قتل انتحاري 15 شخصاً أمام مركز لمكافحة شلل الأطفال في جنوب غرب باكستان صباح أمس الأربعاء (13 يناير/ كانون الثاني 2016)، مستهدفاً حملة تلقيح بدأت للتو في واحدة من آخر دول العالم التي ينتشر فيها المرض.
ومعظم الضحايا من رجال الشرطة. وقال صحافي من وكالة «فرانس برس» في المكان إن قطعاً من البزات العسكرية وقبعات وأحذية تبعثرت في مكان الاعتداء في كويتا، المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب غرب باكستان، بينما كان محققون يجمعون أشياءً وأشلاءً بشرية في أكياس بلاستيكية.
وكان الشرطيون يتجمعون أمام المركز لمرافقة العاملين في حملة تلقيح ضد شلل الأطفال في يومها الثالث في بلوشستان، الولاية التي تشهد اضطرابات وعاصمتها كويتا.
وقال ضابط في الشرطة المحلية لوكالة «فرانس برس»: «قتل 15 شخصاً هم 12 شرطياً وأحد أفراد القوات التابعة لوزارة الداخلية ومدنيان». وأضاف أن عشرة أشخاص على الأقل جرحوا بينهم تسعة شرطيين ومدني. وأكد طبيب في مستشفى سانديمان في كويتا حصيلة الضحايا.
وقال وزير الشئون الداخلية في ولاية بلوشستان، سرفراز بوغتي «يمكنني أن اؤكد أنه هجوم انتحاري»، مشيراً إلى سقوط سبعة جرحى بينهم سبعة في حالة الخطر.
وأصيب في التفجير شابير أحمد، الشرطي البالغ من العمر 32 عاماً وأرسل إلى كويتا لضمان أمن العاملين في حملة التلقيح، وكان ينتظر أمام المركز انطلاق طواقم مكافحة شلل الأطفال التي كان يفترض أن تتوجه إلى مناطق عدة عند الساعة العاشرة (5,00 ت غ).
وروى من على سريره في المستشفى «وقع انفجار هائل وسقطت أرضاً (...) سمعت أشخاصاً يصرخون وصفارات سيارات الإسعاف».
وأضاف الشرطي الذي أصيب بشظايا قذائف في بطنه وساقيه «حاولت العثور على زملائي لكنهم كانوا موزعين في كل مكان بعضهم قتلوا وآخرون يستغيثون».
وتنشط جماعات إسلامية متطرفة ضد حملات التلقيح وتنشر شائعات تفيد أن اللقاحات تحوي مواد أخذت من الخنزير وتؤدي إلى العقم لدى المسلمين.
كما تتهم فرق التلقيح باستمرار بأنها تتجسس لحساب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) خصوصاً منذ أن نظمت هذه الوكالة الأميركية حملة كاذبة في محاولة للتأكد من وجود أسامة بن لادن في أبوت آباد حيث رصدته وقتلته قوات خاصة أميركية في مايو/ أيار 2011.
وتعرضت طواقم العاملين في حملات التلقيح لهجمات تزايدت منذ 2012 وأسفرت عن سقوط حوالى مئة قتيل بمن فيهم ضحايا الأربعاء في كويتا، خصوصاً في شمال شرق البلاد وكراتشي، البؤرة الأخرى للمرض.
على صعيد آخر، وفي استهداف لمصالح باكستانية في أفغانستان، قام انتحاري صباح الأربعاء بتفجير نفسه قرب القنصلية الباكستانية في مدينة جلال آباد في شرق البلاد. ثم تحصن شركاء له في نزل مجاور وتبادلوا النيران مع الشرطة والجيش على مدى أكثر من أربع ساعات.
وتسببت العملية بمقتل سبعة عناصر من قوات الأمن وثلاثة مهاجمين بينهم الانتحاري.
العدد 4877 - الأربعاء 13 يناير 2016م الموافق 03 ربيع الثاني 1437هـ