العدد 4873 - السبت 09 يناير 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1437هـ

فاطمة جواد... أنموذج عربي في العطاء

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يمكن أن نتغافل الدور الذي تلعبه كل سيدة عربية داخل مجتمعها وفي كل مشهد سياسي واقتصادي واجتماعي. ومن دون ذلك لا يمكن أن تسير عجلة الحياة. وفي المجتمعات العربية هناك نماذج كثر من النساء اللواتي لعبن دوراً هاماً بل ومؤثراً في نواحٍ كثيرة، تعكس أهمية وجود نساء يرغبن في مد يد المساعدة وفي الوقت نفسه في المشاركة بالتنمية في شتى المجالات وذلك من خلال دورها كعنصر فاعل داخل المجتمع.

ورغم التقلبات التي شهدت ومازالت تشهد في المشهد العربي منذ العام 2011 وحتى اليوم إلا أن هذا لا يمنع من القول إن هناك من النساء ممن لعبن دوراً فاعلاً داخل مجتمعاتهن ومن خلال التواصل مع مختلف الطبقات الاجتماعية.

وفي البحرين وتحديداً في مطلع 2016، غيب الموت يوم الخميس الماضي (7 يناير/ كانون الثاني)، سيدة الأعمال البحرينية المعروفة فاطمة حسن جواد. وهي واحدة من أبرز الوجوه النسائية على مستوى القطاع التجاري والاجتماعي، وذلك بعد رحلة حياة حافلة بالعطاء والتفوق على كافة الأصعدة. إذ اختيرت في العام 2014 مع 10 سيدات أعمال بحرينيات ضمن تصنيف مجلة فوربس العالمية في قائمة أقوى 200 سيدة أعمال عربية. وهو أمر لم يكن مستغرباً، إذ عكست هذه السيدة البحرينية طبيعة نساء المنامة في الحيوية والعطاء والعمل القيادي، إذ لم تشغلها الانشغالات التجارية عن هموم الناس وآمالهم، والرغبة في صناعة الواقع الكريم للمجتمع البحريني. كما ساهمت بدورها الوطني في كتابة مرحلة جديدة من تاريخ البحرين، وكانت في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2000، ضمن الصفوة الوطنية التي اختيرت في عضوية اللجنة الوطنية العليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني التي تعد مرحلة بالغة الأهمية في حياة شعب البحرين في حاضرهم ومستقبلهم.

ومن لا يعرف فاطمة جواد فهي ابنة المنامة الأصيلة وسليلة عائلة جواد التجارية المعروفة في البحرين والخليج، إذ كانت تمتاز بروحها المرحة وابتسامتها التي لا تفارق وجهها. لقد كانت دائمة السعي للبحث عن مواطن خدمة المجتمع، وكانت تتألم لآلام المحرومين وتعمد إلى مد يد العون لهم، وتعيش معاناتهم، وهذا ما جعلها تتميز كسيدة أعمال حريصة كل الحرص على المساهمة في العطاء الاجتماعي وفي رفد المجتمع بالمساهمات المادية والمعنوية التي تعلي من شأنه.

لقد انتقلت فاطمة جواد إلى محطات مهمة بعد تخرجها من الجامعة في بريطانيا وبعد حصولها على الدبلوما العليا للإدارة إلى جانب البكالوريوس، إذ شغلت منصب عضو مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة جواد التجارية التي تدير أكثر من 550 متجراً موزعة على جميع دول الخليج. كما كانت من أبرز مؤسسات جمعية سيدات الأعمال البحرينية وكانت أول رئيسة لمجلس إدارتها، وذلك خلال الفترة 2000 إلى 2002. وتعد من أوائل سيدات الأعمال البحرينيات اللاتي يحصلن على لقب سيدة أعمال في سجلاتهن الرسمية، وقد شاركت في العديد من المؤتمرات والفعاليات المتعددة المحلية والخارجية.

طموحات فاطمة جواد لم تتوقف بل كانت كثيرة، وقد عملت بجد واجتهاد، ودخلت في غمار نشاطات المرأة من أجل مستقبل أفضل لكل نساء البحرين، جنباً إلى جنب مع الرجل، أثبتت جدارتها واستطاعت أن تجني ما حققته مهنياً وما قدمته من عطاء إنساني لكل بحريني... رحم الله فاطمة جواد... خير نساء البحرين.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4873 - السبت 09 يناير 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:08 م

      الله يرحمها برحمته الواسعه

    • زائر 1 | 2:11 ص

      صباح الخير

      الله يرحمها برحمته الواسعه نعم بها ونفتخر بها كا المرأه البحرينيه المثابرة المجتهده الراقيه في مجال الأعمال

اقرأ ايضاً