سوق الحراج، أو كما يشاع في أوساط المجتمع البحريني بـ «سوق المقاصيص»، هذه السوق الواقعة في مدينة عيسى والتي تفتح أبوابها يومي الجمعة والسبت، تضم مجموعة متنوعة من المستلزمات المنزلية والملابس المستخدمة والجديدة، إضافة إلى مختلف أنواع الطيور وغيرها الكثير.

السوق تحتضن الكثير من الزبائن من مختلف الجنسيات الذين يترددون عليها بشكل أسبوعي، ولا تقتصر السوق على زيارة الزبائن ذوي الدخل المحدود، بل تجتذب مختلف الفئات، فبعض المعروضات تصل قيمتها لمئات الدنانير، ومنها على سبيل المثال بعض الطيور النادرة.

ولوحظ في سوق مدينة عيسى الشعبي «الحراج»، غزو الصرعات الجديدة من خلال العديد من الفرشات الموجودة فيها والتي يعمد باعتها على عرض مستلزمات وأدوات حديثة، ومنها الملابس والأحذية والمواد الغذائية والأدوات الكهربائية والمنتجات الإلكترونية، وجميعها بأسعار منخفضة تنافس الأسواق المحلية.

قديماً، كانت السوق تسمى بـ»سوق الأربعاء» الواقعة بالقرب من فندق عذاري بالمنامة قبل أن تنتقل إلى السوق المركزي في نفس المنطقة، كما يروي عدد من الباعة القدامى لـ «الوسط»، فقد كانت مقصداً للسياح الأجانب والخليجيين ومختلف أطياف المجتمع البحريني، والتي تميزت بأسعار المعروضات المنخفضة.

بائع الطيور والحيوانات الأليفة، جميل إبراهيم (يعمل في هذه المهنة منذ نحو 30 عاماً)، تحدث مع «الوسط» عن الإقبال الكبير الذي تشهده السوق القديمة آنذاك، قائلاً «كانت سوق الأربعاء الواقعة بالقرب من فندق عذاري بالمنامة تستقبل الكثير من الزبائن، وخصوصاً أن السوق مفتوحة بشكل يومي، ومساحة المحلات فيها واسعة، على خلاف السوق الحالية التي لا تتجاوز مساحة المحل 3×3 أمتار، فضلاً عن الإيجار الشهري وقدره 20 ديناراً».

وأضاف «أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاماً، والفرق كبير في الإقبال مقارنة بالسوق القديمة».

ورداً على سؤال بشأن بيعه فئران صغيرة، أجاب إبراهيم «هذه الفئران تستخدم كطعم لصيد الطيور الجارحة، أو الأفاعي، وهناك إقبال على شرائها، وتسمى بفئران تجارب، ومسقط رأسها في هولندا، إلا أن إنتاجها يكون في البحرين».

سيدمصطفى علوي، الذي ورث المهنة من والده في بيع الأدوات المستخدمة والتحف، يقول «اختلف الزمان وتغيرت أحوال السوق القديمة التي كانت تشتهر لدى الكثير من مرتاديها، فقد كان البيع والإقبال لا يضاهيه الإقبال الضعيف حالياً في هذه السوق، وخصوصاً مع تحديد يومي الجمعة والسبت لافتتاح هذه السوق أمام الزبائن».

ويتابع «الزبائن في السابق كانوا يعرفون كل محل في السوق القديمة، فقد كنا نستقبل زبائننا بشكل يومي، لشراء المعدات المستخدمة والقديمة، إلا أن الأمر اختلف في الوقت الراهن».

وأشار إلى انه «يشتري الأدوات المستخدمة من عدد من الشركات، التي تعرض أدواتها على الباعة».

إلى ذلك، ذكر بائع المسابيح والخواتم والانتيك القديم، سيدعلوي يوسف (الذي يعمل منذ افتتاح السوق القديمة) أن «السياح الأجانب كانوا يترددون بكثرة على السوق القديمة في المنامة، على اعتبار قربها من العاصمة، في حين تراجع الإقبال في السوق الحالية».