أناب ملك البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، لحضور الحفل السابع الذي أقيم صباح أمس الأربعاء (13 يناير/ كانون الثاني 2016) بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بباريس، لتسليم جائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث حضر سموه الحفل بمشاركة المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، و Getachew Engida نائب المديرة العامة لليونسكو، و Qian Tang مساعد المديرة العامة للتربية، ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، ودوروثي رئيسة لجنة التحكيم وأعضاء اللجنة، وكبار المسئولين بالمنظمة، وأعضاء وفد مملكة البحرين، وجمع غفير من الإعلاميين، وعدد من طلبة مملكة البحرين الدارسين في الجامعات الفرنسية.
المديرة العامة لليونسكو تشيد بمبادرة جلالة الملك
بدأ الحفل بكلمة اليونسكو التي ألقتها المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، والتي أشادت بمبادرة جلالة الملك بإطلاق هذه الجائزة الدولية الهامة التي تندرج ضمن أهداف منظمة اليونسكو، وكان لها منذ إطلاقها كبير الأثر في تشجيع المبادرات الدولية المبدعة في مجال استخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات في التعليم، مؤكدة بأن الموافقة على التجديد للجائزة لمدة 6 سنوات جديدة تأتي تأكيداً لما تحظى به من تقدير واحترام، وقناعة بدورها المميز في مجال اختصاصها، مثمنةً تعاون مملكة البحرين مع المنظمة في المجالات المختلفة.
وأضافت: إن هذه الجائزة قد أسهمت بشكل واضح وكبير في كل ما ينفع التعليم، طلاباً ومعلمين، بما يسهم في تطوير التعليم.
وختمت كلمتها بتهنئة الفائزين بالجائزة، مؤكدةً بأن استراتيجية اليونسكو الجديدة 2030 والتي أقرها المؤتمر العام مؤخراً تركز على جودة التعليم، مشيرةً إلى إسهام الجائزة في خدمة أهداف اليونسكو، ومجددةً الشكر والتقدير لجلالة ملك مملكة البحرين على مبادرته الكريمة.
كلمة مملكة البحرين
ثم ألقى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة كلمة نقل من خلالها تحيات وتمنيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للحضور، وشكر وتقدير جلالته للمديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، ومعاونيها والعاملين معها على قرار التجديد للجائزة لفترة ست سنوات أخرى، تأكيداً لأهميتها باعتبارها قيمة مضافة لجهود اليونسكو الرامية لتطوير التعليم والارتقاء به، وجعله في متناول الجميع في مختلف مناطق العالم.
وقال سموه أن إطلاق الجائزة منذ العام 2006 بالتعاون بين مملكة البحرين ومنظمة اليونسكو وبرعاية جلالة الملك المفدى، يؤكد مدى اهتمام جلالته بالتعليم، وتشجيعه له باعتباره مصدر المعرفة والإبداع والابتكار، والمحرك الرئيسي للتنمية وبناء الحضارات.
وأكد سموه أن الاهتمام بالتعليم قد مكن مملكة البحرين من احتلال مراكز متقدمة في مجالات التنمية البشرية، والاقتراب من تحقيق أهداف التعليم للجميع في ظل ما توفره المملكة من فرص تعليمية متكافئة ومتساوية للجنسين، إضافة إلى بلوغ نسبة الاستيعاب الكاملة في التعليم الابتدائي 100 في المئة، محققة بذلك هدفاً من أهداف الألفية للتنمية وأهداف التعليم للجميع قبل الفترة الزمنية المستهدفة من منظمة اليونسكو.
وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين تنفذ العديد من المشاريع الهادفة إلى دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، منها مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل والمكتبة الرقمية ومشروع التمكين الرقمي، إضافة إلى المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، الذي تم إنشاؤه في مملكة البحرين في العام 2012 من خلال التعاون مع منظمة اليونسكو، والذي قام إلى حد الآن بتدريب أكثر من 8 آلاف من المتخصصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال من دول مجلس التعاون الخليجي، تحقيقاً لأهدافه في تطوير القدرات الوطنية والإقليمية في هذا المجال.
