أفادت أنباء بأن ضربة جوية أسفرت عن مقتل العشرات في بلدة خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا اليوم السبت (9 يناير/ كانون الثاني 2016) بينما زار مبعوث الأمم المتحدة دمشق لدفع الاستعدادات لمحادثات السلام المقرر عقدها هذا الشهر رغم تشكك المعارضة.
وقالت مصادر إنه تم التوصل لاتفاق لإدخال المساعدات يوم الاثنين الى بلدة خاضعة لسيطرة المعارضة تحاصرها القوات الموالية للحكومة حيث تقول الأمم المتحدة إن هناك تقارير موثوقة عن موت الناس جوعا. وسترسل المساعدات بالتزامن مع ذلك إلى قريتين تحاصرهما المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 39 شخصا على الأقل قتلوا في الضربة الجوية التي أصابت محكمة وسجنا متاخما لها في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب. ولم يذكر ما اذا كانت الضربة الجوية نفذتها طائرات سورية أم روسية اذ قصفت طائرات البلدين المنطقة.
وتشن روسيا ضربات جوية في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد منذ سبتمبر/ أيلول.
وقال المرصد السوري إن إربعة صواريخ سقطت على المبنى وإن عدد القتلى قد يزداد بسبب العدد الكبير للجرحى. ولم يتسن الوصول لمسؤولين سوريين على الفور للتعليق.
وظلت الحرب مستعرة منذ الشهر الماضي حين أيد مجلس الأمن الدولي خطة لمحادثات السلام في اتفاق نادر بين الولايات المتحدة بشأن الصراع الذي قتل 250 ألف شخص. ومن المقرر أن تبدأ المحادثات في 25 يناير كانون الثاني في جنيف.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن الحكومة السورية أبلغت مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا اليوم السبت إنها مستعدة للمشاركة في المحادثات لكنها أكدت على ضرورة الحصول على قائمة بأسماء شخصيات المعارضة السورية التي ستشارك.
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الحاجة لأن تحصل الحكومة على قائمة بالجماعات التي ستصنف على أنها إرهابية.
وتعتبر الحكومة السورية كل الجماعات التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد إرهابية بما في ذلك جماعات معارضة مسلحة لها ممثلون في هيئة معارضة شكلت مؤخرا ومكلفة بالإشراف على المفاوضات.
ووصف بيان صدر عن مكتب دي ميستورا الاجتماع الذي عقد اليوم السبت بأنه مفيد وقال إن المبعوث الدولي حدد الخطوط العريضة للاستعدادات.
وأضاف "يتطلع المبعوث الخاص الى المشاركة البناءة للأطراف ذات الصلة في محادثات جنيف. سيواصل مشاوراته بالمنطقة."
وعبر مقاتلون وسياسيون من المعارضة السورية عن تشككهم فيما اذا كانت محادثات السلام ستبدأ في الموعد المقرر.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أبلغوا دي ميستورا بأن على الحكومة السورية أولا أن توقف قصف المناطق المدنية وتفرج عن معتقلين وترفع الحصار المفروض على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال رياض نعسان اغا عضو الهيئة العليا للمفاوضات لرويترز "هل سيستطيع المجتمع الدولي أن يحقق تنفيذ هذه المرحلة ما قبل التفاوض خلال الأيام القليلة المتبقية؟ إذا كانوا يستطيعون فلا مشكلة مع أنني أشك بأنهم يستطيعون."
وقال مسؤول آخر من المعارضة إنه لن يتم اختيار أعضاء فريق التفاوض قبل أن تشكل الحكومة السورية وفدها.
وسيؤدي اتفاق المساعدات الذي أبرم اليوم السبت إلى إرسال مساعدات إنسانية لبلدة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة على الحدود اللبنانية والى قريتين في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد تحاصرهما المعارضة.
وحذرت وكالات إغاثة من انتشار الجوع على نطاق واسع في مضايا حيث يتعرض نحو 40 ألف شخص للخطر. وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن الحكومة السورية وافقت على السماح بدخول المساعدات الى المناطق الثلاث لكنها لم تحدد متى سيبدأ تنفيذ ذلك.
وقال مصدر مطلع على الأمر إنه تم تحديد التاريخ والموعد وإن المساعدات ستذهب الى البلدات الثلاث صباح الاثنين في نفس الوقت.
وأكد مصدر ثان موال للحكومة السورية التفاصيل.