحن الشعب العربي لا يقرأ لو كنا نقرأ لما وصل اليه حالنا الى ما نحن عليه من مأسي طائفية ومذهبية.
المواطن اولا
الامارات العربية المتحدة معروفة باهتمامها في المواطنين
تفوق كثيرا بينهم وبين كل من سواهم
تهتم لامرهم ولا يستطيع اي وافد ان يغلط في حقهم
بقية الدول وتحديدا دولتنا تفضل الاجنبي على ابن البلد
فرق بينها وبين غيرها
هناك يستمر الوطن في الشعب وهنا يستثمر في ....