يشهد حي الوعر، وهو آخر نقطة كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حمص في وسط سورية، بدء تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق بين النظام والفصائل المقاتلة، ينص على وقف لإطلاق النار وفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ أكثر من سنتين.
وتتضمن المرحلة الثانية، بحسب ما ذكر محافظ حمص طلال البرازي لوكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء (13 يناير/ كانون الثاني 2016)، تسهيل حركة سكان الحي وبدء تسليم المقاتلين لسلاحهم.
وقال المحافظ "بدأ تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق الوعر منذ أربعة أيام وستستمر حتى بداية شهر فبراير/ شباط المقبل"، موضحاً أنها ستتضمن بالدرجة الأولى "السماح لأهالي الوعر المقيمين في الحي أو المهجرين بالدخول والخروج" وذلك بعد "استحداث معبر ثانٍ إضافي إلى الحي".
وتوصلت قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في حي الوعر إلى اتفاق بإشراف الأمم المتحدة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، وشملت المرحلة الأولى منه وقف إطلاق النار وخروج أكثر من 700 شخص بينهم 300 مسلح في التاسع من الشهر ذاته وإدخال مساعدات إلى الحي.
وبحسب البرازي، تتضمن المرحلة الثانية "تسوية أوضاع المسلحين" الراغبين بتسليم سلاحهم، مقدراً وجود نحو ألف منهم داخل الحي. وقال "من يرغب بتسوية أوضاعه عليه أن يتقدم بمعلومات إلى الجهات المعنية لمعالجة أموره"، مضيفاً "سيبدأ خلال هذه المرحلة تجميع وتسليم قرابة خمسين في المئة من السلاح المتوسط والثقيل كالرشاشات والهاون".
ودخلت أمس (الثلثاء)، وفق البرازي، قافلة مواد غذائية تابعة للأمم المتحدة إلى الحي. ووصف البرازي المرحلة الثانية بمرحلة "تعزيز الثقة"، مضيفاً "في حال تم انجازها من دون عقبات سيتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غضون ثلاثة أسابيع".
وتتضمن المرحلة الأخيرة من الاتفاق "خروج من لا يمكن تسوية أوضاعه" من الحي، وفق ما أعلن البرازي في وقت سابق. وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث مدة تصل إلى شهرين، بحسب السلطات. ويفترض أن يسمح برفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو الفصائل في المدينة التي أطلق عليها سابقا "عاصمة الثورة" على إثر اندلاع الاحتجاجات ضد النظام العام 2011.