يتواجه المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأميركية اليوم الخميس (14 يناير / كانون الثاني 2016) في مناظرة تلفزيونية تجري قبل 18 يوماً من بدء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب بعدما وجهت مسئولة في الحزب انتقاداً لاذعاً لدونالد ترامب الذي يتقدم بقية المرشحين في استطلاعات الرأي.
ويشارك في هذه المناظرة السادسة والتي تجري في كارولاينا الجنوبية سبعة مرشحين يعتبرون الأوفر حظاً للفوز بتسمية الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي، ويركز ستة منهم على كيفية مهاجمة ترامب الذي يعتبرونه دخيلاً على الحزب.
وجاء اختيار الجمهوريين لابنة مهاجرين هنود لإلقاء خطاب رد الحزب التقليدي على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن حال الاتحاد الثلثاء وتنديدها بالخطاب المناهض للأجانب ليؤكد أن المستهدف هو دونالد ترامب.
فقد خرق قادة الحزب الجمهوري هذا الأسبوع الحياد النسبي الذي كانوا يلزمونه مع اختيارهم نيكي هايلي، أصغر حاكمة ولاية في البلاد (43 عاما عن كارولاينا الجنوبية) لإلقاء الخطاب. ونيكي هايلي هي إحدى المسئولين القلة في الحزب الجمهوري من غير البيض، وخطابها يلزم الحزب.
وقالت "البعض يظنون انه يكفي أن يكون الشخص الأكثر صخباً من أجل تغيير الأمور"، مضيفة "في معظم الأحيان، أفضل شيء يجب القيام به هو خفض الصوت. وحين يكون الصوت خافتاً، يمكن الاستماع لما يقوله الآخر. وهذا الأمر يمكن أن يغير كل شيء".
ولتبديد أي لبس، أكدت أمس (الأربعاء) أنها تتحدث فعلاً عن رجل الأعمال البالغ من العمر 69 عاماً. وقالت لشبكة "اي بي سي": "لقد ساهم ترامب بقوة في إنتاج ما اعتبره خطابا غير مسئول". قد يبدو من المفارقات أن ينتقد الحزب الرجل الذي يهيمن من دون منازع على السباق منذ ستة أشهر، ونال نحو 35 في المئة من نوايا الأصوات. ويمكن على رغم كل شيء أن يفوز ترامب بتسمية الحزب الجمهوري.
فقد راهن على تركيز النقاش على ملف الهجرة غير الشرعية. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوسطن، ديفيد هوبكينز إن نجاحه لا يرتكز سوى على شخصيته. ويضيف لوكالة "فرانس برس": "ترامب يتحدث بالعمق ولديه أفكار، قد لا تكون بشكل محترف، وهو لا يقدم فعلياً حلولاً مفصلة لكنه وضع بعض التساؤلات والقلق في صلب عملية ترشيحه".
لكن الحزب الجمهوري وفي الجوهر لا يعتبر بعيداً جداً عن مواقف ترامب لاسيما تلك المتعلقة برفض لاجئين سوريين أو طرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين الموجودين في الولايات المتحدة.
والسبب الفعلي لرفض مسئولي الحزب الجمهوري لدونالد ترامب يفسر بانتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني. فهم يعتبرون أن ترامب ليس أفضل مرشح لرص صفوف اليمين والوسط في الانتخابات في مواجهة هيلاري كلينتون الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي. ويخشون أيضا حصول الأمر نفسه بالنسبة للانتخابات التشريعية التي ستجري في اليوم نفسه تزامناً مع الانتخابات الرئاسية وعلى نفس بطاقة الاقتراع. ويقوم الناخبون عادة باختيار كل المرشحين الجمهوريين المدرجين على بطاقة الاقتراع في حال كان اسم المرشح للانتخابات الرئاسية في أعلى البطاقة يروق لهم.
والغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ هشة. وستكون رهناً بما يحصل عليه الجمهوريون في الولايات المعتدلة سياسياً والتي ستكون حاسمة أيضاً بالنسبة للانتخابات الرئاسية: نيوهامبشر وبنسلفانيا واوهايو وويسكونسن ونيفادا وكولورادو وفلوريدا والولايات المترددة بين الحزبين.
وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل في ديسمبر/ كانون الأول "سيكون من الأسهل بالنسبة إلينا أن نحتفظ بالغالبية في الكونغرس المقبل إذا كان لدينا مرشح يحقق نتائج جيدة في الولايات المترددة". وكان يشير إلى جمهوري معتدل ومن المفضل أن يكون من الوسط-اليمين.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن قادة الحزب بحثوا سرياً في ديسمبر سيناريو فرضي يقوم على أساس تعرقل مؤتمر تنصيب المرشح في كيلفلاند في ولاية أوهايو في يوليو/ تموز بشكل يخولهم أن يحاولوا فرض مرشح بديل لدونالد ترامب.
وسياسياً فان انتقادات المؤسسة الحزبية لدونالد ترامب تساهم في تعزيز صورته كمرشح مناهض للنظام القائم. ورد الأربعاء على شبكة "سي ان ان"، "إنهم يقومون بما يجب القيام به". اما بالنسبة لنيكي هايلي فقال ترامب "أنا أكن لها المودة، لكنها كانت تأتي لتطلب مني المال لحملتها في الكثير من الأحيان".
ويشارك في المناظرة مساء اليوم السناتور المحافظ تيد كروز الذي يعتبر أبرز منافس لترامب، والسناتور ماركو روبيو وجراح الأعصاب الطبيب المتقاعد بن كارسون وحاكم نيوجيرزي كريس كريستي وحاكم فلوريدا السابق جيب بوش وحاكم أوهايو جون كاسيتش.
وفي الأول من فبراير/ شباط سيكون سكان ولاية أيوا أول أميركيين يدلون بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
هذي لعبته
الاعلام والمناضرات والكلام لعبة ترامب اسلوبه يحبه الامريكيين وراح يكون المسيطر اكيد في هالمناضره