تبدأ بفيلم Miss Granny
انطلاق "ليالي الأفلام الكورية" في سينما السيف، مساء اليوم
الوسط – منصورة عبدالأمير
تنطلق مساء اليوم في سينما السيف (2) أولى عروض الأفلام الكورية التي تنظمها السفارة الكورية سنوياً، والتي تقام هذا العام تحت عنوان "ليالي السينما الكورية في العام الجديد". وسوف يتم خلال هذه الفعالية عرض ثلاثة من أحدث الأفلام الكورية وذلك على مدى ثلاثة أسابيع، وذلك بواقع أسبوع واحد في كل فيلم. تقام أولى العروض مساء اليوم (13 يناير/كانون الثاني 2016)، فيما يقام العرض الثاني الأربعاء القادم (20 يناير 2016)، وينطلق العرض الثالث مساء الأربعاء الموافق 27 يناير 2016. وتبدأ جميع العروض في السابعة والنصف مساءاً والدخول إليها مجاني.
أول الأفلام التي تعرض ضمن هذه الفعالية هو فيلم "الجدة الآنسة" Miss Granny وهو فيلم من إنتاج عام 2014، ويعد واحداً من أنجح الأفلام على شباك التذاكر الكورية، إذ فاقت أرباح مبيعاته 51 مليون دولار أميركي.
الفيلم ينتمي لنوع الدراما الكوميدية، ويتناول قصة جدة سبعينية مشاكسة، مزعجة، تضايق جميع من حولها وتتسبب في المشاكل حتى لأقرب الناس إليها وهو إبنها. تضيق الأمور بينها وبين هذا الإبن حين يجد نفسه مجبرا على إبعادها عن زوجته التي تعاني من مرض في القلب وينصحه طبيبها بأن يبعدها عن أي مسببات للقلق والضيق. بالطبع يعني ذلك إبعاد الجدة العجوز عن المنزل.
تصاب الجدة بالحزن والإحباط من سلوك إبنها وحفيدتها اللذان يقرران أخذها إلى مأوى للعجزة والمسنين، وهي التي بذلت كل ما بوسعها لتربي هذا الإبن ولتصنع منه أستاذاً أكاديمياً مرموقاً في جامعة ما، وذلك بعد أن فقدت أباه شاباً في حادث منجم في ألمانيا.
لكن القدر يقف للجميع بالمرصاد، إذ يعطي الجدة فرصة أخرى، وهي في الواقع فرصة لعائلتها وجميع المحيطين بها ليراجعوا مواقفهم من الجدة العجوز ومن المسنين بشكل عام.
بحادث ما، تعود الجدة شابة عشرينية، جميلة، يعاكسها الشباب، ويخطبون ودها، بل إنها تمتلك فوق ذلك صوتا ملائكياً تغني به أجمل أغاني فترة شبابها، وتتسبب في نجاح فرقة حفيدها الموسيقية وعلو صيتهم. ينتهي الفيلم أخيراً بتنازل الجدة عن كل ذلك التألق والبروز والشهرة، من أجل الحب.
لن أطيل الحديث عن الفيلم ولن أخوض في تفاصيله، لكي لا أفسد متعة المشاهدة، لكنه كجميع أفلام كوريا الجنوبية، فيلم مصنوع بدقة واتقان عاليين، لا تقلان عما نشاهده في الأفلام الأميركية المصنوعة باحتراف، على جميع المستويات. قد لا تكون فكرته جديدة، إذ سبق وشاهدناها في أفلام أميركية، لعل أشهرها 13 Going on 30 الذي برعت جنيفر غارنر في نقله بشكل درامي كوميدي، لكن الفرق هنا هو أن تعود بطلة الفيلم من 70 عاماً إلى 20 عاماً، ما جعل الفيلم أكثر ملامسة لمشاعر المشاهد بسبب الجرعة الإنسانية العالية فيه والمتمثلة في موقف المجتمع من المسنين ونظرته البائسة لهم. عودة العجوز التي يصفها الفيلم كغيرها من العجائز من عمر الوجوه المكرمشة والحركة البطيئة والرائحة النتنة، إلى عالم الشباب بكل ما يضج به من حياة، هو أمر يستحق التوقف عنده، وتم ذلك في الفيلم في محطات كثيرة.
الفيلم بشكل عام، ممتع، وإن طالت مدته لتتجاوز الساعتين بأربع دقائق، إلا أن المشاهد لن يمل ظرافة العجوز، في شيخوختها وفي شبابها. ولن يتأفف من مشاهدة هذا الفيلم بخليطه من الكوميديا، والرومانسية، والدراما، والخيال الجميل.
بقي أن نقول أن الفيلم حصد العديد من جوائز وترشيحات عدداً من أبرز مهرجانات الأفلام في جنوب شرق آسيا.
يشار إلى أن "ليالي السينما الكورية" ستتواصل في الأسبوع المقبل مع فيلم "اغتيال" Assassination، وتنتهي أخيراً مع فيلم المحارب Veteran