2016... عام التحديات
بالتأكيد لم يكن العام 2015 كله شهداً وعسلاً وحلواً ومليئاً بتحقيق جميع الأهداف التي رجوناها، لكن بالتأكيد أيضاً انه لم يكن كله سماًّ ومليئاً بالإخفاقات الموحشة.
نحن اليوم دخلنا العام 2016 متفائلين، مبتهجين به، وكل منا له طموحات وأهداف وأمنيات يتمنى تحقيقها ويسعى إليها دائماً.
في عامنا هذا، عامنا الجديد، فتحت في حياتنا صفحة جديدة، طوت الماضي، طوت الاخفاقات التي حدثت لنا في ذلك العام، والحياة تعلمنا جيدا كيف علينا أن نجعل تلك الاخفاقات دروساً وعبر لنا، أو نرسمها على انها تأخيرة خيرة رجاها لنا الله سبحانه لعاها تتحقق في هذا العام او الاعوام المقبلة بشكل افضل.
صعب هو اننا نخفق في تحقيق اهداف سعينا وتعبنا من اجلها، لكن الاصعب هو التمسك بخيبات الأمل واليأس التي تقودنا إلى منزلق مظلم، عندنا نضع ثقتنا الواسعة في رب السماوات والارض نعلم ان كل ما يحدث لنا هو هدايا او رسائل من رب الجلالة، فيها يجب أن نشكر الله عليها وأن نصبر ونسعى أكثر إلى تحقيقها.
هناك خطوات جميلة تعلمتها لمعالجة حالة الاضطراب التي تحدث بداخلنا والتي تكدست فعل خيبات الأمل، الاحباطات، الخوف، الحزن واليأس ومنها، احببت ان اشارككم فيها:
أولاً - نقوم بالغفران لأنفسنا ومسامحة أرواحنا، والغفران لكل شخص عكر صفونا في العام 2015 بتردد كلمات بسيطة من تقنية الغفران «أنا آسف، أرجوك سامحني، أنا أحبك، شكراً» نردد تلك الكلمات بصوت داخلي في حالة استرخاء « .
ثانياً - على ورقة بيضاء اكتب بقلم جاف او حبر بأي لون تفضله، اكتب السلبيات والاحباطات التي واجهتها في العام الماضي، ثم قم بتمزيق الورقة ورميها في سلة المهملات.
ثالثاً - تذكر أن ما حدث لك في الماضي، وأن الماضي مضى، وأن عليك أن تفتح صفحة جديدة في حياتك.
كيف تسطيع أن تحقق أهدافك بشكل مرتب ومتقن؟
هناك طرق بدأت أطبقها من العام الماضي لتحقيق أهدافي بشكل مرتب ومتقن، وقد حققت 90 في المئة من أهدافي عن تطبيق هذه التقنية وهي نسبة كبيرة بالنسبة الى السنوات السابقة، احببت ان اشارككم فيها:
أولا -: اشكر الله وسنة 2015 على النِعم التي حلت عليك فيها، ولا شك ان جميعنا حلت علينا الكثير من النعم وان كانت صغيرة، اسلوب الشكر لله، للأهداف، للعمل، للناس وجميع ما في هذه الحياة يزيد من نعم الله عليك، ويقول رب الجلالة في كتابه: «لئن شكرتم لأزيدنكم» (إبراهيم: 7)، هذه إحدى الرسائل من الله التي تدل على نعمة الحمد والشكر التي تزيد من النعم في جميع مجالات الحياة.
ثانيا - ضع النية في قلبك سواء على الصعيد المالي أوالمهني، أو العاطفي أو الصحي: وذلك عبر تمرين بسيط وسهل وممتع وهو التأكيدات الايجابية بصوت مسموع ، فعلى الصعيد المهني والمالي مثلاً: أولا نأخذ نفساً عميقاً ثلاث مرات لأخد وضعية التأكيد ونجلس جلسة مريحة في حالة استرخاء ثم نردد بصوت داخلي أو مسموع: اؤكد إيجابيّا (نقولها ثلاث مرات)، انا احب العمل، انا استحق العمل المناسب لي والى طموحاتي، اجتهد من اجل سعادتي، استقبل المال وأحب المال، أحب النجاح...الخ من العبارات التي تتمناها على الصعيد المالي والمهني.
أما على الصعيد العاطفي فتردد مثلا: أنا أستحق حياة سعيدة، أنا أستحق الحب...الخ من العبارات التي تتمناها على الصعيد العاطفي، ونعمل كما هو على الصعيد الصحي.
ثالثا - اجلب ورقة بيضاء وقلماً جافّاً أو حبراً بأي لون تفضله، اكتب فيها الاهداف التي تريد ان تحققها في العام 2016 اكتب على الاقل 16 هدف قياسا الى الستة عشر عاماً بعد الألفين، أو أهداف أكثر إن كنت ترغب، اقرأها جيدا بصوت بسموع وقم بتوكيديات إيجابية نحوها، ثم خبئها في مكان تعرفه ، وعند تحقيق أي هدف منها قم بالإشارة إليه، وكافئ نفسك على ذلك، (هذه الخطوة مهمة جدًّا).
وإن أردنا ان نحقق هذه الأهداف بشكل افضل وعلى مدار يومي، لخطوات قرأتها مند فترة واحببت مشاركتكم فيها:
1- ابدأ العمل بتحقيق الهدف اليومي. اسأل نفسك « ماذا أستطيع أن أفعل اليوم كي أتقدم خطوة واحدة، مهما تكن صغيرة، باتجاه تحقيق أهدافي؟» اكتب هذه الخطوة وابدأ العمل. يقال إن اتخاذ الخطوة الأولى هو أهم خطوة. وستكون قوة دافعة أنت في أشد الحاجة إليها.
