الوسط - محمد باقر أوال
قالت استشاري طب الأسنان نوال المطوع، إن تعليم العادات الصحية والابتعاد عن المضار، يساعدان الأطفال في المحافظة على الأسنان والفم ويقدمان أسلوب حياة صحياً للأسنان عند الأطفال ليستمر معهم حتى مراحل العمر المتقدمة.
وتحدثت عن العوامل البسيطة والمهمة لصحة الأسنان عند الأطفال، فتقول «إن الاهتمام بصحة الأسنان يبدأ باكراً منذ مرحلة الحمل، أخذ الأم لمضادات حيوية مثل التيترا سايكلين سيسبب تصبغات بنية اللون على أسنانه المستقبلية، كما أن في أشهر الطفل الأولى يتغذى في الأساس على الحليب، وكثير من الأهل يتيحون للطفل النوم مع رضعة الحليب ويسبب ظاهرة تسمى «تسوس الرضعة « وهو تسوس سريع جداً في الأسنان الأمامية».
وأضافت «يجب البدء تنتظيف الأسنان مع ظهور السن الأولى، في بادئ الأمر يتم التنظيف بوضع قليل من معجون الأسنان على إصبع الأم ثم باستعمال فرشاة أسنان ناعمة، كما أن كثيراً من الأهل يستخدمون مياه التحلية المنزلية، مما يحرم الطفل من التعرض «للفلورايد» الموجود في المياه المعدنية الذي يساهم في تطور الأسنان عند الأطفال لتكون قوية ومقاومة للتسوس».
وتابعت أن «عادة مص الإصبع أو استعمال المصاصة «اللهاية» لسن متأخر يؤثر بشكل مباشر على الفك وعلى اتجاه نمو الأسنان عند الأطفال، ويؤدي إلى فك ضيق وغير متطور كفاية أو أسنان غير منتظمة ذات عدة اتجاهات، مما قد يتطلب في الأغلب علاجاً لتقويم الأسنان في مرحلة البلوغ».
وقدمت المطوع نصائح، إذ قالت «ينصح بإجراء أول فحص أسنان في العام الأول. وخلال هذه الزيارة يقوم الطبيب بفحص التطور السليم للأسنان وتقديم المشورة للأهل حول كيفية منع ظهور تسوس الأسنان والتهاب اللثة».
وعن زيارات طبيب الأسنان، قالت «الزيارات المنتظمة لدى طبيب أسنان الأطفال منذ السنة الأولى من شأنها أن تبني علاقة إيجابية بين الطبيب والطفل وتحول اللقاءات القادمة لتجربة إيجابية وممتعة، بعد ذلك من المهم زيارة طبيب الأسنان كل ستة شهور».
منع التسوس
وعن تساؤلاتنا حول هل من الممكن منع تسوس الأسنان؟ فتقول «تسوس الأسنان هو مرض يصيب الأنسجة الصلبة للسن، وظهور النخر والثقوب في الأسنان».
مرض تسوس الأسنان هو مرض تلوثي، أي تسببه البكتيريا الموجودة على سطح السن والتي تحلل الكربوهيدرات والسكريات الموجودة في معظم أنواع الأغذية التي نأكلها وتنتج أحماضاً تسبب ذوبان معادن العاج والمينا وظهور التسوس.
وذكرت أن «مرض تسوس الأسنان هو مرض تسببه البكتيريا بواسطة فرك الأسنان بالفرشاة، ويمكن إزالة البكتيريا العنيفة الملتصقة بأسطح الأسنان «طبقة البكتريا الملتصقة بالسن» وبغياب البكتيريا فإن مرض تسوس الأسنان لا يتطور».
وعن العلاج الوقائي لمنع تسوس الأسنان لدى الأطفال، قالت المطوع «علاج تسوس الأسنان الوقائي الإضافي الذي يقوم به طبيب أسنان الأطفال هو طلاء الأسنان وإحكام الشقوق، وهذا الإجراء بسيط ويجرى في عيادة الأسنان ويهدف إلى منع ظهور تسوس الأسنان الذي يظهر في الثقوب والشقوق في الاضراس».
وأضافت «من المهم جداً تجنب إعطاء قنينة شراب محلى للرضيع أثناء أو قبل النوم. وكل شراب غير الماء يعتبر مشروباً محلى «حتى إذا لم يتم إضافة سكر إلى الحليب، فالحليب في حد ذاته يحتوي على سكر اللاكتوز»، ويفضل جداً التحول إلى الشرب من الكأس في وقت مبكر قدر الإمكان، فكثيراً ما نرى أطفالًا رضع يضطرون للخضوع لعلاجات الأسنان المعقدة نتيجة مرض التسوس».
سقوط أسنان الأطفال
تقول استشاري طب الأسنان نوال المطوع إن «الأسنان اللبنية وأيضاً الأسنان الدائمة قد تتضرر نتيجة للإصابة خاصة في سن مبكرة، إذ يكون الرضيع لايزال لا يتقن بعد المشي والركض. ففي سن البلوغ الأسباب الشائعة للإصابات هي الألعاب الرياضية والتي تسبب للأسنان اللبنية الكسر أو التحرك من مكانها، ويمكن أن تسبب ضرراً بالغاً للأسنان الدائمة في المستقبل والتي تكون موجودة بالفعل في داخل الفك عند وقوع الإصابة وتتطور».
وأضافت «غالباً ما تعتمد نتائج الإصابة على سرعة إعطاء العلاج، على سبيل المثال: إذا خرجت سن دائمة بأكملها من مكانها فالعلاج المقبول هو الزرع الفوري للسن في مكانها، ودرجة النجاح تعتمد اعتماداً مباشراً على طول الفترة الزمنية التي كانت فيها السن خارج الفم. فكلما كانت المدة الزمنية اقصر تزيد فرص النجاح في حالة إصابة الأسنان اللبنية أو الدائمة، فالعلاج المبكر يمكن أن يقلل من الضرر لذلك في حالة إصابة الأسنان فمن المهم الوصول إلى طبيب أسنان الأطفال المتخصص في أقرب وقت ممكن ليحدد ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء علاج على وجه السرعة، أو أنه في هذه الحالة ينبغي إجراء مراقبة فقط».
علاج تسوس الأسنان لدى الأطفال
أما عن العلاج، فتقول المطوع «إن مكافحة تسوس الأسنان لدى الأطفال يتم بواسطة فرك الأسنان بالفرشاة منذ ظهور أول سن، فبعد كل وجبة افطار تفرك أسنان الأطفال والرضع. ومنذ اليوم الاول لظهور السن يجب فرك اسنان الطفل بالفرشاة مرتين في اليوم (الصباح والمساء)، قبل النوم الفرك يتم بواسطة الشاش او فرشاة اسنان ناعمة وكمية صغيرة جداً من المعجون الذي يحتوي على الفلورايد بمستوى يناسب عمر الطفل».
وتابعت «إن استقلال الطفل ومهارات التناسق الحركي تختلف وفقاً لجيل الطفل، ففي السن المبكر على الأهل المساعدة في عملية فرك الأسنان عادة فقط، وفي عمر الست سنوات تقريباً يمكن للطفل أن يفرك اسنانه بشكل مستقل ولكن على الأهل مواصلة تشجيع الطفل ومراقبة عملية الفرك ووتيرتها بذلك يمكن تعليم الطفل عادات تنظيف الأسنان الصحيحة على المدى الطويل».
وأردفت «يساعد الفلورايد في الوقاية وعلاج تسوس الأسنان لدى الأطفال، فالفلورايد ينتمي إلى فئة المعادن الصغيرة الضرورية لصحة الأسنان، واستخدامه باشكاله المختلفة يعتبر العامل الاهم للوقاية من تسوس الأسنان وهو الذي تسبب في الانخفاض الكبير في هذا المرض في السنوات الأخيرة في جميع انحاء العالم».
وتابعت «الفلورايد يحسن قدرة الأسنان على تحمل الاحماض والتأثير الايجابي للفلورايد على تقليل التسوس تم على مستويين، على المستوى الجهازي، ويكون بإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، وعلى المستوى المحلي يكون بإضافة الفلورايد للمستحضرات المختلفة، مثل معجون الأسنان وغسول الفم... الخ)».
واختتمت المطوع «من المهم معرفة الاستخدام الصحيح للمستحضرات التي تحتوي على الفلورايد ويوصى باستشارة طبيب الأسنان المتخصص بالأطفال حول كيفية إعطاء جرعة الفلورايد وبالطريقة الفعالة والأنسب لكل طفل».