تظاهر الاف الاكراد اليوم السبت (9 يناير/ كانون الثاني 2016) في باريس للمطالبة ب"العدالة" بعد ثلاث سنوات على اغتيال ثلاث ناشطات كرديات في العاصمة الفرنسية، والتنديد ب"جرائم النظام التركي" بحق الاكراد الواقفين في الخطوط الامامية في مواجهة الجهاديين في سوريا.
وفي الذكرى الثالثة لاغتيال سكينة جانسز وفدان دوغان وليلى سايليميز، هتف المتظاهرون القادمون من جميع انحاء اوروبا "لا لافلات مرتكبي الجرائم السياسية من العقاب" و"جميعنا سكينة وفدان وليلى".
وقالت الشرطة ان عدد المشاركين في التظاهرة بلغ سبعة الاف في حين ان المنظمين تكلموا عن عشرة الاف.
وفي 9 كانون الثاني/يناير 2013 قتلت الناشطات الكرديات الثلاث سكينة جانسز (54 عاما) التي تعتبر رمزا تاريخيا لحزب العمال الكردستاني والمقربة من مؤسسه المسجون عبد الله اوجلان، وفيدان دوغان (28 عاما) وليلى سويليميز (24 عاما) بالرصاص في مقر مركز الاعلام الكردي في باريس.
ويحاكم التركي عمر غوناي (33 عاما) في فرنسا بتهمة "تنفيذ اغتيالات على علاقة بمنظمة ارهابية". غير ان المحققين يشتبهون بضلوع اجهزة الاستخبارات التركية في مرحلة الاعداد لعمليات الاغتيال.
وقالت خاني اوزبك الناشطة في المجلس الديموقراطي الكردي (منظمة تضم الجمعيات الكردية في فرنسا) في كلمة القتها امام المتظاهرين "بعد مرور ثلاث سنوات لم تلق العدالة بعد اي ضوء على مدبري هذا الاعتداء" متسائلة "ماذا يعني صمت فرنسا؟".
وقال مصدر مطلع على الملف ان المحققين على قناعة بـ"ضلوع" اجهزة الاستخبارات التركية "في التحريض على الاغتيالات والاعداد لها" لكنهم لم يتمكنوا من التثبت مما اذا كانت الاجهزة هي المدبرة ام ان بعض عناصرها تحركوا من دون علمها.
وسار المتظاهرون حتى ساحة الباستيل في قلب العاصمة الفرنسية بعد محطة في مقر مركز الاعلام الكردي حيث وضعت عشرات اكاليل الزهور قبل ثلاثة ايام.
ورفع المتظاهرون مئات الاعلام لحزب العمال الكردستاني وصورا لاوجلان، وتقدم الموكب اقرباء الناشطات الثلاث بصمت.
وبعيد وصول التظاهرة الى ساحة الباستيل حصل شجار بين عدد من المشاركين فيها ما دفع عناصر الشرطة الى التدخل للفصل بينهم. عندها هاجم بعض المتظاهرين الشرطة ما دفع احد عناصرها الى اطلاق النار في الهواء، حسب ما اعلن مصدر في الشرطة اكد ايضا ان لا اصابات ولا اعتقالات.
وقال حيدر جانسز شقيق سكينة جانسز الذي قدم من المانيا لوكالة فرانس برس "انها تظاهرة مهمة لان الاكراد يقاتلون في كل مكان من اجل الحرية، في سوريا وتركيا، ونريد ان نشرح للشعب الفرنسي انه يحق لنا نحن ايضا بالعدالة".
واضاف "ان معركة سكينة متواصلة، سنواصل المسيرات طالما اننا لم نحصل على العدالة".
وندد المتظاهرون الذين قدموا من المانيا واسبانيا وسويسرا وهولندا ب"جرائم (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان" الذي يرتكب "مجازر بحق الاكراد" مؤكدين على وقوف الاكراد " في الخطوط الامامية للمعركة ضد الجهاديين".