تنتظر الكويت اليوم السبت (9 يناير/ كانون الثاني 2016) عودة مواطنها الأخير المُعتقل في سجن غوانتانامو، فايز الكندري بعد سجنه 14 سنة، وأرسلت الحكومة طائرة خاصة مع فريق طبي لنقله إلى وطنه. وكان الجيش الأميركي اعتقل 13 كويتياً في أفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني 2001 عندما غزا هذا البلد انتقاماً لهجمات نيويورك وواشنطن. وأُطلِقَ محمد العنزي آنذاك لكونه قاصراً فيما نُقِل الـ12 الآخرون إلى المعتقل الشهير في الكاريبي، حسبما نقلت صحيفة "الحياة".
ويأتي إطلاق الكندري (40 سنة) الذي اعلن البنتاغون ترحيله أمس، بعد جهود دؤوبة بذلتها الحكومة الكويتية وسط مماطلات أميركية طويلة، لكن مجلس المراجعات الأميركي قرّر أخيراً أن استمرار حبس الكندري «لم يعد ضروريّاً لكونه لا يشكل خطورة الآن على الأمن القومي للولايات المتحدة».
وتقول عائلة الكندري أن سلطات باكستان اعتقلته وسلمته إلى الجيش الأميركي، من دون أن تتوافر أدلة على تورطه بأعمال قتالية أو انتمائه إلى «القاعدة»، ثم نُقِل إلى غوانتانامو وخضع لتحقيق مطوّل لم يسفر عن معلومات تدينه. ومَثُل الكندري أمام محكمة أميركية خاصة في تموز (يوليو) الماضي، بعد وقت وجيز على الإفراج عن فوزي العودة المعتقل الكويتي الحادي عشر. وخضع الكويتيون الذين أُطلِقوا في غوانتانامو لإجراءات أمنية خاصة، قيل أنها جزء من شروط الإفراج المتفق عليها مع واشنطن، ومنها احتجازهم لبعض الوقت وخضوعهم لبرنامج تأهيل نفسي وفكري، مع منعهم من السفر لفترة.
وتعرّضت مفاوضات إطلاق كويتيي غوانتانامو لانتكاسة قبل نحو 10 سنين عندما تردّد أن أحد المفرج عنهم، عبدالله العجمي، نفّذ عملية انتحارية ضمن هجمات «القاعدة» في العراق، وأن واشنطن رصدت عودة 36 ممن أُطلِقوا في غوانتانامو من جنسيات عدة لممارسة «الإرهاب»، ما أبقى فايز الكندري وفوزي العودة سنوات طويلة إضافية خلافاً للكويتيين العشرة الآخرين.