العدد 4879 - الجمعة 15 يناير 2016م الموافق 05 ربيع الثاني 1437هـ

المصور جعفر الحداد: أحكي حميمية علاقتنا بالمكان في «صور متعددة لمدينة المنامة»

عرض صوره ضمن فعالية ((العش 2015)) بمساحة الرواق

العدلية - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

عن علاقتنا بالمكان، وعن حقيقة كوننا جزءا منه، وكونه جزءا منا، جاء معرض المصور الفوتوغرافي الشاب جعفر الحداد «صور متعددة لمدينة المنامة» Multiple Exposure of Manama. قدم المعرض ضمن فعالية العش 2015 التي نظمتها مساحة الرواق للفنون في الفترة 10 ديسمبر/ كانون الأول 2015 لغاية 9 يناير/ كانون الثاني 2016.

تضمن المعرض أربع صور قدمها الحداد، وهو المصور الطموح دائم التجريب رغم حداثة سنه. استخدم فيها تقنية تصوير تعرف بتقنية Multiple Exposure ، التقنية التي وجدها الحداد الأقدر في إيصال رسالته حول المكان وحميمية العلاقة بيننا وبينه.

فضاءات «الوسط» تحدثت مع الحداد حول معرضه وحول تقنيات وأساليب التصوير المختلفة التي يهوى تجريبها دائماً.

حول تقنية Multiple Exposure، قال الحداد «في هذه التقنية أقوم بإدخال ثلاثة أفلام في الغرفة الحمراء لاستخراج صورة واحدة. استخدمتها بدلا من تقنية Double Exposure هي السائدة لكي أضمن صوري تفاصيل أكثر ولأجعلها قادرة على ايصال رسالة معينة».

ويضيف «في نمط Double Exposure تميل الصور إلى الجمالية اكثر من تحميل رسالة، لكنني طورت هذا الأمر في صوري، لأنني أردت أن أضمنها موضوعا ما، إذ أحدد الأشخاص أولا باستخدام تقنية «دوبل اكسبوشير»، ثم أستخدم «المالتيبل اكسبوشير» لأضمن الصورة تفاصيل أخرى تبني الشخصية وتنقل فكرتي وموضوع معرضي فأنا أؤمن بأن المكان جزء منا ونحن جزء منه».

يعرض الحداد صوره الأربع داخل مساحة الرواق للفنون، ويعرض الصور ذاتها، لكن بحجم أكبر في معرض الشارع التابع لمعرض العش، والمقام في الساحة الواقعة خلف مساحة الرواق في مجمع 338 بالعدلية. قدم الحداد صوره بالأبيض والأسود لأن ذلك كما يشير «يعطي إحساساً أكبر من الملون بالجزئية التي يتناولها المعرض وهي المكان».

ويسترسل الحداد في الحديث حول تلك الصور التي توضح علاقة المكان وساكنيه لأبعاد أكبر من يدركها الإنسان، قائلا «صوري مركبة، تصور شخصيات من داخل المنامة مصورة في أماكن داخل المنامة وكل جزئية من العمل لها رسالة أو قيمة معينة، مثلاً في هذه الصورة، تتداخل صورة المطبعة مع صورة الشخص في اشارة إلى أن عمر الشخص الموجود في الصورة هو بعمر المطبعة، وفي تلك الصورة التي يتداخل فيها وجه الرجل مع صورة البناء، وددت أن أشير إلى أن هذا الرجل شارك في بناء هذا المبنى، وهكذا، كل جزئية في الصورة لها رسالة معينة».

هكذا إذن وكما يشير شرح معرض الحداد الذي وضعته إدارة «الرواق» في استقبال زائري المعرض «فجأة تمسي الأبنية المتراصة واجهة تحكينا، تفصل حياتنا، كل أثر قصة، وكل تشقق رواية، تفاصيل تتجلى على انحرافات البناء، مع مرور الأزمنة... تخلد الحياة مرة أخرى متخللة بين الزوايا المنسية في ضجة الحياة اليومية».

في صورة أخرى يظهر طفل يقف خلفه مبنى يقول الحداد إنه «انتهى في السنة التي ولد فيها الطفل»، وأن «الكتابات الموجودة على الأبواب هي كتابات تشير الى تكلفة خدمة الكهرباء المستحقة على صاحب المنزل والتي لم يتمكن من دفعها، وكتاباتها كانت دعوة للآخرين لمساعدة صاحب المنزل في دفعها، وكان هذا دلالة على الترابط الاجتماعي».

سألت الحداد عن مشروع «الإنسان مقابل الضوء» الذي قدمه أوائل العام 2015 وتناول فيه من خلال صور «عفوية» تناقش علاقة الانسان بالضوء، فقال «في ذلك المشروع استخدمت اسلوب تصوير هو Photography Project وهو اسلوب مختلف تماماً عما هو شائع اليوم من صور مثالية نراها في كل مكان. كانت الفكرة أن أبحث عن علاقة الإنسان بالضوء في شوارع المنامة وأن أوثق من خلالها أفعال الأشخاص اليومية بصور عفوية لا أتدخل فيها في تجهيز الموقع أو ما شابه».

أما سر اهتمامه بموضوع علاقة الضوء بالإنسان، فهو كما أشار «الضوء هو المحرك للحياة وهذه الفكرة كانت تلازمني كثيرا منذ زمن طويل، أردت التعبير عنها فوجدت التصوير واحدا من أفضل قنوات التعبير لتناول هذه الفكرة، كما أنني كنت راغبا في تجربة تناولها عبر تقنية او اسلوب تصوير غير شائع».

من التقنيات الأخرى التي جربها الحداد Double Exposure وMultiple Exposure وتقنية السيلويت، كما استخدم أساليب تصوير متنوعة مثل Photography Project, Documentary Photography, وجرب التصوير الصحافي، وصور البورتريه.

بقي لازما الإشارة إلى أن الحداد قدم مع شقيقه حسين الحداد فيلما قصيراً بعنوان «كيوتايبين». اعتمد الفيلم على قصة قصيرة كتبها الحداد، ثم قام بتحويلها مع شقيقه حسين الى سيناريو فيلم قصير، تولى مسئولية إدارة التصوير فيه.

يشار أيضا إلى أن الحداد هو طالب هندسة معمارية في جامعة البحرين، وهو فنان فوتوغرافي شغف بالشارع والصورة. حاصل على الميدالية الفضية من جائزة شنكار الدولية لفن الأطفال العام 2005، وعلى وسام شرف من الفيدرالية الدولية للتصوير الفوتوغرافي (FIAP) العام 2013 في مسابقة اسبانيا الكبرى وهو دون الثامنة عشرة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً