انتشر في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي خبر مستهلك يدعو إلى مقاطعة منتجات بعض رجال الأعمال لأنّهم ينتمون إلى تلك الطائفة، أو أصولهم إلى إيران الصفوية! ونحن نستغرب من أولئك الذين يدّعون الدين والتديّن، ويحاربون النّاس فقط بسبب جذورهم التي تنتمي إلى إيران!
ولو قمنا باستبيان لمعرفة أصول النّاس حتى نفرّق بين الإيراني والعربي، لوجدنا بأنّ فئات المجتمع المختلفة ستكون في جعبتها مجموعة ممّن ينتسبون إلى إيران، فهل هناك مشكلة لو أنّ الأصل إيراني؟! أم أنّ المشكلة أن الأصل إيراني والمذهب من طائفة معيّنة؟!
نقول لأمثال هؤلاء كفاكم دس السم في العسل، وكفاكم الدين من أجل غايات أخرى، فالدين لم يفرّق بين أحد، ولكنّ البشر يفرّقون، وكلّ على حسب عنصريّته، فمثلاً نحن لا نريد التزوّج من الإيرانيين، وآخرون لا يريدون التقرّب منهم، والبعض لا يريد نجاحهم في التجارة! لماذا هذا الحقد على أُناس عايشونا وتعايشنا معهم، وجذورهم لهم ولكنّ هويّتهم للوطن.
ولو تسألهم اسم وطنهم لن يقولوا إيران، ولن يقولوا فارس، بل العكس البحريني من أصل إيراني سيقول أنا بحريني، والسعودي من أصل إيراني سيقول أنا سعودي، والقطري من أصل إيراني سيقول أنا قطري، فالهويّة لا يستطيع أحد إزاحتها ولو بأخبار مستهلكة مقيتة.
هؤلاء الذين يحاولون نشر مثل هذه الدعايات والأخبار حول بعض النّاس بسبب طائفتهم وبسبب عرقهم، قد يكون انتماؤهم للدولة أقل بكثير من الذين يحاولون تشويه سمعتهم بسبب عرقهم أو مذهبهم أو دينهم، فقد يُعطي الخليجي من أصل إيراني دولته الكثير، والسبب هو انتماؤه لدولته وليس لأي دولة في العالم، وقد لا يعلم هؤلاء ما يصنعون بجهالتهم.
أتعلمون لماذا أفقنا ضيّق إلى الآن؟! لأنّنا مشغولون بهذه الأخبار المستهلكة عوضاً عن تقوية بيتنا الداخلي، ولا نوقف هؤلاء الفاسدين عمّا يقومون به من نخر في أواصر الوحدة الوطنية، وبالتّالي يتم تصنيف النّاس على أساس العرق والمذهب.
هنا تكمن المشكلة أو المأساة، لأنّ التعايش أساسه التعاقد على أننا جميعاً سواسية أمام القانون، وكلّ له (سلكه) في مواضيع الزواج والأمور الاجتماعية الأخرى، التي تفرضها علينا العادات والتقاليد وليس الدين.
متى سنفيق من هذه الغيبوبة التي أصابت شريحة كبيرة منّا، فالبعض يستخدم الدين، والبعض الآخر يستخدم العادات والتقاليد، من أجل تصنيف المجتمع، وكل على هواه، وهذا لا يجوز في دول المؤسسات.
من يحب الوطن لابد أن ينشر أخباراً عن الوحدة الوطنية، ومن يحب الوطن أيضاً لابد أن يسعى إلى التكاتف والتعايش، وما أخبار هذا صفوي أو هذا إيراني أو هذا أبيض أو هذا أسود، إلا عادات جاهلية حاول ديننا الإسلام القضاء عليها، من أجل التعايش الذي نطمح له اليوم.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4874 - الأحد 10 يناير 2016م الموافق 30 ربيع الاول 1437هـ
بالمناسبة...
هناك في الرفاع مساجد وصالات مناسبات وتحمل اسماءها اللقب الاخير الفارسي ....
الكتابات السمية هي التي تفرق ولا تجمع قيل او اصمت
نعم للوحدة الوطنية
على ان يتبناها الجانبين وليست من جانب واحد ، نحتاج الان الى اعادة بناء الثقة وهذا الامر يحتاج الى وقت طويل جداً
عزيزت هؤلاء لن يفيقوا مادام يوجد بيننا من يحثم ويشجعهم ولا يتخد ا اجراء ضدهم فهم سيتمادون ف غيهم واستهتارهم حتى يهلكو الحرث والنسل فى هذا البلد.