عقد مجلس النواب المصري الجديد أولى جلساته الأحد (10 يناير/ كانون الثاني 2016) وذلك بعد ثلاث سنوات من حل البرلمان السابق الذي كان يهيمن عليه الإسلاميون وانتخب علي عبد العال أستاذ القانون الدستوري رئيسا له.
وترأس بهاء الدين أبو شقة (77 عاما) نائب رئيس حزب الوفد الجلسة الافتتاحية بصفته أكبر الأعضاء سنا. واقتصرت الجلسة على بعض الإجراءات القانونية ومن بينها أداء النواب لليمين الدستورية وانتخاب رئيس المجلس.
ويتألف البرلمان الجديد الذي يهيمن عليه مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي من 568 نائبا منتخبا بالإضافة إلى 28 نائبا عينهم الرئيس.
وفاز عبد العال (67 عاما) وهو أستاذ في القانون الدستوري والإداري بجامعة عين شمس بالقاهرة بعد حصوله على 401 صوت. وكان ينافسه ستة مرشحين آخرين.
وعبد العال عضو في ائتلاف دعم مصر المؤيد للسيسي. وتقول تقارير صحفية إن الائتلاف يضم نحو 370 نائبا بالبرلمان.
ويضم الائتلاف نوابا حزبيين ومستقلين وينسقه ضابط المخابرات السابق سامح سيف اليزل.
وكان عبد العال عضوا في لجنة الصياغة النهائية للدستور الذي أقر عام 2014. وله العديد من المؤلفات في مجال القانون.
وقال عبد العال "سأكون دائما مدافعا عن الديمقراطية والمبادئ القويمة التي نادت بها ثورتا 25 يناير و30 يونيو."
وكان يشير إلى الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك وأنطلقت في 25 يناير كانون الثاني عام 2011 وأطاحت به بعد احتجاجات دامت 18 يوما.
كما كان يشير إلى تاريخ بدء الاحتجاجات التي استمرت أيام قليلة وانتهت بعزل مرسي في الثالث من يوليو تموز عام 2013.
وعقب انتخاب عبد العال بدأت إجراءات انتخاب وكيليه لكن الجلسة التي بدأت في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش) الأحد لا تزال منعقدة حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين بالتوقيت المحلي .
وهذا أول برلمان منتخب في مصر منذ ثلاث سنوات عندما صدر قرار بحل الغرفة الرئيسية في البرلمان (مجلس الشعب) الذي كانت تهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين بناء على حكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه.
وكانت الانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها وأجريت على مرحلتين في أكتوبر تشرين الأول ونوفمبر تشرين الثاني هي آخر خطوات خارطة الطريق التي أعلنت عند عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
وأجريت الانتخابات وسط اقبال ضعيف إذ بلغت نسبة المشاركة 28.3 بالمئة وذلك في تناقض واضح مع الطوابير الطويلة والحماس الكبير الذي أبداه المصريون في الانتخابات التي أجريت عام 2011 بعد شهور من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية.
ووجه السيسي تهنئة للشعب المصري واعضاء مجلس النواب بمناسبة انعقاد أولى جلساته.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية "يؤكد السيد الرئيس أن مجلس النواب سيجد كل الدعم والمساندة من السلطة التنفيذية فيما هو منوط بها من مهام وواجبات وفي إطار تام من الاحترام الكامل لمبدأ الفصل بين السلطات."
وقال عبد العال في كلمة بعد انتخابه رئيسا للمجلس "اتقدم بخالص الشكر والتقدير لقائد المسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ساند ثورة الشعب وتصدى لتحقيق آماله وطموحاته."
وكان السيسي وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة عندما أعلن الجيش عزل مرسي.
ويواجه البرلمان الجديد مهمة صعبة تتمثل في مراجعة مئات القوانين والتعديلات القانونية التي أقرها السيسي ومن قبله الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تولى إدارة البلاد لنحو عام بعد عزل مرسي في مدة أقصاها 15 يوما من تاريخ انعقاده.