2- عندما تحدد أهدافك، فكر في تحديد أهداف وفقًا لمعيار SMART الشهير. هذا المعيار يجعلنا نحقق اهدافنا بشكل ذكي وسهل، و SMART اختصارا الى هذه الكلمات:
•S اختصار لـ Specific أو Significant بمعنى محدد أو هام.
• M اختصار لـ Measurable أو Meaningful بمعنى قابل للقياس أو ذي معنى.
•A اختصار لـ Attainable أو Action-Oriented بمعنى قابل للتحقق أو عملي.
•R اختصار لـ Relevant أو Rewarding بمعنى ملائم أو مجزٍ.
•T اختصار لـ Time-bound أو Trackable بمعنى محدد بفترة زمنية أو يمكن تتبعه.
لنجعل العام 2016 عام التحديات، مليئاً بالمغامرات والانجازات والطموحات المحققة، فقط ضع ثقتك في الله وتوكل عليه وستحقق أهدافك المرجوة وأكثر.
زينب محمد آل إسماعيل
لم نتفاجأ كثيراً، كمواطنين ومرضى، نتعاطى بشكل دائم مع وزارة الصحة لتلقي العلاج؛ كوننا مصابين بمرض «السكلر» بعد صدور تقرير ديوان الرقابة المالية، بوجود مشكلة يجب التعاطي معها بجدية كبيرة وهي أحد التحديات التي من المفترض على سعادة وزيرة الصحة فائقة الصالح أن تواجهها بشكل صارم ومحاسبة المسئولين والمقصرين في حق المرضى.
ديوان الرقابة المالية أشار إلى وجود خلل كبير في كيفية صرف الأدوية لبعض المرضى من دون وجود لأي سجلات تُذكر، وعلى إثرها لم يتمكن مدققو الديوان من تحديد مكامن الخلل نظراً إلى عدم وجود تقارير أو بيانات دقيقة حول استهلاك الأدوية، وطريقة صرفها وتخزينها، وأن معدل الصرف يتجاوز المستويات المخطط لها في الموازنة المعتمدة ما يؤدي إلى نفادها قبل انتهاء السنة المالية، وهذه المشكلة تكررت لسنوات طويلة في وزارة الصحة التي حمل حقيبتها أكثرمن وزير في السنوات الأخيرة. ولم يكتف ديوان الرقابة بالتطرق إلى وجود مواد طبية فاقت ألف صنف من الأدوية لم يتم صرف أية كمية منها من مخازن الأدوية لأكثرمن سنة، وتجاهلت وزارة الصحة ذلك بحيث إنها لم تتابع وتدقق وتدرس أسباب تكدس هذه الأدوية في مخازنها أو على أقل تقدير البحث عن امكانية وجود فرص للاستفادة منها، ما كبد الوزارة خسارة فادحة أرهقت الموازنة المخصصة للأدوية بمبلغ فاق 600 ألف دينار! مؤخراً نفذت أدوية مهمة لتسكين الآلام وأهمها «المورفين» بصنفيه الحقن والحبوب، الكودايين، البندول الوريدي «البرفلقان»... وغيرها»، وهي تصرف لمرضى»السرطان، الحروق، السكلر...الخ» وهي من الأدوية الأساسية والمهمة في جميع مستشفيات العالم دون استثناء؛ هذه الأدوية تخفف من معاناة وآلام المرضى، وهي من الأدوية التي تصرف تحت رقابة طبية شديدة، ويتم جردها باستمرار وبشكل يومي في المراكز الصحية وفي المستشفيات الخاصة أو العامة فكيف تنفد من المخازن على رغم وجود جرد دوري لها؟!
هناك مشكلة ليست بالصغيرة أو غير المهمة إذ إنها مشكلة مبهمة تشوبها اللامبالاة، ولا يمكن تجاهلها بالخصوص، إن الدواء مهم لأسباب تطرقنا إليها سابقاً؛ سيكون ضحاياها المرضى الذين يعانون من الآلام المزمنة وخصوصاً أن المسكن يحتاج إلى إجراءات صارمة وعديدة ليتم توفيره في المخازن.
السياسة التي تتبعها وزارة الصحة في كيفية تخزين وصرف الأدوية بحاجة إلى مراجعة شاملة للتصحيح والمحاسبة، كما أنه لا يُعقل أن غير البحرينيين يدفعون رسوماً بسيطة لا تتعدى ثلاثة الدنانير ويحصلون على علاج شامل وتطعيمات وأدوية تفوق العشرات من الدنانير، ولتتمكن وزارة الصحة من ضمان عدم نفاد الموازنة المخصصة للأدوية والمعدات الطبية لابد أن تكون هناك رسوم معقولة، وليست ثابتة بل على حسب العلاج وتكلفته، وخصوصاً أننا نعاني من تقشف وتخفيض في الموازنات المخصصة، تنويع مصادر الدخل لوزارة الصحة من خلال فرض رسوم غير ثابتة على الأجانب سيحل جزءاً من المشكلة، والمتابعة والتدقيق المستمر في كيفية صرف وتخزين الأدوية سيضمن بنسبة كبيرة عدم نفاد أي صنف من الأدوية، كما أن الأدوية التي ترهق الموازنة ولا تُصرف يجب محاسبة المسئول عن طلب هذه الأصناف أو المعدات الطبية التي لا يوجد أي جدوى تُذكر منها.كلنا كمرضى شركاء مع وزارة الصحة في تصحيح الأوضاع، وكلنا أمل وثقة كبيرة بسعادة الوزيرة أنها ستتخذ إجراءات وتحقيق للتعرف على مكامن خلل نفاد الأدوية.
(الاسم والعنون لدى المحرر)
العدد 4876 - الثلثاء 12 يناير 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1437هـ