دعا سفيرا بريطانيا وفرنسا في الامم المتحدة الإثنين (11 يناير/ كانون الثاني 2016) الى انهاء كل عمليات الحصار المفروضة على مناطق في سوريا، في وقت دخلت قافلة مساعدات غذائية وطبية الى بلدة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق والتي يعاني سكانها من الجوع.
ومن ناحيته، قال السفير السوري ابراهيم الجعفري ان اي مدني لم يمت جوعا في مضايا خلافا لما اعلنته الوكالات الانسانية.
وبدأ مجلس الامن مشاورات مغلقة حول هذا الملف في نيويورك في حين وصلت قافلة المساعدات الى مضايا بالقرب من دمشق.
وتفرض قوات النظام السوري منذ ستة أشهر حصارا محكما على أكثر من اربعين ألف شخص في مضايا تسبب بوفاة نحو ثلاثين منهم جوعا.
وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفت "ان تجويع المدنيين تكتيك غير انساني يستخدمه نظام الاسد وحلفاؤه".
واضاف في بيان "كل عمليات الحصار يجب ان ترفع لإنقاذ ارواح مدنية ودفع سوريا بشكل أقرب الى السلام".
اما السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر فقال ان فرنسا طلبت بإجراء هذه المشاورات بالتعاون مع اسبانيا ونيوزيلاندا "لإبلاغ العالم باستعمال الجوع كسلاح رعب ضد المعدمين".
واضاف "امل ان يتمكن مجلس الامن من توجيه رسالة موحدة وحازمة بهذا الخصوص".
وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى عدة في ريف دمشق منذ أكثر من سنتين، لكن تم تشديد الحصار على مضايا قبل حوالي ستة أشهر مع بدء حزب الله اللبناني، حليف النظام السوري، هجوما واسعا على مدينة الزبداني المجاورة وتمكنه من السيطرة على اجزاء منها.
واوضح السفير الفرنسي ان "المحادثات السورية السورية لا يمكن ان تستأنف بدون تحسين وضع المدنيين". وقال ايضا لا يمكن ان نطلب من ممثلي المعارضة السورية "التفاوض مع ممثلين عن النظام في الوقت الذي يقتل فيه النظام اطفالهم".
ومن ناحيتهه، اعتبر سفير نيوزيلندا جيرارد فان بوهيمين ان "التكتيك القائم على محاصرة وتجويع الناس هو أحد المميزات المرعبة للنزاع السوري".
واوضح ان وصول قافلة مساعدات الى مضايا "امر مشجع ولكنه ليس الا بداية ويجب تأمين ممر انساني دائم وبدون اية عوائق".
واكد السفير السوري ابراهيم الجعفري "لا توجد مجاعة في مضايا". واكد ان "الحكومة السورية لا تنتهج ولن تنتهج سياسة تقوم على تجويع شعبها".
واوضح ان الحكومة اقرت في أكتوبر/ تشرين الاول توزيع المساعدات في مضايا والتي كان يجب ان تستمر لأكثر من شهرين ولكن "الارهابيين في داخل المدينة" سرقوا المواد الغذائية.
واشار الى ان المعلومات المتعلقة بالمجاعة تهدف الى "شيطنة" نظام بشار الاسد و"ضرب" مفاوضات السلام المقبلة التي ستبدأ في 25 كانون الثاني/يناير في جنيف متهما السعودية وقطر باللجوء الى "هذه الاتهامات والاكاذيب".
ومضايا واحدة من أربع مناطق سورية مع الزبداني والفوعة وكفريا الواقعتين في شمال غرب البلاد، تم التوصل الى اتفاق بشأنها في سبتمبر/ ايلول بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة ينص على وقف لإطلاق النار وايصال المساعدات واجلاء الجرحى. ويتم تنفيذ الاتفاق على مراحل عدة.