من بين المقوّمات الحضارية العديدة التي تزخر بها مملكة البحرين، اختار متحف قلعة البحرين مساء اليوم الثلثاء (12 يناير/ كانون الثاني 2016) أن يسلط الضوء على تاريخ اللؤلؤ في البحرين، وذلك من خلال محاضرة ألقاها إبراهيم مطر بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والمهتمين بالشأن الثقافي في البحرين.

في بداية حديثه توجه إبراهيم مطر بالشكر إلى القائمين على متحف قلعة البحرين لتنظيمهم اللقاء، لينتقل بعد ذلك إلى تقديم شرح حول التكوين البيولوجي للمحار الذي يستخرج منه اللؤلؤ قائلاً إنه توجد العديد من الآراء حول كيفية تكون أحجار اللؤلؤ في داخلها.

وحول ألوان اللؤلؤ الطبيعي، أوضح مطر أن اللؤلؤ البحريني لديه أكثر من 12 لون، مشيرا إلى أنه توجد صفات أخرى للؤلؤ يتعرف عليها الإنسان خلال عمله في هذه المهنة العريقة. وأردف: "لدينا لؤلؤ بألوان مثل: المشيّر وهو الأبيض ذو البريق الأحمر، النباتي ذو اللون السكري، السماوي، القلّابي الذي يمتلك بريقا يتكون من ألوان الطيف، البصلي غير ناصع البياض والأشقر ذو اللون الأصفر الفاتح، الأخضر، الزجاجي والأسود وغيرها".

وحول أنواع اللؤلؤ، قال مطر إن اللؤلؤ ينقسم إلى أنواع عديدة، منها الفاخر ومنها الأقل درجة الذي له استخدامات متعددة غير مجال المجوهرات، كالمجالات الطبية مثلا.

مشيرا إلى أن اللؤلؤ يتم تحديد نوعه وسعره حسب حجمه، شكله، لونه بريقه ونعومته.

وتطرق إبراهيم مطر إلى التحديات التي تواجه اللؤلؤ الطبيعي، مشيراً إلى أن أكبرها هو انتشار إنتاج اللؤلؤ المزروع بالمياه العذبة، وقال أن الصين لوحدها أنتجت عام 2000 أكثر من 500 طن من اللؤلؤ غير الطبيعي.

وفي سياق آخر، قال مطر أن مملكة البحرين تتمتع منذ زمن بعيد بعلاقة مميزة مع صيد اللؤلؤ وتجارته، مشيرا إلى أن مهرجان التراث السنوي في إحدى نسخه خلال ثمانيات القرن الماضي عرض حجر لؤلؤ يصل عمره إلى 3000 عام، كما وعرض مطر وثيقة كتبت عام 1866 ونشرت في إحدى الصحف الأميركية تشير على أن مملكة البحرين تنتج سنويا مقدارا من اللؤلؤ يساوي إنتاج كل دول المنطقة.

من الملفت للانتباه أن محاضرة تاريخ اللؤلؤ جاءت في متحف قلعة البحرين الذي يقع إلى جانب الموقع البحريني الأول المسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وأن المحاضرة تتناول اللؤلؤ، الذي سجلت البحرين موقعاً خاصا به على قائمة التراث العالمي عام 2012، هو طريق اللؤلؤ في مدينة المحرق.