العدد 4873 - السبت 09 يناير 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1437هـ

%50 تراجع مبيعات الساعات الثمينة في 2015

الوسط – المحرر الاقتصادي 

تحديث: 12 مايو 2017

 

مع المتغيرات الكثيرة التي أصابت حال الاقتصاد في جميع أركانه، تغيرت معها سياسات شرائية كثيرة للمستهلك المحلي، ليس أقلها «الكماليات» التي لطالما عُرف الكويتي بحب اقتنائها، كساعات الفاخرة والأقلام والسبحة وغيرها، إذ تشير التقديرات إلى أن مبيعات الساعات الثمينة لوحدها انخفضت بين 40 و%50 خلال عام 2015 ، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأحد (10 يناير / كانون الثاني 2016).

مشاري شاب في الثلاثين من عمره، يرى أن إنفاق نحو 3 آلاف دينار أو أكثر من أجل شراء ساعة في هذا الوقت غير جيد، مع توجه الحكومة إلى خفض الدعم عن السلع ورفع أسعار الخدمات، وترشيد الإنفاق، مما سيؤدي إلى تراجع السيولة بالتأكيد في السوق.

ويضيف مشاري أن سوق الساعات الثمينة، كغيره من الأسواق التي تأثرت بالتغييرات الاقتصادية والأحداث السياسية، وبما أن الوضع الاقتصادي غير مستقر نتيجة لتراجع أسعار النفط وحدوث عجز في ميزانية الدولة وعدم استقرار البورصة، علاوة على الحدود التي فرضها البنك المركزي على القروض الاستهلاكية للافراد، أصبحت عملية شراء الساعات الثمينة ضعيفة مقارنة بالأعوام الماضية.

وبحسب خبراء ومسؤولي مبيعات في السوق، فإن مبيعات الساعات الثمينة انخفضت في النصف الثاني من 2015، بنسبة تتراواح ما بين %20-%30 ، مشيرين إلى أن النسبة وصلت إلى مابين 40 و%50 خلال عام 2015 بأكلمه.

وأوضح الخبراء أنه نتيجة للأوضاع الاقتصادية الحالية، تغيرت السياسية الشرائية لمستهلكي الساعات الثمينة، وأصبحوا يفضلون الاحتفاظ بالأموال عن صرفها، الامر الذي أثر أيضاً في السياسة التسويقية للمحلات وشركات الساعات الثمينة، والتي قلت مبيعاتها نتيجة لتلك التغيرات.

 

تراجع «اليورو»

يرى المدير المالي والإداري في شركة السرحان المتحدة لتجارة الساعات محمد أحمد صادق، أن تراجع سعر اليورو بنسبة %25 تقريبا، أثر بصورة غير مباشرة على مبيعات الساعات الثمينة والمجوهرات، بنسبة %15 تقريباً، لأنه لا يتم تعديل أسعار الساعات، بل تثبت لمدة 6 اشهر او عام كامل في اوروبا، إلا أنها تتراجع في الكويت وبالتالي تنخفض قيمة مبيعاتها.

ويؤكد صادق ان اقتناء الساعات الثمينة، المصنوعة من الذهب والمرصعة بالألماس، أفضل من الاحتفاظ بـ «الكاش»، وأفضل أيضا من وفرة السيولة، لأن هذه الساعات تحتفظ بقيمتها، بل تزيد في بعض الأحيان.

وطالب بالتصدي لاستعمال شعار «رولكس» على الساعات المقلدة، لافتاً إلى ان قيمة هذه الساعات تقل عن الأصلية بنحو %50، وانه مهما كان التقليد متقناً، لن تكون مثل الأصلية.

 

هبوط النفط

وأفاد صادق أن تأثير تراجع أسعار النفط لا يتجاوز %10 على حجم مبيعات الساعات الثمينة في السوق المحلي، وهي نسبة بسيطة جدا مقارنة بنسبة نزول أسعار النفط.

 

الاحتفاظ «بالكاش»

من ناحية أخرى، كشف مسؤول مبيعات في VACHRON CONSTANTIN حسن إبراهيم، أن حجم الإقبال على شراء الساعات الثمينة أقل بكثير من العام الماضي، نتيجة للوضع الاقتصادي في البلد، موضحاً ان المشترين أصبحوا يفضلون الاحتفاظ بالأموال «الكاش» عن صرفها في شراء الكماليات باهظة الثمن.