وفي إشارة إلى التحديات التي تواجه التعليم والتطوير، قال سموه إن كيفية تحول الكم الهائل من المعلومات التي توفرها مخترعات العصر والتكنولوجيا إلى المعرفة المطلوبة والمنفعة، إضافة إلى تأهيل المهارات اللازمة للتعامل من هذه المعلومات، من حيث تصنيفها وتقييمها يعد من أبرز التحديات التي تواجه التعليم، مشيراً إلى ما يحتاجه سوق العمل اليوم من التعليم الذي يمكّن من القدرة على توظيف المعرفة النظرية والتحليلية في التعامل مع علوم العصر وتقنياته.
وفي تهنئة سموه للفائزين بالجائزة، وهما وزارة التربية في سنغافورة عن مشروعها (فيزياء المصادر المفتوحة) (Open Source Physics)، والبرنامج الوطني للمعلوماتية التربوية (National Program of Educational Informatics Foundation)، المقدم من مؤسسة عمر دنجو « من كوستاريكا، قال سموه إن المشروعين الفائزين يأتيان من بين 112 مشروعاً من 58 دولة وعدد من منظمات المجتمع المدني، بزيادة تفوق ضعف المشاريع المقدمة في السنوات الماضية، الأمر الذي يدل على أهمية الجائزة ودورها في خدمة الإبداع والابتكار في مجال التعليم.
وفي ختام الكلمة، أكد سموه أن التعليم هو أساس بناء الإنسان وتقدمه والارتقاء بنوعية حياته، مجدداً الشكر والتقدير للمديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، ولجنة تحكيم الجائزة، مؤكداً إيمان مملكة البحرين بالقيم والمبادئ التي تعمل المنظمة من خلالها لنشر المعرفة وقيم التعاون والمحبة والسلام.
الفائزان يشيدان
بمبادرة جلالة الملك
وبهذه المناسبة أشاد الفائزان بمبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك، من خلال هذه الجائزة التي تساهم في تحقيق أهداف اليونسكو في مجال تعميم التعليم الإلكتروني وتسهيل وصوله إلى أكبر عدد ممكن من البشر، وخاصة أن هذا النوع من التعليم بإمكانه أن يساهم في إيصال الخدمة التعليمية إلى جميع البشر في شتى مناطق العالم، بما في ذلك المناطق النائية التي ليس بها مدارس. ثم قام المكرمون بتقديم عرض موجز حول مشروعاتهم التي استحقت الجائزة.
عرض فيلم قصير
بعدها تم عرض فيلم قصير من إنتاج وزارة التربية والتعليم، حول إنجازات مملكة البحرين التعليمية، وبوجه خاص ما يتعلق بالتمكين الرقمي ودمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم النظامي.
معرض تقيمه «التربية»
وعلى هامش هذا الاحتفال، قام سمو نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب نائب راعي الحفل برفقة نائب المديرة العامة للمنظمة بافتتاح المعرض الذي نظَّمته وزارة التربية والتعليم، والذي تضمَّن صوراً تعبر عن أهم المشاريع التطويرية التي تنفذها الوزارة في مجالات التعليم والتعليم العالي، وخصوصاً ما يتعلق بالتعليم الإلكتروني والتمكين الرقمي، إضافةً إلى معرض للفنون التشكيلية تضمن 34 لوحة فائزة في معرض فن الطفل للعام 2015، ومن ضمنها لوحات للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومعرض للكتب والمطبوعات المرتبطة بالنهضة التعليمية لمملكة البحرين وإنجازاتها في مختلف المجالات.
العدد 4877 - الأربعاء 13 يناير 2016م الموافق 03 ربيع الثاني 1437هـ