وسأقتدي بالقلبِ
بامرأةٍ تُعيدُ صياغةَ المعنى
وما قد كنتُ...
بالوردِ المُعلَّقِ في الهباءِ... هناكَ
بالتاريخِ يأخُذني على عَجَلٍ
إلى مستقبلٍ سهْلٍ
فأنسى حاضري المرهونَ للنسيانِ والموتى
وتجّارِ الخُرافةِ...
أقتدي بالليل أحياناً
لأكتبَ ما استطعتُ من النهارِ عليه
بالجرحى... لأن قلوبَهم لم تنتبهْ لغيابِها
بالصبرِ: عَلَّمَ آدماً
أن يستريحَ من الغوايةِ لحظةً
هي عُمْر كلِّ الدهرِ
بالصدِّيقِ والذئبِ البريءِ
وإخوةِ المنفى
هتفْت مُكابراً:
لي إخوةٌ في الجُبِّ
لكنّي نجوْتُ بفعْلِ ذئبِ الروحِ فِيَّ...
وربما سأعيدُ ترتيبَ العواطفِ...
ثمّة امرأةٌ تنامُ على يمينِ الصبْرِ
تُسْكِت جوعَها لتكونَ أحْلى...
للذين تأكّدوا أن الغيابَ
يُعيدُهم لطفولةٍ...
لدفاعيَ المنسيِّ عمَّا أستطيعُ، وخنْتُه...
عن سوءِ حال الغيْمِ بعد قيامةٍ
والنَّرجسِ المصلوبِ عند كنيسةِ الفوضى
وملهاةِ النشيدِ...
عن العناصرِ حُرَّة ومضيئة بشعوبها...
عن لوزِ إخوتِنا
وصبّارِ العدوِّ
عن الشمالِ مُؤجّلاً
وعن الجنوبِ يموتُ كي نحيا
وعن ذهَبِ المكانِ ودُرَّةِ الأزمانِ
عن قوْسِ الصعودِ إلى قيامتِنا
وقد حنَّ الغروبُ لسُلَّمِ الدمويِّ
عن طيرٍ غريبٍ ضرَّجتْه الأرضُ بالأفخاخِ
عن خبزِ الشعيرِ مُغمَّساً بالدمعِ
عن جرحِ الندى في الغيبِ
عن دربِ النجاةِ يُعيدُنا قتلى إضافيين
عن نعناعِ لهفتِنا اللذيذِ
عن القوافلِ لا ترى طُرُقاً
سوى الذوبانِ في التسليمِ
عن جُزُر تفيضُ عذوبةً بالدمِّ
عن صحراءَ مُفْرَغةٍ من الصوتِ السماويِّ
الغريبِ على خطاها
عن فتوحاتٍ ترى في السبْي
أوَّل فكْرة التسليمِ للرحمنِ
عن صوتِ المؤذِّنِ هارب من سرِّه
عن نَخْلِ إخوتِنا يموتُ
عن الضَياعِ نصبُّه صبَّاً
وعن ذكرى السفوحِ هناك
إذ تُصْغي لصوتِ النَّاسِ
مسْحُولينَ وقتَ غروبها...
وسأقتدي بالقلبِ أيضاً
كلَّما اتَّضحَ الطريق إلى النَّدَى
وإلهِ هذا الوردِ
عُودٌ فيه حدُّ السيْفِ
حين يشدُّنا وَلَهٌ
على وتَرٍ نكونُ ولا نكونُ...
وأقْتدي بالحزنِ
في الحزن الجماعي انتصارٌ مَّا عليه
كأنه لا يستقيمُ الحزنُ إلا في اشتعال الروح
عُلِّمْنَا بأنَّ مكانةَ الأشياءِ عند نظيرها
يتحالفون عليك
لا تلوي على وجعٍ
تصيرُ حمامةً بيضاء
كانت قبل هذا اليومِ
تمرحُ في فضاءِ اللهِ دون ضغينة
وتطير من بيت الهديلِ...
وأقتدي بالمستقيم من القليلِ...
* من فضاء مجموعة قيد الإصدار «لي إخوةٌ في الجُبِّ»