وأضاف: «أصبح هناك تخوف من عدم استقرار الاقتصادي ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي أيضا»، محدداً نسبة التراجع في شراء الساعات الثمينة مقارنة بعام 2014، بنحو %40-%50.

وأشار إلى ان بداية عام 2015، كانت صعبة وكانت القوة الشرائية فيها ضعيفة إلى حد ما، لكن الأسوأ هو الربع الأخير من عام 2015، خصوصاغ في ظل الاحداث السياسية في المنطقة العربية.

 

القروض «الاستهلاكية»

قال إبراهيم إن تحديد البنك المركزي لحجم القروض الاستهلاكية للمواطن بـ 15 ألف دينار، علاوة على العجز في ميزانية الدولة نتيجة لتراجع أسعار النفط، أثر في طريقة تفكير المشترين، وتعززت لديهم أكثر فكرة الاحتفاظ بالـ «الكاش» لحين استقرار الأوضاع الاقتصادية.

 

ضعف القوة الشرائية

وعن حجم المنافسة على مستوى عمليات بيع الساعات الثمينة، قال إبراهيم «على الرغم من اضطرار محلات كثيرة إلى عمل تخفيضات في أسعار الساعات الثمينة، فإن القوة الشرائية ما زالت ضعيفة، الأمر الذي أثر في حجم مبيعات الشركات الأم المصنعة للساعات الثمينة»، مشيراً إلى أنه حتى في فترات الأعياد والمناسبات المختلفة كعيد الأم وغيرها، ظلت القوة الشرائية ضعيفة جداً مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح أن توجه المشترين، في فترات الازدهار وارتفاع القوة الشرائية للساعات الثمينة، يكون في الغالب على اسم العلامة التجارية أكثر من شكل الساعة، لأنها تظل محتفظة بقيمتها المادية. وتوقع أن يكون عام 2016 أفضل من العام الماضي ولكن بنسبة بسيطة.

 

عدم الاستقرار السياسي

من جانبه، قال مسؤول مبيعات في «رولكس» لاروسا للمجوهرات عبدالله عبد، ان سوق الساعات الثمينة أصابته حالة من الهدوء بشكل عام وملحوظ مقارنة بالعام الماضي، موضحاً ان هذا الأمر راجع لأسباب كثيرة محيطة بالبلد والمنطقة العربية، حيث ان عدم الاستقرار السياسي والوضع الأمني، أثار ذعر المشترين وزاد من حرصهم على أموالهم، علاوة على مدى سهولة عمليات التبادل التجاري بين الدول، مؤكداً أنها أمور تؤثر على السياسة التسويقية لمحلات الساعات الثمينة.

وأشار إلى ان هذا الوضع لا يغير من حقيقة استمرار شغف شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي بشراء الساعات الثمينة والمجوهرات، موضحا ان اقتناء الساعات الثمينة وجمع أكبر قدر من الساعات الثمينة في كثير من الأوقات تكون هواية لدى المشترين، والبعض الآخر يقتنيها كنوع من المجوهرات لديهم.

وأضاف «العميل الذي يرغب في شراء (ماركة) معينة من الساعات الثمينة، تكون أمامه عدة خيارات، ودائما يتوجه إلى الساعات التي لا يتغير شكلها مع الوقت وتبقى محتفظة بقيمتها أطول وقت ممكن، وبقيمتها المادية».

وأوضح ان عملية الشراء للساعات الثمينة، تعتمد على خلفية العميل وما الهدف من اقتناء الساعة، فهناك من يبحث عن السعر المناسب ومن يبحث عن العلامة التجارية الأكثر شهرة، ومنهم من يبحث عن الشكل المميز وحجم الذهب والألماس الذي في الساعة، مهما كلفه الأمر.

 

تراجع بالنصف الثاني

ومن ناحية أخرى، أكد منسق مبيعات في Van Cleef& Arpels سامر ناصر، ان مبيعات الساعات الثمينة باهظة الثمن، والتي تحكي قصة واقعية معينة، قلت بكثير خلال النصف الثاني عن النصف الأول من 2015 بنسبة 20 - %30 تقريبا.

وأوضح ان لكل عميل «ماركته» المفضلة لديه، ولا ينتظر مناسبة معينة للشراء، لانه يعتبر شراءه لمثل هذه الساعات الثمينة، كشرائه للمجوهرات.

توجهات خفض الدعم تلقي بظلالها على مبيعات السلع الفاخرة.. ومن بينها الساعات الثمينة   





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً