العدد 4879 - الجمعة 15 يناير 2016م الموافق 05 ربيع الثاني 1437هـ

كتّاب وروائيون: العالم أكثر تعقيداً من أن تغيره رواية

في ندوة ناقشت سحر الحكاية

(من اليمين): بن اوكري، محمد قنديل، جوان باور أثناء الندوة
(من اليمين): بن اوكري، محمد قنديل، جوان باور أثناء الندوة

الشارقة - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

قال الروائي المصري محمد المنسي قنديل إن «العالم أكثر تعقيداً من أن تغيره رواية، وإن الرواية أشبه ما تكون بقطار ينقلنا إلى مكان آخر»، مضيفاً أن الكتّاب يلجأون إلى الخيال «كي ينقذنا من الواقع، في عالمنا العربي المليء بالصراعات الدينية والسياسية والمذهبية»، مستدركاً بأن على الكاتب في النهاية «أن يقدم شهادته على العصر الذي يعيشه» موضحاً «أعتقد أنه يجب أن أجعل كل قصة أو رواية أو كلمة أكتبها، شهادة على العصر المضطرب الذي نعيشه».

جاء هذا في ندوة بعنوان «سحر الحكاية وتنمية الخيال»، أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أقيم في شهرنوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

شارك في الندوة إلى جانب المنسي، كل من الكاتبة الأميركية المتخصصة بقصص لليافعين، التي رشحت لجائزة جريدة النيويورك تايمز لأفضل المبيعات New York Best Sellers ، جوان باور، والشاعر النيجيري بن اوكري الحاصل على جائزة البوكر والذي يكتب مقالات في صحيفتي البيان والخليج.

بداية تحدثت باور عن تجربة الكتابة لليافعين وأهميتها مشيرة إلى أن الكتابة الروائية «تحتاج للكثير من المهارات»، وأن الكتابة لليافعين «تحتاج الكثير من المهارات الخاصة، وهي تحدٍّ كبير، إذ من المهم معرفة كيف يفكراليافعون وكيف يتصرفون وكيف يتعاملون مع الآخرين، وما هي طبيعة حواراتهم في البيت والمدرسة وفي اي مكان، ومختلف تفاصيل حياتهم وعلاقاتهم». وتابعت «نكتب للأطفال اليافعين كي نساعدهم في كيفية القراءة، وكيف يتعاملون مع العالم»، لافتة إلى أن جدتها كانت راوية جيدة، تروي لهم القصص والحكايات العديدة، وهو ما ساعدها في التعامل مع اليافعين وكيفية الكتابة لهم، معتبرة أن الكتابة للأطفال واليافعين رغم كل التحديات تبقى مهمة رائعة. وقالت ان التفكير كيافع يجعلني شابة ويساعدني أن أكتب بأمل ومثالية، وأعتقد أن مفعول هذا أفضل من مفعول أي عملية تجميل.

من جانبه، قال الروائي محمد المنسي قنديل، إن مصر وتاريخها وناسها جزء من تكوينه الأساسي، مشيراً إلى أنه مهتم بالرواية التاريخية، لأن التاريخ كنز لا بد أن ينهل منه الكتاب، لافتاً إلى أنه نشأ في مدينة المحلة وهي مدينة عمالية مضطربة تشهد صراعات حادة بين السلطة والعمال، موضحاً «كانت رائحة الغاز المسيل للدموع وعبق النشادر تملأ جو المحلة دائماً منذ طفولتي، وأعتقد أن هذا أثر عليّ في كتاباتي، ونفث فيها شعلة غضب أتمنى ألا تنطفئ».

وتابع قنديل «نلجأ إلى الخيال كي ينقذنا من الواقع، في عالمنا العربي المليء بالصراعات الدينية والسياسية والمذهبية يبحث الكاتب أحياناً عن مهرب من كل هذه التناقضات ولكنه ملزم في النهاية ان يقدم شهادته على العصر الذي يعيشه واعتقد ان هذا ما يجب ان افعله في كل قصة او رواية او كلمة اكتبها، إذ أجعلها شهادة على العصر المضطرب الذي نعيشه والذي نتمنى ان نفلت منه ولكنه مع الأسف يجرنا وراءه الى مسائل اكثر تعقيداً».

واسترسل قائلا «الخيال مهما شطح بعيداً عن الواقع ففيه جزء من الحقيقة، ويعكس الواقع بمنظور آخر، ويضفي عليه هالة من السحر والجمال».

لكنه أضاف «العالم أكثر تعقيداً من أن تغيره رواية، والرواية أشبه ما تكون بقطار ينقلنا إلى مكان آخر»، مشيراً إلى أن «الكتابة أكبر من الكاتب، وهي تعامل مع علاقات لغوية لا نهاية لها وعالم بالغ الاكتساح ولذلك من الطبيعي ان يتطور الكاتب من كاتب للقصة القصيرة او من الشعر او اي شكل اخر الى الرواية».

وقال «هذا العصر عصر مركب، تتداخل فيه السياسة بالاقتصاد والاجتماع وتتداخل فيه صيحات المعذبين المضطهدين مع طغيان رأس المال والجبروت، ولكي نعبر عن كل هذا نحتاج إلى شكل مركب كالرواية، فهي تتيح لك أن تفعل كل ذلك، أن تتدخل برؤاك الفلسفية وتعبر عن آرائك السياسية وتقف مع الجماعة المضطهدة التي تريد أن تقف معها، وهي سلاح من لا سلاح له، تحاول أن تغير قدر الإمكان وتضيف لتجربة المرء تجارب أخرى، وهي تساعد القارئ على فهم هذا العالم المعقد». ورداً على سؤال حول كيفية ايصال الرواية بعاطفتها إلى القارئ الغريب، قال «الفيصل في الرواية ان تعتمد على الحس الانساني. الاوجاع واحدة او متشابهة. الظلمة واحدة ولذلك ما أن تتحدث عن وجع في مكان ما يصل الى المكان الآخر. عرفنا الديكتاتورية من كتابات ماركيز وحين طبقناها على واقعنا وجدنا الديكتاتوريين يتصرفون بشكل واحد (...) الرواية توحد الوجع الانساني». من جانبه، بدأ الشاعر بن اوكري حديثة بقصيدة عن السرد القصصي الخيالي، وقال «كل ما نستطيع فعله هو أن نسرد قصة، وأفعالنا هي أحلام، خلف عقولنا هناك واقع يتحرك وكانه الظلمة التي سبقت الخلق. ومن دون القصة فإن هويتنا تتضور جوعاً، ومع القصة نحرر أنفسنا من الحماقات التي يرتكبها العنصر البشري، وكل ما نعمله هو قصة».

واشار إلى أن «الرواية هي التي تجمع، لكننا بحاجة إلى قوة الشعر كي نستعد لخوض غمار الرواية» وأنه مهتم بأن يحكي قصصا من العصر الذي نعيشه واعطاءها لمسات تجعلها تتعاطى مع أحلام الناس في الحاضر والمستقبل، مؤكداً «بالقصص نقضي على الغباء».

وتعليقاً على سؤال حول العلاقة الملتبسة بين الأجناس الأدبية وتنقل الكتّاب بين الشعر والقصة القصيرة والرواية، قال «أعتقد انه لا يوجد فصل بين الأجناس الأدبية. القصص القصيرة جدا هي نوع من الشعر والمقالات الجيدة تسرد قصصا، في الواقع لا يمكنك أن تكتب شعرا إن لم يكن لديك أجزاء من قصة. فكل هذه الأجناس في نقطة ما تمتزج مع بعضها وتلامس بعضها وتستعير من بعضها قوة».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً