أثار رسم كاريكاتوري نشرته مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة عاصفة من الغضب على الانترنت، حيث يتصور مستقبلاً خيالياً لطفل سوري غريق بأنه كان سيصبح متحرشاً بالنساء في ألمانيا- لو ظل على قيد الحياة.
وفي الصفحة التي حملت عنوان "المهاجرون"، رسم رجل برأس شبيه بالخنزير يعدو وراء امرأة ليتحرش بها. بينما ظهر في دائرة أعلى الصفحة رسم على هيئة الصورة التي نشرت للطفل السوري المهاجر إيلان كردي الذي ألقت الأمواج بجثته على شاطئ في تركيا وأصبح رمزاً لمأساة اللاجئين.
وكتب بجانب الدائرة وأعلى رسم الرجل المتحرش تعليق باللغة الفرنسية يعني: "ماذا كان سيصبح إيلان كردي لو كبر؟". وكتب تحت رسم الرجل في أسفل الصفحة "متحرش بالنساء في ألمانيا" وكأنها إجابة على السؤال.
وأشار الرسم الكاريكاتوري لأحداث عشية العام الجديد في ولاية كولونيا بألمانيا عندما تقدمت عدة سيدات وفتيات بشكاوى من تحرش واعتداء جنسي من جانب مهاجرين معظمهم من شمال إفريقيا.
وتدفقت ردود الفعل عبر "تويتر" ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى على الانترنت بمجرد انتشار الرسم. وجاء في إحدى التغريدات من مستخدم باسم "نوت كريس تايلور" انتقادا للرسم: "تذكرنا شارلي إبدو بأنه من الجيد أن تكون عنصرياً إذا قلت إن الأمر مجرد سخرية وناديت بحرية التعبير".
بينما غردت مستخدمة باسم "ماين إيسيري" وأظهرت بياناتها أنها في تركيا قائلة "آمل في أن تقع حرب في بلادكم يوماً وتضطرون لمغادرة دياركم (أيها) العنصريين شارلي إبدو".
ولكن آخرين دافعوا عن الرسم. حيث كتب شخص باسم "ألكس رويل" وأظهرت بياناته أنه في لبنان: "تقصدون إخباري بأن بعضهم استغل انتقاد شارلي إبدو للعنصرية الفرنسية كتأكيد للعنصرية الفرنسية؟ مجدداً؟".
وكتب مستخدم آخر باسم "كلاس فاينمان"، والذي أظهرت بياناته أنه مراسل لصحيفة "بيلد" الألمانية: "الكاريكاتور يؤلم. ولكنه يضع مرآة في وجوه هؤلاء لتقول إن ما حدث في كولونيا هو نتيجة لأزمة اللاجئين".
كان الطفل إيلان (3 أعوام) قد غرق وشقيقه غالب (5 أعوام) ووالدتهما ريحان عندما انقلب قارب كانو على متنها بين المهاجرين قبالة تركيا في سبتمبر/ أيلول الماضي.