بعد أربعين يوما على رحيلها، نظم مركز الشيخ ابراهيم للثقافة والبحوث تأبين عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي التي ربطتها بالبحرين وبالمركز علاقة حميمة، بعنوان أمسية محبة، أمس السبت (9 يناير/ كانون الثاني 2016) ضمن الموسم الثقافي (الحالمون لا يمكن ترويضهم أبداً) الساعة الثامنة مساء في قاعة المركز في المحرق حضرها عدد من أصحاب الفكر والأدب وأصدقاء المركز.
قدّم خلال الأمسية نخبة من المثقفين والأدباء شهاداتهم وقراءاتهم حول اشتغالات الراحلة المرنيسي، وامتدادها للأصوات النسائية وتأثيرها النقدي على الوعي الإبداعي المنادي لقضايا المرأة، من جهة وترجمت معظم أعمالها الأكاديمية إلى اللغات العالمية من جهة أخرى، مستخدمة أدواتها التنظيرية والسوسيولوجية، إلى جانب محاورتها للتراث العربي الإسلامي والثقافة العربية والغربية في آن واحد، والحراك النسائي، كما سرد جانب من حياتها وأهم المؤلفات التي تناولتها بشكل مغاير وتحليلي عن المشهد الثقافي، وعلى هامش الأمسية دشن كتاب (شهرزاد المغربية-شهادات ودراسات عن فاطمة المرنيسي)، وهو من إصدار مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وإعداد وتحرير ياسين عدنان صدر لهذه المناسبة.
في بداية الأمسية رحّبت رئيسة مجلس أمناء المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالحضور.
مؤكدة أن الكلمات لا توفي حق فاطمة المرنيسي التي تركت بصمتها في المركز والبحرين والعالم العربي عبر أفكارها وشخصيتها وما قدّمته للعالم العربي والذي سيبقيها حية.
أثناء المداخلات، تحدثت الناشطة المغربية جميلة حسون عن علاقتها بالمرنيسي التي تعود لعشرين عاما خلت متوقفة عند فاطمة الإنسانة والصديقة والمرشدة التي عملت حتى آخر لحظة في حياتها، كما أظهرت مدى احترامها للعلاقات الإنسانية وعيشها للهمّ الإنساني والثقافي في العالم العربي.
بدورها تحدثت البروفيسورة الايطالية اليزابيت بارتولي عن علاقتها المهنية والشخصية بالراحلة المرنيسي وهي التي ترجمت عددا من كتاباتها وتأثرت بما للمرنيسي من رؤية وتميّز لكتاباتها.
من جهته توقّف توماس ارتمان عند التبادل الثقافي الذي آمنت به فاطمة المرنيسي والذي اعتبره جسرا عايشه بين المانيا والعالم العربي اذ كانت تحضر العديد من المنتديات والمؤتمرات التي نظمها في المانيا منذ لقائهما العام 1984، كما تحدث عن اهمية اخياراتها الاستراتيجية واهتمامها بالإعلام ودوره في نقل الصورة الأفضل لمجتمعاتنا، ونعت المرنيسي بالاكاديمية الاستثنائية التي ارادت تحسين وتغيير الواقع للأفضل على طريقتها.
أما ياسين عدنان فتحدث عن خبرته في إعداد وتحرير كتاب شهرذار المغربية (شهادات ودراسات عن فاطمة المرنيسي) الذي صدر بفترة قياسية مشددا على أهمية كتابات فاطمة المرنيسي على المستوى العالمي.
كما وصفها بالمرأة عصيّة على التصنيف اذ يتداخل فكرها بالأدب والبحث الأكاديمي بالتخيّل.
واختتم بشكر كل من تجاوب وأثرى الكتاب الذي يحتوي على شهادات كثيرة ودراسات وتلويحات وداع من عدد من المثقفين في العالم العربي.
كما عُرض فيلمٌ أعد خصيصا بالمناسبة عن مداخلات فاطمة المرنيسي وحضورها إلى مركز الشيخ إبراهيم منذ عشر سنوات.
العدد 4873 - السبت 09 يناير 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1437هـ