الاقتصاد البحريني يخطو إلى أين؟
نقرأ الكثير في الصحافة المحلية عن مشاريع قامت بها الاستثمارات الخارجية في مملكة البحرين، ومما يرد في التصريحات بشأن هذا الموضوع، هو أن قيام هذه المشاريع يساهم في تنويع مصادر الدخل، وطبعا الشعب البحريني بكامله يتمنى أن تساهم هذه المشاريع في زيادة الدخل العام للدولة، وزيادة مساهماتها في الاقتصاد المحلي، ولاشك ولا ريب أن هذه المشاريع تساهم في تنويع مصادر الدخل للشركات والمؤسسات الخاصة المحلية عن طريق الاشتراكات أو الوكالات أو الكفالات...الخ
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية مساهمة أي مشروع من هذه المشاريع بصورة مباشرة في تنويع مصادر دخل الدولة بعد غياب نظام ضريبي يفرض الضرائب على الأرباح الصافية لهذه المشروعات؟ معظم دول العالم التي تتبع سياسة الاقتصاد الضريبي، تشجع الاستثمارات الخارجية في بلدانها بهدف الحصول على أموال تنمي، وتنعش الاقتصاد الوطني ككل، والدخل العام بشكل خاص. فهل من شارح لنا عن كيفية مساهمة هذه الاستثمارت الخارجية في زيادة الدخل العام عندنا بصورة مباشرة؟
وحتى موضوع تشغيل العمالة المحلية في البحرين فيه تساؤل بشأن العدد الكبير للعمالة الوافدة في البحرين حيث يصل عددهم الى 470,000 عامل بينما عدد العمالة المحلية يصل الى ما يقارب 128000، والتساؤل المطروح منذ الستينات، وخاصة من القطاع الخاص الذي ذريعته تتلخص في أن مخرجات التعليم لا تتناسب مع الكفاءات المطلوبة للعمل لديه أي بمعنى آخر أن مصنع التعليم في البحرين ينتج بضاعة غير قابلة للتسويق في سوق العمل البحريني. ولو كان مستوى أجر العامل البحريني يكفيه حالته المعيشية، من مسكن ومأكل، وملبس لما اضطرت الدولة إلى استحداث نظام الدعم الحكومي للسلع الرئيسية، ولكان دخلها العام يغطي مصاريفها المختلفة. اذن النظام الاقتصادى بحاجة الى مراجعة دقيقة وجادة من قبل كفاءات اقتصادية ومالية محلية وخارجية لصياغة نظام اقتصادي يجعل مملكة البحرين في منأى عن أخطار انخفاض أسعار النفط.
عبدالعزيز علي حسين
هل تعلمون أن مرض السكري داءٌ يمكن التحكم في مضاعفاته ليكون مرضًا صديقًا للإنسان؟
قالت الممرضة أمل تلك الكلمات أثناء قيامها بتقديم ندوة تثقيفية عن كيفية الوقاية من مضاعفات مرض السكري بعنوان «ثقافة أكبر لغدٍ أفضل»، في أحد صفوف المدرسة الإعدادية في المنطقة، وقد فوجئت الفتيات بتلك المعلومة، فقد كانت لهم زميلتان مصابتان بالسكري، وكانتا تمتنعان عن المشاركة بفاعلية في الحصص الدراسية لعدة أسباب: كانت الأولى (سارة) مصابة بتشوش في الرؤية مما يجعلها غير قادرة على العطاء والمشاركة الفعالة، والأخرى (فاطمة) تعاني من ازدياد في الوزن ولديها عدة جروح لم تلتئم في رجلها اليمنى ما يجعلها في مزاج غير مستقر؛ فتُؤثر الجلوس في هدوء والاستماع لما يدور في الحصة في أغلب الأحيان.
رفعت فاطمة يدها لتسأل أمل: وكيف يمكننا ذلك؟
ابتسمت الممرضة أمل وقالت: هذا هو السؤال الأفضل شكرًا لكِ فاطمة.
ثم تابعت: لا تخلو الآلات والمكائن التي نستخدمها حولنا من العلل، فكثيرًا ما تطرأ مشكلة ما في إحداها فنسرع لعمل الصيانة اللازمة لها لتعود فتعمل كما كانت، وكذلك هو جسم الإنسان، يحتاج إلى عناية ومتابعة لكي يستطيع العمل بكفاءة، حتى مع عدم خلوه من الأمراض، فنحن الآن جميعًا بحاجة إلى إعادة تنظيم لأساليب حياتنا، دعونا نتحدث أكثر عن الوقاية من مضاعفات مرض السكري تحديدًا، هل تعلمون أن تجنب الأغذية المالحة يساعد على ضبط ضغط الدم فالوقاية من مضاعفات السكري!
وكذلك الأطعمة التي تحوي نسبة عالية من الدهون المحولة كالتي نتناولها كل يوم وفي كل مكان كأكياس البطاطس التي نحضرها للمدرسة، إن أردنا حماية أجسادنا من تلك المضاعفات علينا استبدال أكياس البطاطس بوجبات صحية كالفواكه والخضراوات التي تمد الجسم بالفيتامينات اللازمة، وتحافظ على صحة الجسم والعقل.
ترفع سارة يدها فتقول: سمعت بأن ممارسة الرياضة أيضًا تقلل من المضاعفات، هل هناك مدة معينة مثلاً في اليوم لممارسة الرياضة؟
أمل: ذلك يعتمد على قابلية الجسم، فلا يمكن أن نبدأ بساعة يومية نمارس فيها الرياضة فجأة دون لياقة سابقة، وللرياضة أصولها؛ مما يعني أن نبدأ بوقت قليل ومن ثم نتدرج في زيادة المدة، والمدة الأنسب هي 30 دقيقة يوميًا للمصابين، فقد أظهرت الدراسات أن ممارسة نشاط جسدي معتدل مدة 30 دقيقة فقط، بالإضافة إلى تخفيض الوزن بنسبة 5 إلى 10 في المئة كفيل بخفض نسبة الإصابة بالمرض نفسه إلى النصف على الأقل!
قبل أن نختم حوارنا الجميل يجب أن تعرفن بأن المواظبة على تناول الدواء اللازم هو نصف العلاج والنصف الآخر بأيديكن، تستطعن زيادة حدة مضاعفات المرض باللامبالاة واليأس، ولكنكن تستطعن أيضًا أن تكن مثالاً يحتذى به في قصص النجاح لمن استطاع وقاية نفسه من مضاعفات الداء بعزيمة وإصرار، فأي الطريقين سوف تخترن عزيزاتي؟
سوسن يوسف
بعيدا عن الأصوات الزائرة لك من شتى الأماكن ومختلف الاتجاهات، بعيدا عن هذا العالم المحيط بك توقف الآن واكتس برداء الوعي الشديد الدقيق وأنت تجلس على ناصية الطريق في أية لحظة من اللحظات ناد قلبك، لكن بدون كلمات أو مقالات، اشعر به حالا ومقاما لتتأكد من وجوده وحضوره، وحتى وإن دام لحظات معدودات، هي كفيلة بأن تمنحك لمحات حقيقيات، إنه هو شعور الصمت الخالي من صدى الكتابات.
هي تلك اللحظات التي تعود فيها إلى بيتك العتيق، إلى لب كيانك العتيد فتقف فيه خلف الزمان متجاوزَا المكان، ستحيي عندها حالا وجوديا لا يشبهه شكل من الأشكال ولا يقارن بغيره من الأحوال. فلا تيأس أن لحظة تشعر حضورك وفي لحظة أخرى تبحر أفكارك بك بعيدًا عن شواطئ الأمان. وإن هي هجرتك عن أرضك أو غربتك عن نفسك على مدار الأوقات والساعات، فلا تشعر بالحزن ولا بخيبة الأمل، هكذا هي الأمور تجري في أرض النسيان؛ لأنها عادة انغمست من انعكاسات الزمان.
إن لمحت لمحة واحدة من بين تلك اللمحات، لمحات حضورك وحضرتك، فقد اقتربت ووصلت؛ لأن من هو الذي اهتدى إلى باب أولى اللمحات ليس بعسير عليه أن يهتدي إلى ممرها ثم إلى مقرها.
علي العرادي
لقد برزت ملامح التقشف بنسخته البحرينية الجديدة هدية لنا بقدوم عام جديد في بلادي، وكان من أبرز مناخه، ربيعه المعتدل الذي أسكت المكيف وأصم المراوح اللذين كانا ينهشان من محفظة والدي عبر فاتورتهما الشهرية كنهش الأسد من جسد الغزال، فلم أعد أرى لون فاتورتنا باللون الأخضر كعادة والدي الدفع أولاً بأول، في حين أن فواتير الفنادق والمطاعم المشهورة قد صفرت فواتيرهما منذ سنة «الطبعة»حتى غدت أغلب الفواتير باللون الزهري المعتادة والتي أراها عند ساعي البريد وهو يوزعها على أبواب بيوت جيراننا، ما يدعو للقلق أننا لن نراها باللون الأخضر، اللون الأخضر مستمد لونه من الخضراوات المحلية كالبقل والرويد والنعناع والبقدونس والتابل والكوسة والبربير والبطيخ والتي استعادت قوتها من جديد في سوق الخضار المحلية لتكون للأسر البحرينية وجبة رئيسية وافية لهم في كل يوم كما كان من قبل بعد أن طغى البحر عليهم، ومنع الأسماك وتجبر الزمن عليهم فأفقرهم، وإن سألتني عن أكياس النفايات السوداء المتكدسة على الطرقات، فهي تستغيث من غضب القطط عليها لخلوها من عظام السمك فتجرّها جرّاً من مكان إلى آخر!
مهدي خليل
العدد 4878 - الخميس 14 يناير 2016م الموافق 04 ربيع الثاني 1437هـ