العدد 4873 - السبت 09 يناير 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1437هـ

روائيون عرب: النص المفتوح متمرِّد وغير واضح المعالم

في ندوة ناقشت نوعه في الكتابة الأدبية...

المشاركون في الندوة
المشاركون في الندوة

الوسط - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

قال الروائي التونسي شكري المبخوت إن النص المفتوح يرتبط في معناه بنزعة التمرد على القوالب الأدبية الأخرى، موضحاً بأن «النص المفتوح يرفض الانصياع إلى هذه القوالب، ويخرج على القواعد النمطية في تقديم النص السردي، وفيه يصبح النص متحركاً، وغير واضح المعالم مثلما يحدث للشعر حينما يقف على الأطلال»، مضيفاً بأن هذه النوعية من النصوص «قليلة ونادرة جداً».

جاء ذلك في ورقة قدَّمها المبخوت في ندوة حول «تماهي الأجناس الأدبية» أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب (4-14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015). ناقشت الندوة تعدد أساليب الكتابة الأدبية، ومن ضمنها النص المفتوح. شارك في الندوة ثلاثة روائيين عرب هم شكري المبخوت، الفائز بجائزة البوكر العربية العام 2015 عن روايته «الطلياني»، والروائية والصحافية الإماراتية فاطمة سلطان المزروعي، والروائية اللبنانية هدى بركات.

وفي بداية الأمسية، تحدثت الروائية المزروعي عن أثر الكتابة على البشرية وقدرتها على التأثير الشامل في مفاصل الإنسان نفسه، ثم على تاريخه وحياته وتقدمه وتطوره، وقالت: «لذلك نحن نبحث الآن في نوع من أنواع الكتابة، فالإنسان ومنذ فجر الكتابة في حالة بحث متواصلة عن التنويع في أساليب الكتابة، وقام من خلال هذا البحث بالزج بمصطلحات وسحب أخرى وابتكار وسائل جديدة، فكل تيار يحاول أن يقدم المتميز والأكثر حضوراً وتقبُّلاً».

وبشأن تعريفها لمفهوم النص المفتوح قالت المزروعي: «إذا وجدت النص يأتي من مؤلف معروف ويتوجه نحو قارئ معروف ولكنه لا يحمل معنى واحداً، أو أنه يتعرض لجملة من التفسيرات المتعددة، فنكون هنا أمام ما يسمى بالنص المفتوح، وعكسه تماماً النص المغلق حيث تم تعريفه من الدارسين بأنه نص قد يكون ضبابياً ورمزياً، لكنه وعلى رغم هذا فإنه لا يحمل إلا رؤية واحدة، بمعنى أن الجميع يتفقون على معناه ومحتواه دون صعوبات، فمثلاً عندما تقرأ نصاً علمياً أو قانونياً أو دراسة جغرافية أو تاريخية، فأنت تقرأ شيئاً محدّداً وإن أختلف الأسلوب وقوة الكلمات، فالمعنى واحد والنتيجة واحدة، وفي مجال الأدب قد تلاحظ النص المغلق في الروايات أو القصص القصيرة التي تحمل طابعاً بوليسياً أو جاسوسياً».

من جانبها قالت هدى بركات: «أعتبر أن المعيار الوحيد الذي يمكن من خلاله أن نحدد أن النص الذي أمامنا مفتوح أم لا هو مدى انفتاح هذا النص على الفنون الأخرى، فللرواية وللنص سلطة قوية في هضم واحتواء الفنون الأخرى، لذلك نلاحظ مدى أهمية تفاعل الروائي مع الفنون الأخرى التي من حوله، فالرواي المثقف في عالمنا اليوم لم يَغْدُ ذلك الرواي الذي يتميز بكثرة القراءة وغزارة المصطلحات والمفردات والمعلومات، فعندما يكتب الراوي اليوم يعتريه إحساس قوي بأنه أصبح على تواصل فيزيائي مع الرسم والألوان والضوء».

وذهبت المزروعي بعيداً عندما أشارت إلى أنها كمؤلفة ليست مشغولة بمثل هذه المصطلحات وقالت: «من غير المهم لدي أن يقال عني بأنني أكتب نصاً مغلقاً أو مفتوحاً، لأنه لا يؤثر في جذب القارئ، فمهمة تصنيف النصوص ليست من مهام القارئ، فهو يبحث دائماً فقط عن النص الجميل والمؤثر الذي يرافقه ويشعر به ولا يهمه جنس هذا النص بقدر ما يهمه احترامه





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً