رأى نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، أن الجانب الأمني لن يستطيع إيقاف تفريخ المتطرفين من ماكينة الإرهاب، بل إن المشكلة ستبقى مستمرة لسنوات، ولأجيال، بسبب فقدان السيطرة، وعدم تحصين الشباب ثقافياً وفكرياً ضد الإرهاب والتطرف.
وأكد الشيخ خالد على ضرورة منع تكاثر الإرهاب من خلال ماكينة الإرهاب، بحسب وصفه، معتبراً أنه «لا يمكن إيجاد متطرفين من دون ماكينة إرهاب».
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد بمركز عيسى الثقافي أمس الإثنين (11 يناير/ كانون الثاني 2016)، للإعلان عن شعار المركز للعام الجاري، مبيناً الشيخ خالد أنهم اختاروا «شباب ضد التطرف»، ليكون شعاراً لكل الفعاليات التي سيقيمونها خلال العام. وأعلن عن مؤتمرين سيعقدان في شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار المقبلين، الأول سيشارك فيه نحو 30 طالباً جامعياً من مختلف الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، والثاني سيشارك فيه مختصون في مجال مكافحة التطرف.
وقال: «يجب ألا نتساهل في هذا الموضوع، وأعتقد أن التوعية الثقافية هي السلاح الأفضل الذي يمنع تكاثر وتوالد الإرهابيين والمتطرفين»، مشيراً إلى أن «المجتمع المتسامح والمنفتح يمكن أن يقف أمام مد التطرف والإرهاب». وشدد على ضرورة مواجهة هذه المشكلة بـ «سلاح الثقافة».
وأوضح أن «ما هو موجود من إرهاب وتطرف يمكن التعامل معه من خلال المؤسسات الأمنية، ولكن دورنا من خلال الندوات والمؤتمرات هو تحصين الشباب، حتى لا يتحول إلى شباب متطرف في المستقبل، ويجب أن نمنع تكاثر المتطرفين ونمنع ماكينة الإرهاب من صناعة إرهابيين جدد».
ورداً على سؤال «الوسط» عمّا إذا كان لدى المركز خطة لمعالجة الأنواع الأخرى للتطرف، والتي من بينها التطرف السياسي والاجتماعي، بيّن أن «ما نعانيه في مجتمعاتنا العربية والإقليمية هو التطرف الديني، الذي يهدد مجتمعاتنا، ونتجت عنه حروب أهلية في سورية والعراق، وغيرها، وبالتالي سيكون تركيزنا على التطرف الديني».
وأضاف «نعتقد أن التطرف الديني هو السبب الرئيسي وراء الإرهاب، فالإرهاب يأتي من وراء المتطرفين، ولا يوجد إرهاب من دون المتطرفين».
وأردف قائلاً: «لا نريد محاربة المتطرفين فقط، بل نريد أن نوقف الماكينة التي توقف تفريخ المتطرفين، وهذا العام (2016) عام الشباب الأول، والتطرف ثانياً، ولذلك اخترنا شعار (شباب ضد التطرف)».
وأبدى تطلع المركز إلى التواصل مع المؤسسات التربوية، من أجل دعم التعايش والتسامح والسلم الأهلي، وهي الخصال التي يمتاز بها البحرينيون.
واعتبر أنه «لا يمكن حماية الشباب دون حمايته وتحصينه من الأفكار والموجات التي تصل إليه، وخصوصاً من خلال آليات التواصل الاجتماعي، والتي تستخدم سلباً في عمليات خطيرة، منها نشر التطرف والإرهاب، والعنف ومفاهيمه المختلفة».
وذكر أن «الشاب في مرحلة المراهقة يمر بمرحلة تمرد، ولا يقبل نصائح الآخرين، وبالتالي عندما يحدثه شاب في نفس عمره فهو يستطيع أن يؤثر فيه، ويغير سلوكه، وهو ما دعا المركز إلى التفكير في عقد مؤتمر يوجه الشباب كلامهم إلى الشباب».
وعن الخطب الدينية التي تتضمن مفاهيم متطرفة، قال: «الشاب ليس بحاجة إلى أن ينتظر حتى يوم الجمعة ليسمع خطاباً دينياً متطرفاً، فهناك طرق وأساليب تستخدم في غسيل الدماغ يمارس على الشباب بطرق متخصصة، ولابد أن نتعلم هذه الطرق».
وخلص نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي إلى أن شعب البحرين متسامح ومتعايش، وهو لا يعرف في المناسبات الدينية والمذهبية وغيرها إلا أن يشارك بعضه بعضاً».
ونوّه إلى أن ذلك «لا يعني أننا لسنا في موقع خطر، أو أننا غير مستهدفين، فالدول التي تعاني من حروب مذهبية وعرقية وطائفية، كانت قبل أعوام كالبحرين، دول تسامح، يعيش فيها المسلمون والمسيحيون والنصارى، والشيعة والسنة، ولكن انظروا إليها الآن، لقد كانوا يعتقدون أن التطرف وعمليات الإرهاب بعيدة عنهم، ولكنه وصل إليهم».
العدد 4875 - الإثنين 11 يناير 2016م الموافق 01 ربيع الثاني 1437هـ