أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأحد (10 يناير/ كانون الثاني 2016) أن بلاده «تدعم بقوة» محادثات فيينا الرامية للتوصل إلى حل للنزاع في سورية، معتبراً أن الأزمة مع إيران لن تؤثر عليها.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي عُقد في الجامعة العربية عقب اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بناءً على طلب السعودية إن الرياض «سبق أن أعلنت دعمها للمعارضة السورية ودعمها للجهود الرامية إلى الوصول إلى حل سلمي في سورية، ما يسمى باجتماعات فيينا لايزال قائماً ونحن نأمل فيها وندعمها بقوة بغضّ النظر عن الخلافات بيننا وبين إيران».
وبشأن الخلاف بين الرياض وطهران قال الجبير: «فيما يتعلق بالوساطة... هناك بعض الدول أعربت عن استعدادها للقيام بذلك... المهم الجدية بالنسبة للموقف الإيراني».
القاهرة - رويترز، أ ف ب
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير أمس الأحد (10 يناير/ كانون الثاني 2016) في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للجامعة العربية بشأن الخلاف بين الرياض وطهران، إن بعض الدول عرضت الوساطة لكن ذلك يتطلب جدية من إيران بشأن الجهود. وتابع «فيما يتعلق بالوساطة... فيه بعض الدول أعربت عن استعدادها للقيام بذلك... المهم الجدية بالنسبة للموقف الإيراني».
وأضاف الجبير، إن بلاده ستبحث أي خطوات إضافية ضد إيران مع حلفائها الإقليميين والدوليين، إذا استمرت إيران في سياستها ونهجها، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن تلك الإجراءات.
وكانت السعودية قد حصلت على دعم عربي قوي أمس (الأحد) في مواجهة إيران، إذ أعلن وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ عقد بناءً على طلب الرياض «التضامن الكامل» معها ودانوا «الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية».
وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب في قرار أصدره في ختام الاجتماع «التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزارات الإيرانية ودعم حهودها فى مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار والأمن في المنطقة».
كما عبر المجلس عن «استنكاره للتصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين».
وشدد الوزراء في قرارهم الذي امتنع لبنان عن التصويت عليه على «دعم» جهود السعودية «في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، ودانوا «تدخل إيران المستمر فى الشئون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية» معتبرين أن «هذا النهج يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار».
وندد المجلس «بالتدخل الإيراني فى الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سورية وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية» وكذلك «بتدخلات إيران فى الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك سلباً على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام».
وطالب الوزراء إيران بـ «الامتناع عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن دعم الجماعات التى تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربى» ودعوا طهران إلى «وقف دعم الميليشيات والأحزاب المسلحة داخل الدول العربية».
وكان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي قال في افتتاح الاجتماع الوزاري إن «المنطقة لا تتحمل أي أعمال استفزازية وأي محاولة لبث الفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية».
واعتبر أنه «يقع على عاتق إيران مسئولية ترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية وإزالة التوتر إلى خطوات جادة وملموسة وأن تقوم بخطوات فعلية لإزالة كافة أسباب التوتر والكف فوراً عن أي تدخلات تمارسها».
وتحدث وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير في الجلسة الاقتتاحية مؤكداً أن الاعتداءات الإيرانية على سفارة بلاده في طهران وقنصليتها في مشهد «تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه السياسة الإيرانية في منطقتنا العربية بالعبث في مقدراتها والتدخل في شئون دولها وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بها وزعزعة أمنها واستقرارها».
بدورها، نددت مصر بـ «التدخل الإيراني في الشئون الداخلية السعودية» مؤكدة وقوف مصر «إلى جانب المملكة العربية السعودية وإخوتنا في الخليج العربي وقفة صلبة».
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري في كلمته إن «مصر ترفض بشكل تام ما صدر عن المسئولين الإيرانيين من تهديدات» للسعودية «بسبب قيامها بإنفاذ قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، بين آخرين لمجرد أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية التي تشكل غالبية الشعب إلايراني».
وتساءل شكري «هل يقبل المسئولون الإيرانيون أن تتدخل دول أخرى مثلاً عندما تطبق إيران قوانينها في التعامل مع مواطنيها من السُنة؟».
وقبل نهاية الشهر الجاري، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تشاورياً مغلقاً في الإمارات «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية ... بما فيها مشكلات تدخل دول الجوار في الشأن العربي»، في إشارة ضمنية إلى إيران.
العدد 4874 - الأحد 10 يناير 2016م الموافق 30 ربيع الاول 1437هـ